اتصل بنا
 

الإخوان في الأردن.. معركة وجود في خريطة ما بعد 7 أكتوبر

نيسان ـ نشر في 2025-12-07 الساعة 23:01

الإخوان في الأردن.. معركة وجود في
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
هذه المرة ليست معركة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مع الخصوم التقليديين المحليين فحسب، بل مع أعداء إقليميين ودوليين يسعون إلى صياغة خريطة المنطقة السياسية بعد 7 أكتوبر، بحيث يصبح المشهد ليس مجرد "اليوم التالي لغزة" بعد العدوان الإسرائيلي، بل "اليوم التالي للمنطقة" برمتها بعد هذا العدوان.
ويبدو أن التنظيم المحلي للإخوان، من حيث الأداء، لا يدرك حقيقة ما يجري، فالمعالجات التي يقدمها قادته وممثلوه في مجلس النواب لا تزال تستخدم أدوات قديمة، بعقلية الأمس، وقراءة بعيدة للمشهد الكلي.
أدرك جيدا أن ما حدث هو تحميل القيادة الحالية للتنظيم ما لا طاقة لها به، ليس لأن الوضع استثنائي فقط، بل لأنها قيادة ضعيفة الأداء، نشأت هي نفسها من معادلات لا علاقة لها بالكفاءة أو القدرة، بل بموازين سياسية وديموغرافية داخل التنظيم وخارجه، مما أنتج في النهاية شكلا نهائيّا مشوها.
لا أريد أن أستغرق في جلد قيادة التنظيم، رغم أنها تستحقه. فالمقعد الذي جلست عليه أكبر من قدراتها، فغاصت في تفاصيله، وتبعثرت في التحديات الشخصية التي رافقت جلوسها عليه.
دعوني أوضح الأمر بجلاء. أنا هنا لا أتحدث عن حزب جبهة العمل الإسلامي، ولا عن نتائج تشكيل كتلته النيابية. بل أتحدث عن التنظيم الأم المُحظور، الذي تحول منذ سنوات إلى عبء على نفسه وعلى أتباعه، الذين يحاولون رتق الخروق الكثيرة التي يعاني منها، تارة بالصمت، وتارة بالسلبية، وتارة بتبني سياسة الترقيع وإدارة الفوضى. وهو في ذلك ضحية وجلاد في آن واحد.
أعلم أن ما أقوله لن يعجب كل الأطراف، سواء الإخوان أنفسهم أو خصومهم، بل وحتى أعدائهم.
الإخوان كفكرة تنظيمية قد فشلت وانتهت، رغم أن الجميع يرفض دفنها. الجميع، بما في ذلك الأعداء، فهم المستفيدون الرئيسيون من بقاء هذه "الشماعة".
ماذا يعني ذلك؟
قد لا يعني شيئا، وقد يعني كل شيء. لكن كما فشل الإخوان في مصر – أم التجربة الإخوانية – وأُفشلوا، حتى تحولوا وحوّلوا غيرهم معهم إلى فرائس سهلة في غابة المجتمع الدولي، فهم كذلك فشلوا في كل المناطق الأخرى. وما يدفع إلى التوقف عن جلدهم الآن هو أنهم تحولوا إلى شهداء في أعين كثيرين، ضحايا بكامل عذاباتهم.
وذلك – للأسف – يحجب الرؤية عن جوهر الإشكال.

نيسان ـ نشر في 2025-12-07 الساعة 23:01

الكلمات الأكثر بحثاً