الهدف دولة فلسطينية.. ولا للتهجير : الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد حلف ترامب-السفاح نتنياهو!.
نيسان ـ نشر في 2025-02-10 الساعة 19:54
نيسان ـ .. بدأت فعليا، وعمليات نتائج الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا مع البيت الأبيض، والإدارة الأميركية، الكونجرس، والبنتاغون.
الأردن، مصر، والسعودية، مقدمات لقوة سياسية واقتصادية وجيوسياسية لها وزنها في المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي، عدا عن العالم الإسلامي.
.. ما يحدث، أن التنسيق رفيع المستوى بين مصر والأردن، عزز من الموقف السعودي العميق، الذي استشعر تهديدات المرحلة وأحس بجنوح الإدارة الأميركية، بما فيها أحوال الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يشعر بأنه" بائع روببابيكيا" ، يدور في مخه انه يريد شراء وإعادة استثمار العالم، وفق موقعه كرئيس للولايات المتحدة، ليس الشعب الأميركي الكريم، بل الدولة التي تعد القوة العسكرية اولا والاقتصادية القطبية التي تنازع تواجه المنافسات الكبرى، والغريب انها ذيل للتطرف اليهودي التوراتي الذي يقود عصابات مجرمه في دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
*.. مؤشرات الحوار العربي - الأميركي.
* المؤشر الاول:
بدأ ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني،الأحد، زيارة العمل للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي واشنطن، يلتقي جلالته، يوم بعد غد الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
ومن المقرر أن يلتقي الملك بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان في مجلسي الشيوخ والنواب.
واجتمع الملك عبدالله الثاني ، الأحد، بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث.
.. وفي إطار هذا المؤشر، اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات السفاح نتنياهو نتنياهو بأنها "معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة"، لافتةً إلى أنها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".
*المؤشر الثاني:
بيان وزارة الخارجية السعودية، تؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب حق ولا يمكن اقتلاعه من أرضه.
.. وعبّرت الرياض عن رفضها التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، السفاح نتنياهو، حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، فيما أعلنت مصر عن قمة عربية طارئة تعقد في 27 شباط/فبراير الحالي، "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
وردّاً على التصريحات التي أدلى بها نتنياهو لوسائل إعلام، خلال زيارته الرسمية التي استمرت لأيام عدة، واقترح فيها إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، شددت الخارجية السعودية، على أنه لا سلام شامل بلا حل الدولتين، مؤكدة ان تصريحات - السفاح-نتنياهو، أن تلك التصريحات "تستهدف صرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، تجاه الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وشدّد البيان على أن "الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها، يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم"، لافتةً إلى "مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية".
*المؤشر الثالث :
*وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، توجّه، الاحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
الزيارة تأتي بعد تصريحات أمريكية على لسان الرئيس ترامب طرح فيها خطة بشأن غزة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة فترة من الوقت حتى تتم عمليات إعادة الإعمار وتهجير الفلسطينيين قسريًا خارج قطاع غزة ثم يعودون بعد انتهاء إعادة الإعمار، وهو الأمر الذي رفضته مصر تمامًا ورفضته دول عربية أخرى.
*المؤشر الرابع:
.. المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات والقوى المختلفة في العالم العربي والإسلامي، تضع بوصلتها، نحو اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر، والسعودية، ذلك لتوضيح كيف يرفع إعلان الرئيس ترامب، من[ المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية] التي قد تترتب على قممه الوشيكة في البيت الأبيض مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن (11 فبراير/شباط)، وأيضا زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي دعا بقوة وذكاء إلى قمة عربية إسلامية مختلفة، تشير مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ل "الدستور" :
"انها ستكون قمة تاريخية لتعدد الدول والقيادات المشاركة، وبالذات من المنظمات، الاتحادات والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ودول مجلس التعاون الخليجي" .
* الرقص مع الذئاب.
لا يستطيع ترامب ولا إدارته الخروج من حلقة الحوار العربي الأميركي، الأردن مع مصر، وثالثهم القوة السعودية العربية الإسلامية، الخليجية، وبالتالي، يدرك ترامب، بالرجوع إلى فترة رئاسته الاولى، بأنه لديه مصالح عديدة في الحفاظ على علاقات مثمرة مع مصر والأردن تحديدا، وأيضا مع السعودية، وفيما يخص كلا البلدين(مصر والأردن) : فمعاهدتي السلام بين مصر والأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمي، والجيوسياسي والأمني، بالذات :أمن الحدود، والتخطيط الدفاعي في دول الشرق الأوسط وجوار فلسطين، وبالتالي الأمن الإسرائيلي؛ و عمليا:يستضيف الأردن قوات أميركية، في حين تمكن مصر من القيام بدورها الإقليمي العربي الإفريقي، وسيادة أمنها القومي و العسكري ؛ وتتبادل الدول الثلاث، مرحليا قوة رافضة لتصفية القضية الفلسطينية وتدعم وتصر سياسيا وأمنيا على تنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وفق المباراة العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية والدعوة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
.. وتعلم الإدارة الأميركية والبنتاغون والبيت الابيض، انه لا وقت في ظل النزاعات والحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، للرقص مع الذئاب، وأن على الرئيس الأمريكي، الخروج إلى الحوار بعقلية دستوري وقيمة وحكمة الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها ومكانتها، لا سلاح صائد الذئاب.
هذا وفق مؤشرات سيناريوهات، عززت من إمكانيات ان يحدث الفرق(...)، يستوعب الشعب الأميركي انه ليس بحاجة إلى صائد ذئاب في الألفية الثالثة.
*لهذا نرفض التهجير للشعب الفلسطيني.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث اهل غزة في أرضهم المدمرة.
الأردن ومصر، منذ عشرات السنين، كلا البلدين له قيمه وحضارته وتفاعل مع المجتمع الدولي وبالذات مع الولايات المتحده وأوروبا وأفريقيا، سياسيا واقتصاديا، وعسكريا ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهما لا يزال ان، دول حضارية تربط محاور وطرق ومرات العالم بين اسيا وأفريقيا، وهما ايضا:يستضيفان مئات الآلاف-وصلت لملايين- من اللاجئين، نتيجة الحروب والنبات و الصراعات في فلسطين والعراق وليبيا والسودان وسوريا ولبنان ليبيا واليمن .
.. مصر والأردن، كما هو أيضا موقف عربي واسلامي أعلن في القمة السداسية في القاهرة، يؤكد أن البلدان-مصر والأردن - وفق ترهات الرئيس الأمريكي ترامب، يشدد لوحده، يغرد إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديا وجوديا لاستقرارهما الاجتماعي وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.
لهذا، عربيا وإسلاميا، مصريا أردنيا، خليجيا:
نرفض التهجير للشعب الفلسطيني.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث اهل غزة-وكل فلسطين المحتلة - في أرضهم المدمرة.
و.. والرؤية وفق المؤشرات الجيوسياسية الأمنية، تحيلنا إلى بدء الحوار مع الإدارة الأميركية والبنتاغون والرئيس ترامب، لعل زيارة الملك عبد الله الثاني على وجه الخصوص؛ هي أهم اجتماع مع الرئيس ترامب وقد تكون آخرها، إذ تفرز مقدمات لحل قضية، لا يمكن التفكير بها كأرض مدمرة ومناخ للعقارات، وهنا كان الملك عبدالله الثاني قد حدد مطولا التنسيق المشترك مع مصر والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، تاركا كل المخاوف، معلنا لقاءات سياسية حكيمة:لا للتهجير، لا لتهويد القدس، فهي خط أحمر، لا لعدم إقرار الحقوق الفلسطينية ومع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
.. ولقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس ترامب، يقف وفق رؤية جيوسياسية أمنية شعبية وتنسيق رفيع المستوى مع مصر والسعودية ودول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي.
.. ووفق المصادر البحثية الأميركية، معهد واشنطن، يقول ان الحوار يأتي وفق حقائق:
ذلك أن كل المساعدات الأميركية لعمان ــ نحو 2 مليار دولار في شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين ــ متوقفة حاليا كجزء من تجميد المساعدات الذي فرضته إدارة ترمب لمدة تسعين يوما، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق في واشنطن.
*.. الخارجية السعودية.. قوة مختلفة.
قالت الخارجية السعودية، إن تصريحات السفاح نتنياهو، وأن كانت متزامن مع بدء الحوار العربي الأميركي، انما هي تنم عن :"هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض"، موضحة أن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل، وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطيني، أكثرهم أطفال ونساء، بدون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية".
ثمّنت السعودية "ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به نتنياهو في شأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
واعتبر البيان أن "أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عامًا، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه".
وشددت الخارجية السعودية، في ختام بيانها، على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
في سياق متصل؛ اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن تصريحات نتنياهو، هي "انفصال تام عن الواقع".
وقال السفير جمال رشدي المتحدث باسم ابو الغيط، أن "المنطق الذي تستند إليه (التصريحات) هو منطق مرفوض بالإضافة إلى انها تعكس انفصالاً تاماً عن الواقع"، ونقل عنه "تأكيده أن الدولة الفلسطينية لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما".
وأثارت تصريحات السفاح نتنياهو استنكاراً على مستوى العالم العربي، والإسلامي والدولي والأممي، إذ أدانت مصر الاقتراح ووصفته بأنه يعدّ "تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وتجاوزاً لسيادة المملكة العربية السعودية". فيما اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات نتنياهو بأنها "معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة"، لافتةً إلى أنها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".
كما أعلنت مصر، الأحد، أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 شباط/فبراير "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إن الدعوة إلى الاجتماع تأتي "بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية"، في إشارة إلى خطة ترامب.
وأشار البيان، إلى أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، توجّه، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
*الموقف الإيراني..
اللافت ان الموقف الإيراني، اعتبر، بإسم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ان مقترح الرئيس ترامب، يشكّل "تهديداً خطراً" للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال عراقجي، في اتصال مع نظيره المصري، إن "مخطط التهجير القسري لأهالي غزة مؤامرة استعمارية تهدف إلى محو فلسطين"، مشدّداً على "ضرورة اتخاذ موقف موحد وقوي من قبل الدول الإسلامية لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف مصير الشعب الفلسطيني".
** TWIمعهد واشنطن لسياسة الشرق.. ماذا يقول؟!.
طرح السؤال ووضع له إجابات مهمة ولها وزنها مرحليا، وتحت عنوان:
" كيف يمكن لترامب والقادة العرب وإسرائيل سد الفجوات بشأن غزة"
أعد الدراسة المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما:" دينيس روس" ، ومديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:" دانا سترول"
.. بدأت الدراسة بالإشارة إلى انه:
رغم المخاطر التي يشكلها اقتراح الرئيس بشأن غزة على الاستقرار الإقليمي والسياسة الأميركية، فقد وضع هذه القضية على رأس قائمة الأولويات.. وهي تضع مقدمات منها :
*اولا:
لقد أصبح اقتراح الرئيس ترامب المثير للدهشة ببناء "ريفييرا غزة" للولايات المتحدة الآن هاشتاجًا رائجًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
*ثانيا:
في سلسلة من التصريحات هذا الأسبوع، دعا الفلسطينيين إلى مغادرة غزة إلى أجل غير مسمى أثناء إعادة بنائها، وطلب من مصر والأردن إيوائهم في هذه الأثناء.
*ثالثا:
كما لم يصر-ترامب - على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مخالفًا بذلك سياسة دعمتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة، بما في ذلك فترة ولايته الأولى.
*رابعا:
أشار ترامب، إلى استعداده لإرسال قوات أمريكية إلى القطاع و"تولي مسؤولية" إعادة إعماره. ثم أمضى فريقه اليوم التالي في التراجع عن احتمالات الالتزامات العسكرية الأمريكية الجديدة ونفى استخدام أي تمويل أمريكي لإعادة الإعمار، رغم أن الرئيس احتفظ بموقفه بشأن "الملكية" الأمريكية.
ولكن تفاصيل هذه المقترحات غير واضحة. فالقانون الدولي الراسخ بشأن حقوق الإنسان والهجرة ينص بوضوح على أنه من غير القانوني إجبار الناس على الانتقال إلى أماكن أخرى غير الحالات التي تستلزم ضرورة عسكرية.
* وقد أوضح البيت الأبيض بالفعل أن ترامب لا يطلب من سكان غزة المغادرة ضد إرادتهم، ولا تنطبق الضرورة العسكرية في هذه الحالة. ولا شك أن بعض سكان غزة سيغادرون طواعية إذا أتيحت لهم الفرصة لإعادة التوطين في مكان آخر. ومع ذلك، فإن الكثير يعتمد على البلدان التي تكون على استعداد لاستقبالهم وكيف ستضفي الأطراف الطابع الرسمي على الطبيعة "المؤقتة" لانتقالهم، لأن المضيفين والنازحين على حد سواء سيكونون متشككين في التأكيدات الأميركية على السماح لهم بالعودة.
* وعلاوة على ذلك، حتى لو اقتنع العديد من سكان غزة بالمغادرة طواعية، فإن آخرين سيرفضون بالتأكيد، مما يخلق معضلات قانونية وعملية كبرى لأي جهات فاعلة تحاول تنفيذ خطة "ريفييرا".
*مبررات ترامب وما يتوقعه من القادة العرب
بعد أن عاد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى غزة الأسبوع الماضي، خلص ترمب على ما يبدو إلى أن إعادة بناء المنطقة المتضررة بشدة والمكتظة جغرافيا ستكون مستحيلة إذا ظل السكان في أماكنهم وظلت الحدود مغلقة.
*١:
لقد حرك إعلانه أعمدة المرمى في مفاوضات غزة، بما يتماشى إلى حد كبير مع كتاب ترامب الراسخ المتمثل في رفع الرهانات، وخلق وضع ضاغط، ووضع العبء على الآخرين لتقديم حلول قابلة للتطبيق. في رأيه، لا تتطلب "الحلول القابلة للتطبيق" تغييرات سياسية كاملة النطاق - على سبيل المثال، عندما استجابت كولومبيا والمكسيك وكندا لضغوطه الأخيرة بتعديلات متواضعة على استثمارات الموارد ولغة التعاون، خفف الرئيس من حدة موقفه.
*٢:
من خلال الإعلان علنًا عن اقتراحه بشأن غزة، بدا أن ترامب حث الدول العربية على توضيح سبب اعتقادها بأن حله غير قابل للتطبيق. ومع ذلك، نظرًا لتاريخه مع الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارته الأولى - بما في ذلك رد الفعل الحاد في المنطقة على اقتراحه "صفقة القرن" في يناير 2020 لحل الدولتين والذي كان من شأنه أن يستلزم ضم إسرائيلي كبير في الضفة الغربية - فمن الصعب تصديق أنه لم يتوقع رد الفعل الحتمي ضد خطته بشأن غزة.
*٣:
رفضت جامعة الدول العربية فكرة إفراغ غزة قبل وبعد اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،.
*٤:
بينما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا رسميًا يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل لا يزال مرتبطًا بالدولة الفلسطينية المستقبلية.
ولكن مجرد إلقاء الماء البارد على اقتراح ترامب لن يكون كافيا ــ فهو يريد من الزعماء العرب أن يقدموا بدائل موثوقة تعالج مخاوفه بشأن محاولة إعادة الإعمار دون نقل بعض أو كل سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بأمان.
*٥:
لن يكون عرض استضافة مؤتمرات جديدة للمانحين كافيا أيضا، ما لم يقترن ذلك بخطوات جادة وعملية للتعامل مع الوضع العاجل على الأرض.
*هل هو سيف ذو حدين بالنسبة لإسرائيل؟
.. هنا، لجأ معهد واشنطن، إلى استعراض القضية سياسيا وأمنيا بالقول:..
ومع التركيز الآن على الزعماء العرب، نجح ترامب في تخفيف قدر كبير من الضغوط التي كان نتنياهو يواجهها بشأن غزة. ولكن مثل معظم السيوف، فإن هذا السيف ذو حدين:
*أ:
فقد شجع إعلان الرئيس بشأن غزة بسرعة معسكر اليمين الإسرائيلي وحركة المستوطنين على الدعوة إلى الضم الفوري للضفة الغربية.
* ب:
عندما سُئل ترامب عن هذا الاحتمال، خفف ترامب من التوقعات وأعطى نتنياهو ذريعة للتأجيل، قائلاً: "الناس يحبون الفكرة، لكننا لم نتخذ موقفًا بشأنها بعد. سنصدر إعلانًا على الأرجح بشأن هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
*.. وفي ما قبل الخلاصة!
في النهاية، يؤشر معهد واشنطن: ( يسعى معهد واشنطن إلى تعزيز فهم متوازن وواقعي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط وتعزيز السياسات التي تضمن تلك المصالح)، غير المرجح أن يدعم الرئيس ترامب الضم لأنه سيكلفه ما يريده أكثر من أي شيء آخر:
- *١:
التطبيع السعودي مع إسرائيل. في عام 2020،.
*٢:
-عرضت الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات وحصلت على التزام إسرائيلي لمدة خمس سنوات بعدم ضم الضفة الغربية.
- وردًا على ذلك، تراجع الرئيس عن "صفقة القرن" وحصل على اتفاقيات إبراهيم.
*٣:
- سيتوقع السعوديون أكثر من مجرد التزام إسرائيلي بعدم الضم، بما في ذلك التحرك الموثوق نحو إقامة دولة فلسطينية.
*٤:
اقتراح ترامب يهدد بانهيار وقف إطلاق النار في غزة وإعاقة إطلاق سراح الرهائن المتبقين. ومن غير المستغرب أن ترفض حماس الاقتراح على الفور، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الجماعة تعلم أنها ستكون مكشوفة بدون دروعها البشرية في غزة. وقد يتساءل قادة حماس أيضا عما إذا كان ينبغي لهم الاستمرار في تنفيذ وقف إطلاق النار إذا كانت مراحله اللاحقة ونتيجته النهائية في حالة تغير مستمر.
*٥:
وقد تصبح هذه القضية سيفا ذا حدين آخر بالنسبة للسفاح لنتنياهو ــ إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار، فسوف تكون لديه فرصة لاستئناف الحرب والحفاظ على ائتلافه الحاكم، ولكن هذا يعني أيضا إدانة الرهائن المتبقين، وهو ما من شأنه أن يدفع الرأي العام الإسرائيلي ضده.
*اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر.
تقرير دينس روس ودانا سترول، يقرأ، وفق رؤية أميركية لها بعدها السياسي الأمني، ويقول-ننشر ذلك نصا كما ورد - ان
إعلان ترامب، يرفع من المخاطر التي قد تترتب على قممه الوشيكة في البيت الأبيض مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن (11 فبراير/شباط)، وربما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الذي يشاع أنه في طور الإعداد للقمة في الأسبوع التالي). وكما أقر خلال إدارته الأولى، فإن ترامب لديه مصالح عديدة في الحفاظ على علاقات مثمرة مع كلا البلدين: فمعاهدتي السلام بين مصر والأردن وإسرائيل تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمي، وأمن الحدود، والتخطيط الدفاعي الإسرائيلي؛ ويستضيف الأردن قوات أميركية، في حين تمكن مصر من القيام بتحليقات عسكرية حاسمة؛ وتتبادل كل حكومة بانتظام معلومات استخباراتية مهمة مع واشنطن. كما أن كلا البلدين هش اقتصاديا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهما لا يزالان يستضيفان مئات الآلاف من اللاجئين من الصراعات في العراق وليبيا والسودان وسوريا وأماكن أخرى. وعلى هذا النحو، ينظر البلدان إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديا وجوديا لاستقرارهما الاجتماعي وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.
ولعل زيارة الملك عبد الله الثاني على وجه الخصوص هي أهم اجتماع في عهده. ذلك أن كل المساعدات الأميركية لعمان ــ نحو 2 مليار دولار في شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين ــ متوقفة حاليا كجزء من تجميد المساعدات الذي فرضته إدارة ترمب لمدة تسعين يوما، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق في واشنطن.
أما بالنسبة للسيسي، فقد تم إعفاء الجزء الأكبر من تمويل بلاده من خلال إعفاء يحمي 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب على استعداد للحفاظ على هذا التمويل دون تأمين التزامات معززة من القاهرة.
والواقع أن السيسي وعبد الله سيكونان من الحكمة أن يصلا إلى البيت الأبيض وهما يحملان مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ بشأن غزة. وقد يكون هذا كافيا لضمان دعم ترامب للمساعدات الخارجية القوية والالتزام بتعزيز الشراكات.
*كيفية تحسين فرص النجاح؟
على الرغم من وضع العبء على عاتق الزعماء العرب لتوضيح خططهم البديلة لغزة، يصر معهد واشنطن الذي يتبتي الدراسة في هذا التوقيت :
يتعين على الرئيس ترامب أن يقدم المزيد من التفاصيل حول ما يتصوره ويمكّن إدارته وفقًا لذلك. على سبيل المثال، قد تؤدي أوامره التنفيذية بشأن وقف المساعدات الأجنبية وخفض الميزانيات وتفكيك بعض الوكالات إلى تجريد حكومته قريبًا من الوظائف العملية التي لا غنى عنها لأي جهد لإعادة الإعمار، بما في ذلك إزالة الألغام وإزالة الأنقاض واستعادة خدمات المياه والصرف الصحي وتدريب قوات الأمن. تشير التقديرات الحالية إلى أن إعادة بناء غزة قد تستغرق ما يصل إلى 80 مليار دولار على مدى خمسة عشر عامًا، لذلك سيتساءل القادة العرب بالتأكيد عما إذا كانت واشنطن تنوي تقديم أي من هذا التمويل، أو على الأقل المساعدة والإشراف الخبير اللازمين لتشكيل جهود إعادة التأهيل وإعادة الإعمار بشكل فعال.
*هل هناك أي جوانب مشرقة؟
.. المستغرب، أو المدهش في هكذا دراسات، انها تتعمد القول بوجود ما هو مشرق(...)، وفي النص الحرفي، ما يلي:
إن الجانب المشرق من اقتراح ترامب هو أن الظروف المزرية التي تعيشها غزة ومصيرها بعد الحرب أصبحت الآن قضية تتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. وهذا مهم لأن شهوراً من التقاعس الدولي على هذه الجبهة مكنت بقايا حماس من اختطاف توزيع المساعدات الإنسانية والتنافس مع الشبكات الإجرامية على السيطرة المحلية. وسوف يتطلب عكس هذه الاتجاهات خطة عمل محددة للغاية على الأرض.
.. وأيضا، يرى روس سموريل، - وهذا للفهم المستقبلي الآليات التفاوض والحوار:
إن الباب مفتوح الآن أمام الزعماء العرب للانتقال من رفض قاطع لمقترح ترامب بشأن غزة إلى الموافقة، ولكن. ويتعين عليهم أن يكونوا واضحين بشأن الخطوات التي سيتخذونها وما سيطلبونه من الإدارة من أجل اتخاذ هذه الخطوات. وهذا يعني تقديم خطوات سياسية وتدابير عملية على الأرض إلى ترامب من شأنها أن تجعل إعادة الإعمار ونهج "اليوم التالي" في التعامل مع غزة ممكنين. وقد يشمل ذلك ما يلي:
*اولا:
إدانة حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر والتأكيد على أن الحركة لن يكون لها دور في الحكم في غزة.
*ثانيا:
تحمل المسؤولية عن تأمين الإصلاح الحقيقي داخل السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من أن تصبح بديلاً حاكماً قابلاً للتطبيق في غزة.
*ثالثا:
وقف ادعاءاتهم بالإبادة الجماعية والتحريض العلني ضد إسرائيل داخل مؤسسات الأمم المتحدة
تقديم مقترحات جماعية وعملية حول ما يمكن أن تفعله "الخماسية العربية" (مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) لإنشاء قوات استقرار في غزة، واستعادة الخدمات الصحية والنشاط التجاري، وتوفير الرقابة الإدارية أثناء إعادة الإعمار.
*رابعا:
إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تعيد العبء إلى إسرائيل في الحصول على موافقة خاصة بها على بعض القضايا الفلسطينية. وإذا كان ترامب راغباً في تحقيق أولويته القصوى في المنطقة ــ التطبيع السعودي مع إسرائيل ــ فإن هذه ستكون نقطة البداية الضرورية.
*وثيقة:
*مستشرق روسي لترامب: "رحِّل كل يهود إسرائيل لعندك".
.. "جنون ترامب الجامح بشأن غزة لن يصل إلى نهايته،" وهذا ما حلله الباحث المتخصص في الشؤون الروسية بسام مقداد.
.. ونقل مقداد، وثيقة مهمة عن خبير المجلس الروسي للعلاقات الدولية RIAC والمستشرق Kirill Semenov.
المعروف بهدوء نصوصه، وانضباط آرائه في الإطار العام لمقاربة الكرملين لقضايا الشرق الأوسط، خرج عن لهجة نصوصه المعتادة ، ونشر على موقعه في فيسبوك في 6 الجاري نصاً كان صرخة حانقة بوجه صلافة ترامب ووقاحة مخططه، "ريفييرا غزة". لم يسبق أن تضمنت نصوصه ما يشير إلى أنه يكنُّ أي عداء لليهود، بل أشار في نصه إلى أنه سبق أن كان لديه في إسرائيل الكثير من المعارف "الذين لم يكن لهم أي علاقة بهذه الأرض". ورأى أن من الأفضل، ليس إبعاد سكان غزة من أرضهم، بل إبعاد أولئك الذين وفدوا من أوروبا وأماكن أخرى، وليأخذهم ترامب إليه، ويشيّد لهم "ريفييرا" في مكان ما في كاليفورنيا وسط الأوروبيين مثلهم، حيث سيكونون في مأمن، وليسوا محاطين بقبائل غريبة عنهم.
أصدقاء المستشرق الذي أخرجته عن طوره وقاحة خطة ترامب، زفوا إليه البشرى بأنه قد ضمن لنفسه بعد هذا البوست صفة "معاداة السامية"، السيف المسلط على كل رأي يخرج عن طاعة السردية الإسرائيلية، كما أشار يوماً أحد زملائه في صحيفة الكرملين VZ.
سيمينوف لم يكن، بالطبع، بصدد تحليل مبادرة ترامب ودلالاتها، وما قد تنطوي عليه من رسائل سياسية لهذه الجهة أو تلك، بل وجد، كما يبدو، أن فكرة- خطة ترامب بشأن غزة، هي من الغرابة واللاواقعية ما يجعل مناقشتها خارج أي مقاربة واقعية منطقية.
.. عربيا، وإسلاميا، ووفق شهادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبدعم شعبي وتنسيق أصيل وحماية للسيادة الوطنية والحضارية والقوة الذاتية لشعبنا التي قالت لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ونعم للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، نحن مع حوارنا مع العالم، الأعداء قبل الأصدقاء، قوتنا صوت الشعب الداعم للحق والسيادة والأمن القومي.. لا للتهجير.. لا تراجع.
huss2d@yahoo.co
الأردن، مصر، والسعودية، مقدمات لقوة سياسية واقتصادية وجيوسياسية لها وزنها في المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي، عدا عن العالم الإسلامي.
