اتصل بنا
 

وسط اللهيب .. بتثلج ما بتثلج !

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2025-02-19 الساعة 09:49

نيسان ـ في الوقت الذي تدق فيه طبول الحرب بقوة ، وتزداد النيران اشتعالا ، في العالم ومنطقتنا ، ونحن في قلب النيران نتلهى بعاصفة ثلجية قد تأتي أو لا تأتي .
وتشتد حرب الطقس،، بين الجهات الرسمية المعنية بالحالة الجوية والجهات غير الرسمية ، التي دخلت على خط الطقس في السنوات الأخيرة ، بعد أن كان هذا الأمر حكرا على دائرة الارصاد الجوية ،دون منازع لسنوات طويلة ، لم تكسب خلالها ثقة الناس بمصداقية نشرتها الجوية ، وكانت تتعرض لنكات قاسية وسخرية لاذعة حد الايلام.
ومنذ اسبوع ، والشعب الاردني منشغل بحالة الطقس ، وأسلم نفسه للصراع الدائر بين " الرسميين وغير الرسميين "، حول تقييم الحالة الجوية ، واحتمالات هطول الثلج ، والاجابة على الاسئلة متى واين وكيف ولماذا ومن ؟؟.
والمهم أن الناس ، باتوا في وضع لا يحسدون عليه، فمن يصدقون !؟ لكنهم ومن باب الحيطة ،أعدوا العدة للاسوأ، واصطفوا في طوابير أمام المخابز ، وامتشقوا ربطات الخبز وأكياس الكعك ، وما لزم من مواد التسلية والترفيه. كيف لا والخطر داهم !؟.
وبطبيعة الحال فإن المسألة برمتها لا تشغل بال الفقراء ، فالحالة الجوية لا تعنيهم . فلن تكون مهما اشتدت أسوأ من حالهم ، ولا فرق عندهم إن امطرت أو أثلجت ، فهم غير قادرين ولا يملكون مقومات رفع مستوى الاستعداد والجاهزية في مواجهة العواصف ، وخيارهم الوحيد التحمل بأقصى قدر !!.
وفي حمأة التنافس والاستقطاب والاصطفاف والاستحواذ والخندقة الشعبية والإعلامية ، لا تخلو ارض المعركة من التصريحات والبيانات ، وتؤكد إدارة الارصاد الجوية ضرورة "عدم اعتماد أي معلومات جوية لا تصدر عنها " لتجنب الإشاعات والتضليل " ،فيما تدعو الجهات غير الرسمية إلى اعتماد نشراتها لأنها أكثر دقة ومصداقية لاعتمادها على العلم والتكنولوجيا الاكثر تطورا وحداثة !!.
على اي حال ، لايقتصر التباين في نشرات الاحوال الجوية على الاختلاف في تحليل الخرائط ، بل يمتد ليشمل اطلاق اسماء على العواصف الثلجية ، ومدى شرعية ذلك ، وثار جدل " عميق" حسمته دائرة الإفتاء بشرعية إطلاق الاسماء على العواصف ، وهناك شبه اتفاق بين الجهات المتنافرة على أسماء مؤنثة .
فكانت "جنى " و "هدى " واليكسا" ، وأكثرها شدة لا تدوم في اسوأ الأحوال ثلاثة أيام في مناطق محدودة من المملكة ، وتراكم للثلج بارتفاعات لا تتجاوز سنتمترات في معظم المناطق التي تشهد هطل الثلج ، مع استثناءات في مناطق محدودة جدا وصل تراكم الثلج فيها مترا ، وهو أمر نادر الحدوث في المملكة .
والحال هذه ، يصبح من الضروري والهام والمبرر بشدة ،السؤال : لماذا كل هذا الاشغال والانشغال والتشاغل بحالة الطقس والصراع القائم بين ديوكه الرسميين وغير الرسميين ، في الوقت الذي يواجه بلدنا تحديات أقل ما يقال عنها انها تشكل تهديدا وجوديا .
ولا نكف أو نتوقف عن الانشغال بالطقس ، وننهمك اليوم بالبحث عن أسباب الخروج عن المألوف وإطلاق اسم مذكر على العاصفة المقبلة ، وما معناه وإبعاده ودلالاته ، ويعود "المثقفون " إلى معاجم اللغة ليستخرجوا لنا معاني اسم مولودنا " الجلمود" الذي ننتظر قدومه بفارغ الصبر والشوق ،كيف لا وهو أمل إستمرار وجودنا !

نيسان ـ نشر في 2025-02-19 الساعة 09:49


رأي: حاتم الأزرعي كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً