المنجمون يزاحمون السياسيين للظهور على الشاشات
نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2025-01-01 الساعة 11:48
x
نيسان ـ رنا حداد
تتراجع البرامج السياسية بالمساحات الشاسعة التي تحتلها منذ بداية الحرب بل الحروب في أوكرانيا وغزة وسقوط النظام السوري والعديد من المشاهد التي تربعت على عروش الأخبار والعواجل،في نهاية العام ليتصدر المنجمون المشهد في قراءات لعام جديد لا يعرف خفاياه بالحقيقة الا الله وحده عز وجل.
وتعد شاشات التلفزة وجهة هؤلاء لجذب جمهور كبير يتابع بشغب استعراضهم لأحداث مرت كانوا قد تنبؤا بحدوثها والادلاء بدلو جديد لاحداث متوقعة في القادم من أيام العام الجديد.
بين انتقادات لهذه البرامج وكيفية استخدامها لتسلية وجذب الناس، واعتبارها من ناحية اخرى منصة تسلية وترفيه ولا تشكل ضررا فكريا، يختلف الناس في وجهات ننظرهم فتنتقد بعض الفئات الثقافية والفكرية هذه البرامج وتصفها بمن يبيع الوهم، والبعض يقاطعها نتاج معتقدات دينية.
يقول عبدالحميد فراج «كذب المنجمون الذين يُعلنون نبوءات، وادعائهم بمعرفة أحداث مستقبلية تدخل فى الغيبيات التى لا يعلمها إلا الله تعالى».
ويضيف «على المسلم معرفة أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه النافع الضار، وأنه من الشرك بالله أن يعتقد الشخص أن لغير الله من الإنس أو الجن أو غير ذلك تأثيرًا فى معرفة الغيب، أو كشف الضر والبلاء أو النفع له».
فيما ترى اسماء خالد ان « المنجمين يدعون معرفة بعلم الغيب، وهو نوع من الدجل، حتى وإن تحقق بعض هذه الأمور مصادفة؛ لأن عالم الغيب والشهادة هو الله تعالى، ولم يُظهر سبحانه وتعالى على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول أو نبي».
وتؤكد «مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» ليست حديثًا نبويًّا، وإن كان معناها صحيحًا. ولكن جاءت كتحذير من الحكماء بالتأكيد على كذب المنجمين حتى وإن صادفوا الواقع».
وختمت اسماء رأيها بالقول «التنبؤ بالغيب والمستقبل يختلف عن علم الفلك الذى هو علم من أهم العلوم التى اعتنى بها علماء الإسلام الأولون، وهو يتعلق بالمحسوسات، ولا يتعلق بالغيبيات، حيث يتعلق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، وتحديد مواعيد الصيام والحج والصلاة وغيرها من الأمور» .
عتب على الإعلام
منصور محمد عاتب جدا على اعلام يستضيف ويفرد مساحات لمثل هؤلاء.
يقول : عندما يعبر الإعلامي عن انبهاره بالعراف وتوقعاته فإنه يثبت فكرة التنجيم عند بسطاء الناس.
ويؤكد الإعلام يجب أن يكون نورا للعقول الظلامية الجاهلة في المجتمع، بينما هذه الطروحات تعزز السطحية والسذاجة لدى الناس.
ويقول فوزي فاخوري «كذب المنجمون ولو صدفوا». موضحا ان ليس هناك عاقل من العقلاء يقلص دور علم الفلك عن سائر العلوم كالطب والهندسة والكيمياء ، هو علم قائم بذاته شأنه كشأن سائر العلوم يدرس حركة الاجرام السمائية كظواهر طبيعية وليس تاثيرها على الانسان».
ويتابع «»لكن من المؤسف ان تمتلأ الفضائيات بمدعو علمهم بالفلك وتأثير حركة الكواكب على البشر من خير وشر وتفاؤل وتشاؤم وما الى ذلك مما يصيب الكثير من الناس بالاحباط وتتعطل حياتهم اليومية او يتفائل تفائلا فى غير محله مما يجعله مندفعا ويصل الى مما لا يحمد عقباه بعد فوات الاوان».
بينما تتابع رفيدة عامر هذه البرامج وتؤكد انها «تتسلى، ليس أكثر».
تضيف «شكلت ليلى عبداللطيف حالة جعلت الناس تتساءل عن امثالها ، الا ان معطيات كثيرة دلتنا كمتابعين ان هؤلاء قد يكونوا اكثر من منجمين بمعنى انهم يتبعون جهات معينة لا نعرف نواياها».
