اتصل بنا
 

إذا لم تكن هذه (انتفاضة القدس).. فماذا تكون؟ شهران على انطلاقتها

نيسان ـ نشر في 2015-11-30 الساعة 11:10

x
نيسان ـ

تُنهي "انتفاضة القدس"، الإثنين، شهرين من المواجهة الشعبية الفلسطينية مع الكيان الإسرائيلي، وتدخل شهرها الثالث دون بوادر لنجاح وسائل "الردع" الإسرائيلية في إيقافها.

وانطلقت الانتفاضة في الأول من أكتوبر بعد تمادي الاحتلال في تهويد مدينة القدس المحتلة، وبدء العمل على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، عبر اقتحامه بشكل يومي بأعداد كبيرة.

كما ولّد حرق مستوطنين إسرائيليين لعائلة "دوابشة" في قرية دوما بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، واستشهاد الأب والأم وأحد ابنيهما، أثر كبير في تغذية روح المقاومة، والبحث عن طرق لردع المستوطنين، ووقف اعتداءاتهم.

ومنذ انطلاقها، حافظت الانتفاضة على طابعها الشعبي، إذ إن معظم العمليات خططها ونفذها شبان أخذوا قرارهم بأنفسهم، فيما دأبت الفصائل الفلسطينية على الترحيب بذلك.

لكن بعض الفصائل- ولاسيما فصائل المقاومة- تدعم باتجاه إدخال العمل المسلح إلي الانتفاضة، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر بالاحتلال، فيما ترفض السلطة الفلسطينية ذلك، وتقول إنها لا تخدم المصلحة الفلسطينية.

عمليات وشهداء

وتنوعت العمليات الفلسطينية بين الطعن، والدهس، وأحيانًا إطلاق النار، وسجلت القدس والخليل العدد الأكبر من تلك العمليات.

وقدّم الفلسطينيون خلال هذه الفترة 106 شهداء، من بينهم 23 طفلًا دون الـ18، وأربع سيدات، فيما بلغت أعداد الجرحى نحو 12 ألف جريح، منهم ثلاثة آلاف مصاب بالرصاص الحي والمطاطي.

من جهة أخرى، تسببت أكثر من 130 عملية فلسطينية بقتل 22 إسرائيليًا وجرح نحو 230 آخرين بعضهم في حال الخطر، وأحدثت العمليات "هستيريا" داخل المجتمع الإسرائيلي بفعل امتدادها على مساحة كل الوطن المحتل.

وأظهرت إحصائية إسرائيلية ارتفاعًا بنسبة وصلت إلى أكثر من 300% في عدد القتلى من الجيش والمستوطنين مقارنة بالسنوات التي أعقبت انتهاء "انتفاضة الأقصى".

فشل الإخماد

وفي محاولة لإخماد الانتفاضة، استخدم الكيان وسائل مختلفة ظنّ أنها يمكن أن تردع الشبان الفلسطينيين عن تنفيذ العمليات، فبدأها باحتجاز جثامين الشهداء من منفذي العمليات، ورغم عدم نجاح هذه الوسيلة؛ إلا أنه ما زال يحتجز جثامين 28 شهيدًا.

وكان العقاب الجماعي للمدن والقرى الفلسطينية وسيلة أخرى من وسائل الضغط لإنهاء الانتفاضة، في الوقت الذي صعّد فيه الجيش من الاعتقالات والتضييق على العمال.

وأصدر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه موشي يعلون مؤخرًا قرارات وصفت بـ"المهمة" للتأقلم مع سلسلة العمليات، ولمنع المزيد منها.

وتربع على رأس القرارات القيام بموجة اعتقالات واسعة بصفوف حركة حماس بالضفة الغربية، وحظر دخول الفلسطينيين إلى معظم المناطق القريبة من تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" بين مدينتي بيت لحم والخليل، والذي شهد وقوع غالبية العمليات.

وقرر أيضًا سحب التصاريح من أقرباء منفذي العمليات، في حين يدرس الجيش الإقدام على إبعاد من وصفهم بالمحرضين عن الضفة لقطاع غزة بالإضافة، وتفتيش جميع المركبات الفلسطينية التي تمر على الشارع 60 ما بين بيت لحم والخليل.

لكن بعد نحو أسبوع من فشل القرارات الإسرائيلية في إيقاف العمليات، أقر يعالون بأن وقف "انتفاضة القدس" "أمر لا يلوح في الأفق"، مضيفًا أن "موجة التوتر ستستمر خلال الأسابيع القادمة على أٌقل تقدير".

ولم يستبعد يعالون- خلال حديثه لإذاعة جيش الاحتلال الجمعة الماضي- أن يطرأ المزيد من التصعيد على الأوضاع الأمنية، "الأمر الذي يتطلب الاستعداد للتعامل مع سيناريوهات متعددة".

كما كان إصدار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قرارًا في 17 نوفمبر الجاري بحظر الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني "الجناح الشمالي"، في سياق محاولة إخماد الانتفاضة، وتفريغ المسجد الأقصى من المرابطين.

وقال نتنياهو إن القرار "اتخذ بعد سلسلة جلسات للكابينت وتشاور مع الجهات الأمنية والقضائية بهدف وقف التحريض الخطير بالأقصى ومنع المس بحياة الأبرياء"، على حد تعبيره.

تحركات سياسية

وكان من أولى التحركات السياسية لإخماد الانتفاضة، ومحاولة "سحب ذرائع" اندلاعها، اتفاق أردني أمريكي على خطوات لـ"خفض التوتر" في المسجد الأقصى.

ووفق الاتفاق الذي أعلنه كيري، فإن "نتنياهو سيلتزم سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الحرم القدسي، ولغيرهم بالزيارة فقط، كما وافق على اقتراح لملك الأردن بتركيب كاميرات مراقبة على مدار 24 ساعة في الحرم القدسي ومرافقه".

وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس محمود عباس عمليات الانتفاضة بـ"ردود أفعال سببها اليأس والإحباط"، قاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساع حثيثة لـ"إنعاش" مفاوضات التسوية، "وبث الأمل في نفوس الفلسطينيين".

وتنقل كيري بين القدس المحتلة ورام الله، فالتقى نتنياهو ورئيس الكيان رؤوفين ريفلين، وفي الضفة الغربية التقى الرئيس عباس.

ويبدو أن جهود كيري كانت تهدف للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل تحقيق الهدوء، والعمل على وقف العمليات، إذ قال مسؤول فلسطيني إن وزير الخارجية الأميركي ربط التحرك السياسي بتحقيق الهدوء أولاً على الأرض.

أضاف المسؤول- الذي رفض الكشف عن اسمه- أن الوزير الأمريكي تحدث أكثر من مرة في اجتماعه المطول مع الرئيس عباس "عن وجوب تحقيق الهدوء قبل التحرك السياسي".

ورغم الجهود التي يبذلها جيش الاحتلال، أو تلك التي يقودها السياسيون، في محاولة لوأد الانتفاضة، إلا أن شعلتها مازالت متقدة، وتبقى احتمالات تطورها مفتوحة على كل الصعد.

صفا

نيسان ـ نشر في 2015-11-30 الساعة 11:10

الكلمات الأكثر بحثاً