اتصل بنا
 

ثنائية النسور والرفاعي .. مشهد بداية النهاية!

نيسان ـ نشر في 2015-12-06 الساعة 10:18

x
نيسان ـ

محمد قبيلات ... سابقا اقترح الوالد اسم النسور فكان.. لكن الابن اليوم له رأي آخر.

المناضل وبطل الشاشات والمؤتمرات والندوات ومطلق التغريدات، رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، أصبح وبحكم موقعه المعارض الآن، رافعا لواء الدفاع عن الطبقات المسحوقة.

لا تتعجبوا، فها هو يدلي بدلوه وينتقد سياسات الحكومة الحالية، ويكيل لها التهم، فقد كان في الموقع ذاته – رئيسا للوزراء – ويدرك جيدا كيف يُؤلِم النسور.

لم يترك الرفاعي مفردة معارضة إلا وألقاها في وجه حكومة النسور، ولم يبقَ سوى أن يقول لمن يراه غريمه: "أنت أفقرت العباد ودمرت البلاد".

من بين ما قاله الرفاعي: إن الحكومة أجهزت على الطبقة الوسطى، وبالغت في الاقتراض ورفع الرسوم والضرائب. هذا كلام جميل، ويمكن أن يكون أكثر جمالا لو أن "دولته" طبّق ما ينظر به على النسور أثناء توليه رئاسة الوزراء. ندرك أن ما يمارسه الرفاعي هو نشاطات ومهارات ومتطلبات الذهاب الى الدوار الرابع.

حالة عداء غير مسبوقة تتشكل ضد الحكومة في أروقة مجلس النواب، وصلت درجة أنه بات في حكم المؤكد انحياز أكثر من نصف النواب لنزع الروح من الحكومة، وهذا مفهوم. المجلس يعمل اليوم وفق سياسية "ضربة مقفي"، وكل نائب يريد أن يمارس "فرسة" تؤهله ليباهي بها خلال خوض المعركة الانتخابية القادمة. هذا الدور لا ينطلي على المواطن الذي يقول: كان على النواب ممارسة دورهم التشريعي والرقابي كما هو مطلوب من نواب الشعب وخلال السنوات الماضية.

بعض الصحف "الرسمية" والمواقع الإخبارية "المعتبرة" بدأت أيضا تُسخن ضد النسور، وكذلك الكثير من الفعاليات والجهات الرسمية والشعبية والأحزاب والتيارات السياسية انضمت هي الأخرى لهذه الحملة القوية، مستغلين رفع الحكومة أسعار الغاز وتعديل رسوم ترخيص السيارات.

لا ندري ما الذي تغير على المجلس الذي حطم أرقاما قياسية في التأييد ومنح الثقة للحكومة، وما الذي ظهر ليتغير وجه الصحافة الموالية للحكومة - أي حكومة - التي واصلت التطبيل والتزمير للسياسات التي أنتجت هذا الواقع.. فسبحان قاذف "الشجاعة" في قلوب البعض. رغم أن هناك من يقول: هناك من وزّع عليهم جميعا جرعات "حليب السباع" وأعطاهم إشارة بداية نهاية الحكومة.

لا نريد في هذا السياق أن نسأل عن العملية السياسية التي تسير وفقها البلد؟

يرفع شخص أو جهة الغطاء، معطيا الإشارة لجموع المتسابقين، فيطلق كل من موقعه سهامه ليصيب الهدف في مقتل، وتتخلق عاصفة هوجاء على حكومة هي في الأصل آيلة للسقوط .

من المؤكد أننا لسنا في خندق الدفاع عن هذه الحكومة، لكن الآليات المتبعة في تعيين الحكومات ونزع الروح منها ليست بالآليات التي تُدعّم الانتقال والاستقرار السياسي الآمن والسلس، الذي يضمن عملية سياسية راشدة تحقق الرؤى والأهداف العامة للدولة. يأتي رئيس الوزراء ولا نعلم لم جاء ويذهب ولا ندري لم ذهب.

لمتابعة الكاتب على التويتر

@qubilatmohammad

نيسان ـ نشر في 2015-12-06 الساعة 10:18

الكلمات الأكثر بحثاً