اتصل بنا
 

المدارس العربية.. الحبل السري الذي ينعش آمال عودة السوريين إلى بلدهم

نيسان ـ نشر في 2025-02-01 الساعة 19:40

x
نيسان ـ مختار الابراهيم - برلين:
يعاني معظم الطلاب السوريين في ألمانيا من مشكلة إتقان اللغة العربية، لتصبح اللغة عائقاً أمام عودتهم إلى بلادهم، خاصة ممن ولدوا خارج بلدهم الأم ودرسوا من الصفوف الابتدائية بلغة مختلفة عن لغة آبائهم. لكن هناك قسم كبير من الجالية يتمسك بهويته ولغته التي يتعبرونها الحبل السري الذي يربط الجيل الجديد بجذوره العربية والذي سيسهل عودتهم إلى موطنهم الأساسي.
ولعل تواصل الأطفال باللغة العربية مع أفراد العائلة في المنزل وتعليمهم الحروف العربية لفظاً وكتابة غير كاف للاندماج في المدارس السورية في حال عودتهم، ما يخلق تحديات كبيرة من الصعوبات أمام العائلات والحكومة المؤقتة.
صفوف ترحيبية عكسية
مع وصول موجات اللاجئين منذ ٢٠١٤ افتتحت الحكومة الألمانية صفوفا ترحيبية تم إلحاق الطلاب اللاجئين بها، والتي تكون أشبه بدورة للغة وتأسيس للحياة المدرسية الألمانية، دون منهاج تعليمي مدرسي حقيقي، ومع تجدد الأمل بالعودة برزت فكرة تأهيل الطلاب لاتقان اللغة العربية من هنا ريثما تتهيأ الظروف للعودة سيما إعادة تأهيل نحو ١٠ آلاف مدرسة دمرها النظام السابق.
واليوم تحولت مدرسة قرطية لتعليم اللغة العربية في برلين وعبر فروعها الثلاثة أشبه بصفوف ترحيبية لتعليم اللغة العربية سيما للراغبين بالعودة إلى سوريا،
وتقدم مدرسة قرطبة التي تأسست عام 1995 ضمن ما يطلق عليه مدارس نهاية الأسبوع بالعاصمة الألمانية برلين, تجربة فريدة في تدريس اللغة العربية للعرب والأتراك والألمانيين والأطفال من أسر ذات أصول مختلطة.
ولعل أدق مقياس على نجاح المدرسة يظهر من خلال تطورها خلال ثلاثين عاما مضت من مجرد حلقات تدريس بسيطة تضم أعدادا محدودة من التلاميذ, إلى مدرسة لها ثلاثة فروع تتوزع على أحياء نويكولن وفيدينغ وشبانداو
ومؤخرا أطلقت قرطية مناهجها التعليمية الخاصة إضافة إلى تطبيق مجاني لتمكين الأطفال من التعليم الذاتي سيما في بلدان الاغتراب خارج الوطن العربي وحتى داخله لسلاسة استخدامه وبساطة تقديم المعلومات للمبتدئين.
إلى حين تتهيأ الظروف اللوجستية والاقتصادية وخصوصا رفع العقوبات الدولية عن سوريا، تبقى مدارس تعليم اللغة العربية في بلدان الاغتراب هي الملاذ لتمكين الطلاب باللغة العربية.
الجدير بالذكر أنه يعيش في ألمانيا ما يقرب من مليون سوري، وهم بذلك يشكلون واحدة من أكبر الجاليات المهاجرة في هذا البلد. ومنذاندلاع الثورة في سوريا عام 2011، فر ملايين السوريين. وبينما بقي معظمهم داخل سوريا أو نزحوا إلى بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، استقبلت أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، إلى جانب السويد، العديد من اللاجئين السوريين على أراضيها.
وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، فقد بلغ عدد السوريين الذين يعيشون في ألمانيا حوالي 973 ألف سوري في نهاية عام 2023. من بينهم حوالي 712 ألف شخص يبحث عن الحماية، بما في ذلك أولئك الأشخاص الذين تقدموا بطلبات الحصول على اللجوء ويجري حاليا دراسة طلباتهم، وطالبي اللجوء المرفوضين والأشخاص الذين يتمتعون بحماية مؤقتة لاعتبارات إنسانية.
نسبة كبيرة من هؤلاء وصلوا إلى ألمانيا خلال موجة اللاجئين عام 2015، عندما تقدم أكثر من 320 ألف سوري بطلب الحماية بها. لكن في حين أن العديد منهم، حصلوا على تصاريح إقامة دائمة، فإن بعضهم لا تزال إقامتهم مؤقتة. وهذا يعني أنه على الرغم من السماح بإقامتهم مؤقتًا، إلا أن وضعهم القانوني لا يزال غير مستقل. الأمر الذي يشكل في كثير من الأحيان عائقاً أمام حصولهم على فرص للعمل والتدريب.
بلغ عدد أطفال اللاجئين السوريين الذين ولدوا في ألمانيا بين عامي 2019 ( بداية المسح) و2024، حوالي 56200 طفل وطفلة. أكثر من 60 في المائة من السوريين الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا منذ عام 2015.

نيسان ـ نشر في 2025-02-01 الساعة 19:40

الكلمات الأكثر بحثاً