ويرفض جميل نصار متابعة هؤلاء ويقول «فهؤلاء دجالون يبيعون الوهم ، حقا انهم بناة ابراج وهمية لم يسكنها احد قط تتوق اليها احلام ضعاف النفوس باللجوء اليها
خلافا لما اراده الله لخليقته من حرية الارادة والقدرة على التميز بين الغث والسمين».
حسين الخزاعي.. الفضول ثم الفضول
ويرى د.حسين خزاعي استاذ علم الاجتماع ان عدة أسباب نفسية واجتماعية وفلسفية تجعل الناس يتهافتون على الاطلاع على توقعات الجديد من الاعوام الا ان الفضول
البشري يأتي بمقدمتها.
يقول د.خزاعي ان الإنسان بطبيعته فضولي ويرغب في معرفة ما سيحدث في المستقبل. مؤكدا ان الفضول يمكن أن يكون دافعًا قويًا للبحث عن إجابات حول الغيب، حيث يشعر الكثيرون أن معرفة المستقبل قد يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل أو تجنب المخاطر او التفاؤل بتحقيق ما لم يتم تحقيقه.
ويرى د.خزاعي ان تسارع وتيرة الحياة وكونها اصبحت مليئة بالمفاجآت والتقلبات، فأن هذا يضاعف رغبة الناس بمعرفة م القادم الجديد ، ويؤكد ان الناس غالبًا ما يشعرون بالحاجة إلى التحكم في المجهول. وان معرفة الغيب تمنحهم شعورًا بالقدرة على التنبؤ والتخطيط للمستقبل.
ومجتمعيا قال د.خزاعي ان بعض المجتمعات، قد تعتبر البحث عن معرفة الغيب سلوكًا مقبولًا أو مرغوبًا، مما يعزز رغبة الأفراد في الانضمام إلى هذا السلوك.فيما ترفض مجتمعات وبيئات هذا السلوك وتضعه في مرتبة المحرمات.
بالمجمل، يقول خزاعي تبقى ثقلفة الانسان هي الحكم فيما يشاهد اولا وفيما يقتنع ثانيا والاهم ان هناك مصادر افضل للامان الشخصي من توقعات المنجمين ننصح بها وهي تحصين الناس والمجتمعات بالعلم والعمل والثقافة وسلوكيات الحياة الصحيحة من خلال دراسة معمقة للانسان والمجتمع لظروفهم المادية والصحية وكل ما يتعلق بمسير حياتهم .
تتراجع البرامج السياسية بالمساحات الشاسعة التي تحتلها منذ بداية الحرب بل الحروب في أوكرانيا وغزة وسقوط النظام السوري والعديد من المشاهد التي تربعت على عروش الأخبار والعواجل،في نهاية العام ليتصدر المنجمون المشهد في قراءات لعام جديد لا يعرف خفاياه بالحقيقة الا الله وحده عز وجل.
وتعد شاشات التلفزة وجهة هؤلاء لجذب جمهور كبير يتابع بشغب استعراضهم لأحداث مرت كانوا قد تنبؤا بحدوثها والادلاء بدلو جديد لاحداث متوقعة في القادم من أيام العام الجديد.
بين انتقادات لهذه البرامج وكيفية استخدامها لتسلية وجذب الناس، واعتبارها من ناحية اخرى منصة تسلية وترفيه ولا تشكل ضررا فكريا، يختلف الناس في وجهات ننظرهم فتنتقد بعض الفئات الثقافية والفكرية هذه البرامج وتصفها بمن يبيع الوهم، والبعض يقاطعها نتاج معتقدات دينية.
يقول عبدالحميد فراج «كذب المنجمون الذين يُعلنون نبوءات، وادعائهم بمعرفة أحداث مستقبلية تدخل فى الغيبيات التى لا يعلمها إلا الله تعالى».
ويضيف «على المسلم معرفة أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه النافع الضار، وأنه من الشرك بالله أن يعتقد الشخص أن لغير الله من الإنس أو الجن أو غير ذلك تأثيرًا فى معرفة الغيب، أو كشف الضر والبلاء أو النفع له».
فيما ترى اسماء خالد ان « المنجمين يدعون معرفة بعلم الغيب، وهو نوع من الدجل، حتى وإن تحقق بعض هذه الأمور مصادفة؛ لأن عالم الغيب والشهادة هو الله تعالى، ولم يُظهر سبحانه وتعالى على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول أو نبي».
وتؤكد «مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» ليست حديثًا نبويًّا، وإن كان معناها صحيحًا. ولكن جاءت كتحذير من الحكماء بالتأكيد على كذب المنجمين حتى وإن صادفوا الواقع».
