(توم وجيري) وإحنا والحكومة
نيسان ـ نشر في 2015-12-06 الساعة 15:02
لقمان إسكندر
وأخيرا انتصر النواب على الحكومة في جولة من الجولات. هل نستطيع أن نقول ذلك حقا؟ هل انصاعت الحكومة أمام الإصرار النيابي واصطفاف مجلس النواب الى جانب الشعب وفقره؟
لم يكن الأمر كما بدت عليه الأمور. فكل ما جرى أن "تلبيس طواقي" قامت به الحكومة عندما قالت إنها ستنقل "النصف دينار" الذي سبق ورفعته على اسطوانة الغاز الى سلعة نفطية أخرى.
هل تذكرون يوم كان القط "توم" يكتشف أن الفأر "جيري" يضحك عليه في مقلب ما أعده له بعناية، ماذا كان يظهر لنا على الشاشة من مشاعر على وجه (توم)؟
يمضي الفأر جيري بمقلبه المتين ضد "توم". وفجأة يكتشف "توم" القصة. يقف. تسلط الكاميرة على وجهه. وتصدح موسيقى ساخرة. يظهر تعابير على وجه "توم" أنه فهم كل شيء.
نحن فعلنا أيضا ما اعتاد عليه القط توم. إنه مسلسل متكرر ألف مرة لكننا نتابعه كل مرة وكأنه أول مرة.
هذا تماما ما يجري في علاقتنا بالقرارات الحكومية. لقد حفظنا الحكومة وقراراتها عن ظهر قلب. ورغم ذلك نود دوما أن نتعامل مع كل هذه الخطوات والقرارات وكأننا نعرف بها للتو.
لقد أكلنا المقلب وانتهى الأمر. وسنبقى نأكله يوما بعد يوم ونفاجأ. نرفع الطاقية احتراما للذكاء الذي يتمتع به رئيس وزرائنا.
كل هذا جيد لكن ما ليس جيدا أن يجري تغيير في أدوار اللاعبين. كيف؟
الغريب في التسوية التي انتهى بها اجتماع "النواب" بالحكومة أنها أظهرت النواب بأنهم كانوا هذه المرة حاسمين في قصة طرح الثقة بالحكومة، إذا ما أصرت على المضي بقرارها الخاص رفع "رسوم" أو ربما "تسعيرة" ترخيص المركبات وأسطوانة الغاز. لكن هذا ليس صحيحا.
الحكومة بدت أنها استجابت للضغط الشعبي والنواب ظهروا منتصرين. أما نحن فسندفع الفاتورة في النهاية.