.. ما يحدث، أن التنسيق رفيع المستوى بين مصر والأردن، عزز من الموقف السعودي العميق، الذي استشعر تهديدات المرحلة وأحس بجنوح الإدارة الأميركية، بما فيها أحوال الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يشعر بأنه" بائع روببابيكيا" ، يدور في مخه انه يريد شراء وإعادة استثمار العالم، وفق موقعه كرئيس للولايات المتحدة، ليس الشعب الأميركي الكريم، بل الدولة التي تعد القوة العسكرية اولا والاقتصادية القطبية التي تنازع تواجه المنافسات الكبرى، والغريب انها ذيل للتطرف اليهودي التوراتي الذي يقود عصابات مجرمه في دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
*.. مؤشرات الحوار العربي - الأميركي.
* المؤشر الاول:
بدأ ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني،الأحد، زيارة العمل للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي واشنطن، يلتقي جلالته، يوم بعد غد الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
ومن المقرر أن يلتقي الملك بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان في مجلسي الشيوخ والنواب.
واجتمع الملك عبدالله الثاني ، الأحد، بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث.
.. وفي إطار هذا المؤشر، اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات السفاح نتنياهو نتنياهو بأنها "معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة"، لافتةً إلى أنها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".
*المؤشر الثاني:
بيان وزارة الخارجية السعودية، تؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب حق ولا يمكن اقتلاعه من أرضه.
.. وعبّرت الرياض عن رفضها التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، السفاح نتنياهو، حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، فيما أعلنت مصر عن قمة عربية طارئة تعقد في 27 شباط/فبراير الحالي، "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
وردّاً على التصريحات التي أدلى بها نتنياهو لوسائل إعلام، خلال زيارته الرسمية التي استمرت لأيام عدة، واقترح فيها إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، شددت الخارجية السعودية، على أنه لا سلام شامل بلا حل الدولتين، مؤكدة ان تصريحات - السفاح-نتنياهو، أن تلك التصريحات "تستهدف صرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، تجاه الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وشدّد البيان على أن "الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها، يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم"، لافتةً إلى "مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية".
*المؤشر الثالث :
*وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، توجّه، الاحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
الزيارة تأتي بعد تصريحات أمريكية على لسان الرئيس ترامب طرح فيها خطة بشأن غزة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة فترة من الوقت حتى تتم عمليات إعادة الإعمار وتهجير الفلسطينيين قسريًا خارج قطاع غزة ثم يعودون بعد انتهاء إعادة الإعمار، وهو الأمر الذي رفضته مصر تمامًا ورفضته دول عربية أخرى.
*المؤشر الرابع:
.. المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات والقوى المختلفة في العالم العربي والإسلامي، تضع بوصلتها، نحو اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر، والسعودية، ذلك لتوضيح كيف يرفع إعلان الرئيس ترامب، من[ المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية] التي قد تترتب على قممه الوشيكة في البيت الأبيض مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن (11 فبراير/شباط)، وأيضا زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي دعا بقوة وذكاء إلى قمة عربية إسلامية مختلفة، تشير مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ل "الدستور" :
"انها ستكون قمة تاريخية لتعدد الدول والقيادات المشاركة، وبالذات من المنظمات، الاتحادات والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ودول مجلس التعاون الخليجي" .
* الرقص مع الذئاب.
لا يستطيع ترامب ولا إدارته الخروج من حلقة الحوار العربي الأميركي، الأردن مع مصر، وثالثهم القوة السعودية العربية الإسلامية، الخليجية، وبالتالي، يدرك ترامب، بالرجوع إلى فترة رئاسته الاولى، بأنه لديه مصالح عديدة في الحفاظ على علاقات مثمرة مع مصر والأردن تحديدا، وأيضا مع السعودية، وفيما يخص كلا البلدين(مصر والأردن) : فمعاهدتي السلام بين مصر والأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمي، والجيوسياسي والأمني، بالذات :أمن الحدود، والتخطيط الدفاعي في دول الشرق الأوسط وجوار فلسطين، وبالتالي الأمن الإسرائيلي؛ و عمليا:يستضيف الأردن قوات أميركية، في حين تمكن مصر من القيام بدورها الإقليمي العربي الإفريقي، وسيادة أمنها القومي و العسكري ؛ وتتبادل الدول الثلاث، مرحليا قوة رافضة لتصفية القضية الفلسطينية وتدعم وتصر سياسيا وأمنيا على تنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وفق المباراة العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية والدعوة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
.. وتعلم الإدارة الأميركية والبنتاغون والبيت الابيض، انه لا وقت في ظل النزاعات والحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، للرقص مع الذئاب، وأن على الرئيس الأمريكي، الخروج إلى الحوار بعقلية دستوري وقيمة وحكمة الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها ومكانتها، لا سلاح صائد الذئاب.
هذا وفق مؤشرات سيناريوهات، عززت من إمكانيات ان يحدث الفرق(...)، يستوعب الشعب الأميركي انه ليس بحاجة إلى صائد ذئاب في الألفية الثالثة.
*لهذا نرفض التهجير للشعب الفلسطيني.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث اهل غزة في أرضهم المدمرة.
الأردن ومصر، منذ عشرات السنين، كلا البلدين له قيمه وحضارته وتفاعل مع المجتمع الدولي وبالذات مع الولايات المتحده وأوروبا وأفريقيا، سياسيا واقتصاديا، وعسكريا ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهما لا يزال ان، دول حضارية تربط محاور وطرق ومرات العالم بين اسيا وأفريقيا، وهما ايضا:يستضيفان مئات الآلاف-وصلت لملايين- من اللاجئين، نتيجة الحروب والنبات و الصراعات في فلسطين والعراق وليبيا والسودان وسوريا ولبنان ليبيا واليمن .
.. مصر والأردن، كما هو أيضا موقف عربي واسلامي أعلن في القمة السداسية في القاهرة، يؤكد أن البلدان-مصر والأردن - وفق ترهات الرئيس الأمريكي ترامب، يشدد لوحده، يغرد إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديا وجوديا لاستقرارهما الاجتماعي وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.
لهذا، عربيا وإسلاميا، مصريا أردنيا، خليجيا:
نرفض التهجير للشعب الفلسطيني.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث اهل غزة-وكل فلسطين المحتلة - في أرضهم المدمرة.