وختمت اسماء رأيها بالقول «التنبؤ بالغيب والمستقبل يختلف عن علم الفلك الذى هو علم من أهم العلوم التى اعتنى بها علماء الإسلام الأولون، وهو يتعلق بالمحسوسات، ولا يتعلق بالغيبيات، حيث يتعلق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، وتحديد مواعيد الصيام والحج والصلاة وغيرها من الأمور» .
عتب على الإعلام
منصور محمد عاتب جدا على اعلام يستضيف ويفرد مساحات لمثل هؤلاء.
يقول : عندما يعبر الإعلامي عن انبهاره بالعراف وتوقعاته فإنه يثبت فكرة التنجيم عند بسطاء الناس.
ويؤكد الإعلام يجب أن يكون نورا للعقول الظلامية الجاهلة في المجتمع، بينما هذه الطروحات تعزز السطحية والسذاجة لدى الناس.
ويقول فوزي فاخوري «كذب المنجمون ولو صدفوا». موضحا ان ليس هناك عاقل من العقلاء يقلص دور علم الفلك عن سائر العلوم كالطب والهندسة والكيمياء ، هو علم قائم بذاته شأنه كشأن سائر العلوم يدرس حركة الاجرام السمائية كظواهر طبيعية وليس تاثيرها على الانسان».
ويتابع «»لكن من المؤسف ان تمتلأ الفضائيات بمدعو علمهم بالفلك وتأثير حركة الكواكب على البشر من خير وشر وتفاؤل وتشاؤم وما الى ذلك مما يصيب الكثير من الناس بالاحباط وتتعطل حياتهم اليومية او يتفائل تفائلا فى غير محله مما يجعله مندفعا ويصل الى مما لا يحمد عقباه بعد فوات الاوان».
بينما تتابع رفيدة عامر هذه البرامج وتؤكد انها «تتسلى، ليس أكثر».
تضيف «شكلت ليلى عبداللطيف حالة جعلت الناس تتساءل عن امثالها ، الا ان معطيات كثيرة دلتنا كمتابعين ان هؤلاء قد يكونوا اكثر من منجمين بمعنى انهم يتبعون جهات معينة لا نعرف نواياها».
ويرفض جميل نصار متابعة هؤلاء ويقول «فهؤلاء دجالون يبيعون الوهم ، حقا انهم بناة ابراج وهمية لم يسكنها احد قط تتوق اليها احلام ضعاف النفوس باللجوء اليها
خلافا لما اراده الله لخليقته من حرية الارادة والقدرة على التميز بين الغث والسمين».
حسين الخزاعي.. الفضول ثم الفضول
ويرى د.حسين خزاعي استاذ علم الاجتماع ان عدة أسباب نفسية واجتماعية وفلسفية تجعل الناس يتهافتون على الاطلاع على توقعات الجديد من الاعوام الا ان الفضول
البشري يأتي بمقدمتها.
يقول د.خزاعي ان الإنسان بطبيعته فضولي ويرغب في معرفة ما سيحدث في المستقبل. مؤكدا ان الفضول يمكن أن يكون دافعًا قويًا للبحث عن إجابات حول الغيب، حيث يشعر الكثيرون أن معرفة المستقبل قد يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل أو تجنب المخاطر او التفاؤل بتحقيق ما لم يتم تحقيقه.
ويرى د.خزاعي ان تسارع وتيرة الحياة وكونها اصبحت مليئة بالمفاجآت والتقلبات، فأن هذا يضاعف رغبة الناس بمعرفة م القادم الجديد ، ويؤكد ان الناس غالبًا ما يشعرون بالحاجة إلى التحكم في المجهول. وان معرفة الغيب تمنحهم شعورًا بالقدرة على التنبؤ والتخطيط للمستقبل.
ومجتمعيا قال د.خزاعي ان بعض المجتمعات، قد تعتبر البحث عن معرفة الغيب سلوكًا مقبولًا أو مرغوبًا، مما يعزز رغبة الأفراد في الانضمام إلى هذا السلوك.فيما ترفض مجتمعات وبيئات هذا السلوك وتضعه في مرتبة المحرمات.
بالمجمل، يقول خزاعي تبقى ثقلفة الانسان هي الحكم فيما يشاهد اولا وفيما يقتنع ثانيا والاهم ان هناك مصادر افضل للامان الشخصي من توقعات المنجمين ننصح بها وهي تحصين الناس والمجتمعات بالعلم والعمل والثقافة وسلوكيات الحياة الصحيحة من خلال دراسة معمقة للانسان والمجتمع لظروفهم المادية والصحية وكل ما يتعلق بمسير حياتهم .