صناعة القهوة .. الأسعار المرتفعة تكشف تحديات عميقة
نيسان ـ نشر في 2025-02-23 الساعة 22:49
x
نيسان ـ خلال العام الماضي، تضاعفت أسعار القهوة العادية، بينما ظلّ ملاك المزارع في قلق متزايد.
وبدلًا من اعتبار الأسعار المرتفعة فرصة لتحقيق أرباح، يرى المالكون أنها علامة تحذيرية على مشاكل متفاقمة. فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن تكاليف الإنتاج قد ارتفعت هي الأخرى، مثل العمالة النادرة والمكلفة، وأسعار الأسمدة التي قفزت، كما تضررت محاصيلهم بسبب الطقس غير المتوقع. وبالتالي، فإنه حتى مع الأسعار القياسية، يتوقع هؤلاء تحقيق أرباح أقل من العام الماضي. كما يخشيان أن تؤدي الأسعار المرتفعة إلى دفع المستهلكين نحو بدائل أرخص مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، مما قد يؤثر على الطلب.
أكبر المخاوف
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن أكبر المخاوف هي التغيرات المناخية، التي ألحقت ضررًا جسيمًا بإنتاج القهوة عالميًا. فقد أدت درجات الحرارة المرتفعة، والجفاف، وهطول الأمطار الغزيرة إلى انخفاض المحاصيل، خاصة في البرازيل وفيتنام، وهما أكبر منتجين للقهوة في العالم.
ومع ذلك، يجادل البعض بأن ما حدث يمكن أن يصحح تاريخًا طويلاً من أداء المزارعين. وترى أماندا أرشيلا، المديرة التنفيذية لمنظمة Fairtrade America، أن المزارعين سيكون عليهم الاستثمار في ممارسات زراعية مقاومة للتغير المناخي. وتقول: "الأساليب القديمة في الزراعة استنزفت خصوبة التربة ولم توفر مرونة لمواجهة تغير المناخ." وإذا كسب المزارعون دخلًا أفضل، يمكنهم التحول إلى أنواع قهوة أكثر مقاومة لتغير المناخ، وزراعة أشجار الظل لحماية تربتهم، وضمان استدامة الإنتاج على المدى الطويل.
هشاشة الصناعة
وترتبط صناعة القهوة تاريخيا بالاستغلال، حيث أنشأت الإمبراطوريات الأوروبية مزارع ضخمة في آسيا وأمريكا الجنوبية، مستعينة بـالعبيد الأفارقة ومصادرة الأراضي من المجتمعات الأصلية. وتمت إزالة الغابات بشكل واسع لإفساح المجال لزراعة المزيد من أشجار القهوة، مما أدى إلى تدمير البيئة وتحويل القهوة من سلعة فاخرة إلى منتج يومي عالمي.
واليوم، لا تزال هذه الصناعة تعتمد على الإنتاج الضخم. فالقهوة المزروعة في كولومبيا وكينيا وهندوراس تُشحن إلى شركات عالمية كبرى في الدول الغنية. يربط هذا النظام المزارعين الذين يكسبون أقل من 2 دولار يوميًا بالمستهلكين الذين يدفعون 5 دولارات مقابل كوب من الكابتشينو في نيويورك أو كوبنهاغن.
وتقليديًا، تستحوذ الشركات الكبرى على معظم الأرباح. على سبيل المثال، أعلنت شركة J.M. Smucker، المالكة لعلامات Folgers وCafé Bustelo، عن زيادة بنسبة 3% في مبيعات القهوة في الولايات المتحدة، مع هامش ربح يتجاوز 28%.
وبينما ارتفع سعر القهوة بنسبة 15% للمستهلكين، لم يحصل معظم المزارعين على أي زيادة كبيرة في أرباحهم.
ونقل التقرير عن مارك سماكر، الرئيس التنفيذي للشركة: "القهوة من الفئات التي يمكن تمرير تكاليفها إلى المستهلكين بسهولة، دون فقدان المبيعات."
وكشفت السنوات الأخيرة عن نقاط الضعف في إنتاج القهوة. فالجفاف في البرازيل وفيتنام، واضطرابات الشحن، والقوانين الجديدة، كلها ساهمت في تقليل المعروض ودفع الأسعار إلى الارتفاع.
وفرض الاتحاد الأوروبي قانونًا جديدًا للحد من إزالة الغابات، يجبر مزارعي القهوة على إثبات أنهم لا يقطعون الأشجار. وقد أدى ذلك إلى تعطيل التجارة، ما دفع بعض المنتجين إلى تخزين القهوة قبل دخول القانون حيز التنفيذ، مما زاد من الطلب والأسعار.
وفي فيتنام، استبدل العديد من المزارعين أشجار القهوة بزراعة فاكهة الدوريان، التي تشهد طلبًا متزايدًا في الصين. وأدى ذلك إلى انخفاض إنتاج حبوب الروبوستا، ما أجبر المحامص على شراء أنواع أرابيكا الأغلى، وبالتالي رفع الأسعار أكثر.
كما تواجه تجارة القهوة اضطرابات مالية، اذ يعتمد المصدرون عادةً على عقود مستقبلية لحماية أنفسهم من تقلبات الأسعار. لكن مع ارتفاع الأسعار بشكل حاد، تكبد بعضهم خسائر هائلة، ما دفع البنوك إلى طلب المزيد من الضمانات المالية—وهو ما يُعرف بـنداء الهامش.
ومن البرازيل إلى نيكاراغوا، دفع هذا العديد من المصدرين إلى الإفلاس. أما الباقون، فأصبحوا أكثر حذرًا في إبرام العقود طويلة الأجل، ما تسبب في تقليل توافر القهوة في الأسواق، ورفع الأسعار أكثر.
ويقول فيرن لونغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة World Coffee Research: "الأسعار المرتفعة مثل مصباح يسلط الضوء على أزمة خطيرة، لكن كيف نستخدم هذه الفرصة لضمان إنتاج مستدام ومستقر؟".
وبدلًا من اعتبار الأسعار المرتفعة فرصة لتحقيق أرباح، يرى المالكون أنها علامة تحذيرية على مشاكل متفاقمة. فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن تكاليف الإنتاج قد ارتفعت هي الأخرى، مثل العمالة النادرة والمكلفة، وأسعار الأسمدة التي قفزت، كما تضررت محاصيلهم بسبب الطقس غير المتوقع. وبالتالي، فإنه حتى مع الأسعار القياسية، يتوقع هؤلاء تحقيق أرباح أقل من العام الماضي. كما يخشيان أن تؤدي الأسعار المرتفعة إلى دفع المستهلكين نحو بدائل أرخص مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، مما قد يؤثر على الطلب.
أكبر المخاوف
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن أكبر المخاوف هي التغيرات المناخية، التي ألحقت ضررًا جسيمًا بإنتاج القهوة عالميًا. فقد أدت درجات الحرارة المرتفعة، والجفاف، وهطول الأمطار الغزيرة إلى انخفاض المحاصيل، خاصة في البرازيل وفيتنام، وهما أكبر منتجين للقهوة في العالم.
ومع ذلك، يجادل البعض بأن ما حدث يمكن أن يصحح تاريخًا طويلاً من أداء المزارعين. وترى أماندا أرشيلا، المديرة التنفيذية لمنظمة Fairtrade America، أن المزارعين سيكون عليهم الاستثمار في ممارسات زراعية مقاومة للتغير المناخي. وتقول: "الأساليب القديمة في الزراعة استنزفت خصوبة التربة ولم توفر مرونة لمواجهة تغير المناخ." وإذا كسب المزارعون دخلًا أفضل، يمكنهم التحول إلى أنواع قهوة أكثر مقاومة لتغير المناخ، وزراعة أشجار الظل لحماية تربتهم، وضمان استدامة الإنتاج على المدى الطويل.
هشاشة الصناعة
وترتبط صناعة القهوة تاريخيا بالاستغلال، حيث أنشأت الإمبراطوريات الأوروبية مزارع ضخمة في آسيا وأمريكا الجنوبية، مستعينة بـالعبيد الأفارقة ومصادرة الأراضي من المجتمعات الأصلية. وتمت إزالة الغابات بشكل واسع لإفساح المجال لزراعة المزيد من أشجار القهوة، مما أدى إلى تدمير البيئة وتحويل القهوة من سلعة فاخرة إلى منتج يومي عالمي.
واليوم، لا تزال هذه الصناعة تعتمد على الإنتاج الضخم. فالقهوة المزروعة في كولومبيا وكينيا وهندوراس تُشحن إلى شركات عالمية كبرى في الدول الغنية. يربط هذا النظام المزارعين الذين يكسبون أقل من 2 دولار يوميًا بالمستهلكين الذين يدفعون 5 دولارات مقابل كوب من الكابتشينو في نيويورك أو كوبنهاغن.
وتقليديًا، تستحوذ الشركات الكبرى على معظم الأرباح. على سبيل المثال، أعلنت شركة J.M. Smucker، المالكة لعلامات Folgers وCafé Bustelo، عن زيادة بنسبة 3% في مبيعات القهوة في الولايات المتحدة، مع هامش ربح يتجاوز 28%.
وبينما ارتفع سعر القهوة بنسبة 15% للمستهلكين، لم يحصل معظم المزارعين على أي زيادة كبيرة في أرباحهم.
ونقل التقرير عن مارك سماكر، الرئيس التنفيذي للشركة: "القهوة من الفئات التي يمكن تمرير تكاليفها إلى المستهلكين بسهولة، دون فقدان المبيعات."
وكشفت السنوات الأخيرة عن نقاط الضعف في إنتاج القهوة. فالجفاف في البرازيل وفيتنام، واضطرابات الشحن، والقوانين الجديدة، كلها ساهمت في تقليل المعروض ودفع الأسعار إلى الارتفاع.
وفرض الاتحاد الأوروبي قانونًا جديدًا للحد من إزالة الغابات، يجبر مزارعي القهوة على إثبات أنهم لا يقطعون الأشجار. وقد أدى ذلك إلى تعطيل التجارة، ما دفع بعض المنتجين إلى تخزين القهوة قبل دخول القانون حيز التنفيذ، مما زاد من الطلب والأسعار.
وفي فيتنام، استبدل العديد من المزارعين أشجار القهوة بزراعة فاكهة الدوريان، التي تشهد طلبًا متزايدًا في الصين. وأدى ذلك إلى انخفاض إنتاج حبوب الروبوستا، ما أجبر المحامص على شراء أنواع أرابيكا الأغلى، وبالتالي رفع الأسعار أكثر.
كما تواجه تجارة القهوة اضطرابات مالية، اذ يعتمد المصدرون عادةً على عقود مستقبلية لحماية أنفسهم من تقلبات الأسعار. لكن مع ارتفاع الأسعار بشكل حاد، تكبد بعضهم خسائر هائلة، ما دفع البنوك إلى طلب المزيد من الضمانات المالية—وهو ما يُعرف بـنداء الهامش.
ومن البرازيل إلى نيكاراغوا، دفع هذا العديد من المصدرين إلى الإفلاس. أما الباقون، فأصبحوا أكثر حذرًا في إبرام العقود طويلة الأجل، ما تسبب في تقليل توافر القهوة في الأسواق، ورفع الأسعار أكثر.
ويقول فيرن لونغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة World Coffee Research: "الأسعار المرتفعة مثل مصباح يسلط الضوء على أزمة خطيرة، لكن كيف نستخدم هذه الفرصة لضمان إنتاج مستدام ومستقر؟".