و.. والرؤية وفق المؤشرات الجيوسياسية الأمنية، تحيلنا إلى بدء الحوار مع الإدارة الأميركية والبنتاغون والرئيس ترامب، لعل زيارة الملك عبد الله الثاني على وجه الخصوص؛ هي أهم اجتماع مع الرئيس ترامب وقد تكون آخرها، إذ تفرز مقدمات لحل قضية، لا يمكن التفكير بها كأرض مدمرة ومناخ للعقارات، وهنا كان الملك عبدالله الثاني قد حدد مطولا التنسيق المشترك مع مصر والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، تاركا كل المخاوف، معلنا لقاءات سياسية حكيمة:لا للتهجير، لا لتهويد القدس، فهي خط أحمر، لا لعدم إقرار الحقوق الفلسطينية ومع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
.. ولقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس ترامب، يقف وفق رؤية جيوسياسية أمنية شعبية وتنسيق رفيع المستوى مع مصر والسعودية ودول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي.
.. ووفق المصادر البحثية الأميركية، معهد واشنطن، يقول ان الحوار يأتي وفق حقائق:
ذلك أن كل المساعدات الأميركية لعمان ــ نحو 2 مليار دولار في شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين ــ متوقفة حاليا كجزء من تجميد المساعدات الذي فرضته إدارة ترمب لمدة تسعين يوما، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق في واشنطن.
*.. الخارجية السعودية.. قوة مختلفة.
قالت الخارجية السعودية، إن تصريحات السفاح نتنياهو، وأن كانت متزامن مع بدء الحوار العربي الأميركي، انما هي تنم عن :"هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض"، موضحة أن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل، وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطيني، أكثرهم أطفال ونساء، بدون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية".
ثمّنت السعودية "ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به نتنياهو في شأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
واعتبر البيان أن "أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عامًا، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه".
وشددت الخارجية السعودية، في ختام بيانها، على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
في سياق متصل؛ اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن تصريحات نتنياهو، هي "انفصال تام عن الواقع".
وقال السفير جمال رشدي المتحدث باسم ابو الغيط، أن "المنطق الذي تستند إليه (التصريحات) هو منطق مرفوض بالإضافة إلى انها تعكس انفصالاً تاماً عن الواقع"، ونقل عنه "تأكيده أن الدولة الفلسطينية لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما".
وأثارت تصريحات السفاح نتنياهو استنكاراً على مستوى العالم العربي، والإسلامي والدولي والأممي، إذ أدانت مصر الاقتراح ووصفته بأنه يعدّ "تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وتجاوزاً لسيادة المملكة العربية السعودية". فيما اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات نتنياهو بأنها "معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة"، لافتةً إلى أنها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".
كما أعلنت مصر، الأحد، أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 شباط/فبراير "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إن الدعوة إلى الاجتماع تأتي "بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية"، في إشارة إلى خطة ترامب.
وأشار البيان، إلى أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، توجّه، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
*الموقف الإيراني..
اللافت ان الموقف الإيراني، اعتبر، بإسم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ان مقترح الرئيس ترامب، يشكّل "تهديداً خطراً" للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال عراقجي، في اتصال مع نظيره المصري، إن "مخطط التهجير القسري لأهالي غزة مؤامرة استعمارية تهدف إلى محو فلسطين"، مشدّداً على "ضرورة اتخاذ موقف موحد وقوي من قبل الدول الإسلامية لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف مصير الشعب الفلسطيني".
** TWIمعهد واشنطن لسياسة الشرق.. ماذا يقول؟!.
طرح السؤال ووضع له إجابات مهمة ولها وزنها مرحليا، وتحت عنوان:
" كيف يمكن لترامب والقادة العرب وإسرائيل سد الفجوات بشأن غزة"
أعد الدراسة المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما:" دينيس روس" ، ومديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:" دانا سترول"
.. بدأت الدراسة بالإشارة إلى انه:
رغم المخاطر التي يشكلها اقتراح الرئيس بشأن غزة على الاستقرار الإقليمي والسياسة الأميركية، فقد وضع هذه القضية على رأس قائمة الأولويات.. وهي تضع مقدمات منها :
*اولا:
لقد أصبح اقتراح الرئيس ترامب المثير للدهشة ببناء "ريفييرا غزة" للولايات المتحدة الآن هاشتاجًا رائجًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
*ثانيا:
في سلسلة من التصريحات هذا الأسبوع، دعا الفلسطينيين إلى مغادرة غزة إلى أجل غير مسمى أثناء إعادة بنائها، وطلب من مصر والأردن إيوائهم في هذه الأثناء.
*ثالثا:
كما لم يصر-ترامب - على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مخالفًا بذلك سياسة دعمتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة، بما في ذلك فترة ولايته الأولى.
*رابعا:
أشار ترامب، إلى استعداده لإرسال قوات أمريكية إلى القطاع و"تولي مسؤولية" إعادة إعماره. ثم أمضى فريقه اليوم التالي في التراجع عن احتمالات الالتزامات العسكرية الأمريكية الجديدة ونفى استخدام أي تمويل أمريكي لإعادة الإعمار، رغم أن الرئيس احتفظ بموقفه بشأن "الملكية" الأمريكية.
ولكن تفاصيل هذه المقترحات غير واضحة. فالقانون الدولي الراسخ بشأن حقوق الإنسان والهجرة ينص بوضوح على أنه من غير القانوني إجبار الناس على الانتقال إلى أماكن أخرى غير الحالات التي تستلزم ضرورة عسكرية.
* وقد أوضح البيت الأبيض بالفعل أن ترامب لا يطلب من سكان غزة المغادرة ضد إرادتهم، ولا تنطبق الضرورة العسكرية في هذه الحالة. ولا شك أن بعض سكان غزة سيغادرون طواعية إذا أتيحت لهم الفرصة لإعادة التوطين في مكان آخر. ومع ذلك، فإن الكثير يعتمد على البلدان التي تكون على استعداد لاستقبالهم وكيف ستضفي الأطراف الطابع الرسمي على الطبيعة "المؤقتة" لانتقالهم، لأن المضيفين والنازحين على حد سواء سيكونون متشككين في التأكيدات الأميركية على السماح لهم بالعودة.
* وعلاوة على ذلك، حتى لو اقتنع العديد من سكان غزة بالمغادرة طواعية، فإن آخرين سيرفضون بالتأكيد، مما يخلق معضلات قانونية وعملية كبرى لأي جهات فاعلة تحاول تنفيذ خطة "ريفييرا".
*مبررات ترامب وما يتوقعه من القادة العرب
بعد أن عاد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى غزة الأسبوع الماضي، خلص ترمب على ما يبدو إلى أن إعادة بناء المنطقة المتضررة بشدة والمكتظة جغرافيا ستكون مستحيلة إذا ظل السكان في أماكنهم وظلت الحدود مغلقة.
*١:
لقد حرك إعلانه أعمدة المرمى في مفاوضات غزة، بما يتماشى إلى حد كبير مع كتاب ترامب الراسخ المتمثل في رفع الرهانات، وخلق وضع ضاغط، ووضع العبء على الآخرين لتقديم حلول قابلة للتطبيق. في رأيه، لا تتطلب "الحلول القابلة للتطبيق" تغييرات سياسية كاملة النطاق - على سبيل المثال، عندما استجابت كولومبيا والمكسيك وكندا لضغوطه الأخيرة بتعديلات متواضعة على استثمارات الموارد ولغة التعاون، خفف الرئيس من حدة موقفه.
*٢:
من خلال الإعلان علنًا عن اقتراحه بشأن غزة، بدا أن ترامب حث الدول العربية على توضيح سبب اعتقادها بأن حله غير قابل للتطبيق. ومع ذلك، نظرًا لتاريخه مع الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارته الأولى - بما في ذلك رد الفعل الحاد في المنطقة على اقتراحه "صفقة القرن" في يناير 2020 لحل الدولتين والذي كان من شأنه أن يستلزم ضم إسرائيلي كبير في الضفة الغربية - فمن الصعب تصديق أنه لم يتوقع رد الفعل الحتمي ضد خطته بشأن غزة.
*٣:
رفضت جامعة الدول العربية فكرة إفراغ غزة قبل وبعد اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،.
*٤:
بينما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا رسميًا يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل لا يزال مرتبطًا بالدولة الفلسطينية المستقبلية.
ولكن مجرد إلقاء الماء البارد على اقتراح ترامب لن يكون كافيا ــ فهو يريد من الزعماء العرب أن يقدموا بدائل موثوقة تعالج مخاوفه بشأن محاولة إعادة الإعمار دون نقل بعض أو كل سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بأمان.
*٥:
لن يكون عرض استضافة مؤتمرات جديدة للمانحين كافيا أيضا، ما لم يقترن ذلك بخطوات جادة وعملية للتعامل مع الوضع العاجل على الأرض.
*هل هو سيف ذو حدين بالنسبة لإسرائيل؟
.. هنا، لجأ معهد واشنطن، إلى استعراض القضية سياسيا وأمنيا بالقول:..
ومع التركيز الآن على الزعماء العرب، نجح ترامب في تخفيف قدر كبير من الضغوط التي كان نتنياهو يواجهها بشأن غزة. ولكن مثل معظم السيوف، فإن هذا السيف ذو حدين:
*أ:
فقد شجع إعلان الرئيس بشأن غزة بسرعة معسكر اليمين الإسرائيلي وحركة المستوطنين على الدعوة إلى الضم الفوري للضفة الغربية.
* ب:
عندما سُئل ترامب عن هذا الاحتمال، خفف ترامب من التوقعات وأعطى نتنياهو ذريعة للتأجيل، قائلاً: "الناس يحبون الفكرة، لكننا لم نتخذ موقفًا بشأنها بعد. سنصدر إعلانًا على الأرجح بشأن هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
*.. وفي ما قبل الخلاصة!
في النهاية، يؤشر معهد واشنطن: ( يسعى معهد واشنطن إلى تعزيز فهم متوازن وواقعي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط وتعزيز السياسات التي تضمن تلك المصالح)، غير المرجح أن يدعم الرئيس ترامب الضم لأنه سيكلفه ما يريده أكثر من أي شيء آخر:
- *١:
التطبيع السعودي مع إسرائيل. في عام 2020،.
*٢:
-عرضت الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات وحصلت على التزام إسرائيلي لمدة خمس سنوات بعدم ضم الضفة الغربية.
- وردًا على ذلك، تراجع الرئيس عن "صفقة القرن" وحصل على اتفاقيات إبراهيم.
*٣:
- سيتوقع السعوديون أكثر من مجرد التزام إسرائيلي بعدم الضم، بما في ذلك التحرك الموثوق نحو إقامة دولة فلسطينية.
*٤:
اقتراح ترامب يهدد بانهيار وقف إطلاق النار في غزة وإعاقة إطلاق سراح الرهائن المتبقين. ومن غير المستغرب أن ترفض حماس الاقتراح على الفور، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الجماعة تعلم أنها ستكون مكشوفة بدون دروعها البشرية في غزة. وقد يتساءل قادة حماس أيضا عما إذا كان ينبغي لهم الاستمرار في تنفيذ وقف إطلاق النار إذا كانت مراحله اللاحقة ونتيجته النهائية في حالة تغير مستمر.
*٥:
وقد تصبح هذه القضية سيفا ذا حدين آخر بالنسبة للسفاح لنتنياهو ــ إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار، فسوف تكون لديه فرصة لاستئناف الحرب والحفاظ على ائتلافه الحاكم، ولكن هذا يعني أيضا إدانة الرهائن المتبقين، وهو ما من شأنه أن يدفع الرأي العام الإسرائيلي ضده.
*اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر.
تقرير دينس روس ودانا سترول، يقرأ، وفق رؤية أميركية لها بعدها السياسي الأمني، ويقول-ننشر ذلك نصا كما ورد - ان
إعلان ترامب، يرفع من المخاطر التي قد تترتب على قممه الوشيكة في البيت الأبيض مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن (11 فبراير/شباط)، وربما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الذي يشاع أنه في طور الإعداد للقمة في الأسبوع التالي). وكما أقر خلال إدارته الأولى، فإن ترامب لديه مصالح عديدة في الحفاظ على علاقات مثمرة مع كلا البلدين: فمعاهدتي السلام بين مصر والأردن وإسرائيل تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمي، وأمن الحدود، والتخطيط الدفاعي الإسرائيلي؛ ويستضيف الأردن قوات أميركية، في حين تمكن مصر من القيام بتحليقات عسكرية حاسمة؛ وتتبادل كل حكومة بانتظام معلومات استخباراتية مهمة مع واشنطن. كما أن كلا البلدين هش اقتصاديا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهما لا يزالان يستضيفان مئات الآلاف من اللاجئين من الصراعات في العراق وليبيا والسودان وسوريا وأماكن أخرى. وعلى هذا النحو، ينظر البلدان إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديا وجوديا لاستقرارهما الاجتماعي وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.
ولعل زيارة الملك عبد الله الثاني على وجه الخصوص هي أهم اجتماع في عهده. ذلك أن كل المساعدات الأميركية لعمان ــ نحو 2 مليار دولار في شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين ــ متوقفة حاليا كجزء من تجميد المساعدات الذي فرضته إدارة ترمب لمدة تسعين يوما، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق في واشنطن.
أما بالنسبة للسيسي، فقد تم إعفاء الجزء الأكبر من تمويل بلاده من خلال إعفاء يحمي 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب على استعداد للحفاظ على هذا التمويل دون تأمين التزامات معززة من القاهرة.
والواقع أن السيسي وعبد الله سيكونان من الحكمة أن يصلا إلى البيت الأبيض وهما يحملان مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ بشأن غزة. وقد يكون هذا كافيا لضمان دعم ترامب للمساعدات الخارجية القوية والالتزام بتعزيز الشراكات.
*كيفية تحسين فرص النجاح؟
على الرغم من وضع العبء على عاتق الزعماء العرب لتوضيح خططهم البديلة لغزة، يصر معهد واشنطن الذي يتبتي الدراسة في هذا التوقيت :
يتعين على الرئيس ترامب أن يقدم المزيد من التفاصيل حول ما يتصوره ويمكّن إدارته وفقًا لذلك. على سبيل المثال، قد تؤدي أوامره التنفيذية بشأن وقف المساعدات الأجنبية وخفض الميزانيات وتفكيك بعض الوكالات إلى تجريد حكومته قريبًا من الوظائف العملية التي لا غنى عنها لأي جهد لإعادة الإعمار، بما في ذلك إزالة الألغام وإزالة الأنقاض واستعادة خدمات المياه والصرف الصحي وتدريب قوات الأمن. تشير التقديرات الحالية إلى أن إعادة بناء غزة قد تستغرق ما يصل إلى 80 مليار دولار على مدى خمسة عشر عامًا، لذلك سيتساءل القادة العرب بالتأكيد عما إذا كانت واشنطن تنوي تقديم أي من هذا التمويل، أو على الأقل المساعدة والإشراف الخبير اللازمين لتشكيل جهود إعادة التأهيل وإعادة الإعمار بشكل فعال.
*هل هناك أي جوانب مشرقة؟
.. المستغرب، أو المدهش في هكذا دراسات، انها تتعمد القول بوجود ما هو مشرق(...)، وفي النص الحرفي، ما يلي:
إن الجانب المشرق من اقتراح ترامب هو أن الظروف المزرية التي تعيشها غزة ومصيرها بعد الحرب أصبحت الآن قضية تتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. وهذا مهم لأن شهوراً من التقاعس الدولي على هذه الجبهة مكنت بقايا حماس من اختطاف توزيع المساعدات الإنسانية والتنافس مع الشبكات الإجرامية على السيطرة المحلية. وسوف يتطلب عكس هذه الاتجاهات خطة عمل محددة للغاية على الأرض.
.. وأيضا، يرى روس سموريل، - وهذا للفهم المستقبلي الآليات التفاوض والحوار:
إن الباب مفتوح الآن أمام الزعماء العرب للانتقال من رفض قاطع لمقترح ترامب بشأن غزة إلى الموافقة، ولكن. ويتعين عليهم أن يكونوا واضحين بشأن الخطوات التي سيتخذونها وما سيطلبونه من الإدارة من أجل اتخاذ هذه الخطوات. وهذا يعني تقديم خطوات سياسية وتدابير عملية على الأرض إلى ترامب من شأنها أن تجعل إعادة الإعمار ونهج "اليوم التالي" في التعامل مع غزة ممكنين. وقد يشمل ذلك ما يلي:
*اولا:
إدانة حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر والتأكيد على أن الحركة لن يكون لها دور في الحكم في غزة.
*ثانيا:
تحمل المسؤولية عن تأمين الإصلاح الحقيقي داخل السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من أن تصبح بديلاً حاكماً قابلاً للتطبيق في غزة.
*ثالثا:
وقف ادعاءاتهم بالإبادة الجماعية والتحريض العلني ضد إسرائيل داخل مؤسسات الأمم المتحدة
تقديم مقترحات جماعية وعملية حول ما يمكن أن تفعله "الخماسية العربية" (مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) لإنشاء قوات استقرار في غزة، واستعادة الخدمات الصحية والنشاط التجاري، وتوفير الرقابة الإدارية أثناء إعادة الإعمار.
*رابعا:
إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تعيد العبء إلى إسرائيل في الحصول على موافقة خاصة بها على بعض القضايا الفلسطينية. وإذا كان ترامب راغباً في تحقيق أولويته القصوى في المنطقة ــ التطبيع السعودي مع إسرائيل ــ فإن هذه ستكون نقطة البداية الضرورية.
*وثيقة:
*مستشرق روسي لترامب: "رحِّل كل يهود إسرائيل لعندك".
.. "جنون ترامب الجامح بشأن غزة لن يصل إلى نهايته،" وهذا ما حلله الباحث المتخصص في الشؤون الروسية بسام مقداد.
.. ونقل مقداد، وثيقة مهمة عن خبير المجلس الروسي للعلاقات الدولية RIAC والمستشرق Kirill Semenov.
المعروف بهدوء نصوصه، وانضباط آرائه في الإطار العام لمقاربة الكرملين لقضايا الشرق الأوسط، خرج عن لهجة نصوصه المعتادة ، ونشر على موقعه في فيسبوك في 6 الجاري نصاً كان صرخة حانقة بوجه صلافة ترامب ووقاحة مخططه، "ريفييرا غزة". لم يسبق أن تضمنت نصوصه ما يشير إلى أنه يكنُّ أي عداء لليهود، بل أشار في نصه إلى أنه سبق أن كان لديه في إسرائيل الكثير من المعارف "الذين لم يكن لهم أي علاقة بهذه الأرض". ورأى أن من الأفضل، ليس إبعاد سكان غزة من أرضهم، بل إبعاد أولئك الذين وفدوا من أوروبا وأماكن أخرى، وليأخذهم ترامب إليه، ويشيّد لهم "ريفييرا" في مكان ما في كاليفورنيا وسط الأوروبيين مثلهم، حيث سيكونون في مأمن، وليسوا محاطين بقبائل غريبة عنهم.
أصدقاء المستشرق الذي أخرجته عن طوره وقاحة خطة ترامب، زفوا إليه البشرى بأنه قد ضمن لنفسه بعد هذا البوست صفة "معاداة السامية"، السيف المسلط على كل رأي يخرج عن طاعة السردية الإسرائيلية، كما أشار يوماً أحد زملائه في صحيفة الكرملين VZ.
سيمينوف لم يكن، بالطبع، بصدد تحليل مبادرة ترامب ودلالاتها، وما قد تنطوي عليه من رسائل سياسية لهذه الجهة أو تلك، بل وجد، كما يبدو، أن فكرة- خطة ترامب بشأن غزة، هي من الغرابة واللاواقعية ما يجعل مناقشتها خارج أي مقاربة واقعية منطقية.
.. عربيا، وإسلاميا، ووفق شهادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبدعم شعبي وتنسيق أصيل وحماية للسيادة الوطنية والحضارية والقوة الذاتية لشعبنا التي قالت لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ونعم للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، نحن مع حوارنا مع العالم، الأعداء قبل الأصدقاء، قوتنا صوت الشعب الداعم للحق والسيادة والأمن القومي.. لا للتهجير.. لا تراجع.
huss2d@yahoo.co
نيسان ـ نشر في 2025-02-10 الساعة 19:54
رأي: حسين دعسة