اتصل بنا
 

الغرب يحاول فهم ما يجري في الجزائر!

نيسان ـ نشر في 2015-12-12 الساعة 14:07

x
نيسان ـ

كثفت الممثليات الدبلوماسية للدول الكبرى تحركاتها باتجاه مقرات الأحزاب السياسية بالجزائر، سعيا لاستقراء الوضع السياسي ومستقبل البلاد، في ظل التجاذب الحاصل بين السلطة والمعارضة، وبالتوازي مع ارتفاع “منسوب” التراشق السياسي على خلفية رسالة الجنرال توفيق، الأسبوع الماضي، وما تواتر عنها من جدال ساخن.

شهد منتصف الأسبوع إنزالات لسفراء الدول الكبرى على مكاتب قادة أحزاب المعارضة، فاستقبل رئيس حركة “حمس”، عبد الرزاق مقري، سفيرة كندا بالجزائر، إيزابيل روا، وذلك بعد ثلاثة أيام من استقباله سفيرة مملكة السويد، كارين فال. وحسب بيان صادر عن الحركة، فإن اللقاءين تناولا التحولات الكبرى التي تجري في العالم، فضلا عن نظرة الحركة لمختلف القضايا السياسية والفكرية محليا ودوليا. من جهته، استقبل رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، سفيرة كندا بالجزائر. وقال بيان حزب “طلائع الحريات” إن السفيرة الكندية طلبت من بن فليس تقييمه للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد. وعرض بن فليس “مخطط الخروج من الأزمة الذي يقترحه والذي سبق أن عرضه على الرأي العام الوطني”، كما عرض على ضيفته الخطوط العريضة لبرنامج حزب طلائع الحريات “الحامل لمشروع مجتمع ديمقراطي واجتماعي”.

قبل بن فليس ومقري، كان جيلالي سفيان، رئيس حزب “جيل جديد”، وأحد أعضاء “هيئة التشاور والمتابعة”، قد استقبل أيضا السفيرة الأمريكية بالجزائر، جوانا بولاشيك، قبل أربعة أيام، بطلب منها. والواضح أن بولاشيك سألته عن نظرته للوضع العام للبلاد وتصوراته للمستقبل. وكانت سفيرة أمريكا بالجزائر قد دشنت سلسلة لقاءاتها مع السياسيين الجزائريين قبل أكثر من سنة مع الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ثم استقبلها رئيس حزب “تجمع أمل الجزائر” لاحقا، مثلما استقبل عمارة بن يونس سفير بريطانيا بالجزائر، أندرو نوبل، قبل أسابيع قليلة. لكن، ما ظهر أن اهتمام سفيرة “الماريكان” بالشأن الجزائري صار ملحا في هذا الظرف بالذات، على وتر ما يتردد أن العلاقات الجزائرية الأمريكية، هذه الأيام، ليست كالسابق من الأشهر، وعلى ما استفيد أيضا أن بولاشيك تعتزم الشروع في لقاءات مع ممثلي بعض وسائل الإعلام بالجزائر قريبا.

المؤكد أن سفراء الدول العظمى يهمهم ما يحدث بالجزائر، ومثلهم مثل الجزائريين، يستشعرون خطر ما تمر به الجزائر. ورغم أن سفراء الدول العظمى، الذين ربما يعرفون أكثر من الجزائريين أنفسهم خبايا التناطح السياسي الحاصل، الذي غلف، في الآونة الأخيرة، بحافظة ملف الجنرال توفيق، الذي كسر صمتا بعمر 25 سنة، إلا أنهم ومن خلال لقاءاتهم مع قادة أحزاب سياسية، وفي مقدمتها أحزاب المعارضة، يستقرئون إن كان فعلا هؤلاء بحوزتهم القراءات “السليمة” لراهن الوضع وما يخبئه المستقبل، خاصة في ظل انهيار أسعار النفط، وهل تتطابق رؤى قادة الأحزاب مع رؤى لم يعبروا عنها، لكن وسائل الإعلام ببلدانهم استفاضت في تناول احتقان المشهد السياسي بالجزائر، وموقع الرئيس بوتفليقة مما يجري، ثم السجال بين الموالاة والمعارضة، وبين الموالاة وشخص الجنرال توفيق، من خلال رسالة الجمعة الماضي.

الأقرب إلى دافع التنقلات المكوكية لسفراء الدول الكبرى، معرفة مواقف السياسيين الجزائريين من ملف “محاكمة الجنرالات”. حاليا هناك “جنرالان” بالسجن هما الجنرال حسين بن حديد والجنرال حسان، بينما الجنرال مجدوب يترقب بعد طعنه لدى المحكمة العليا، إزاء الحكم الصادر من طرف المحكمة العسكرية بقسنطينة، بالسجن ثلاث سنوات. وملف كهذا ليس جائزا لدى الدول الكبرى تجاهله، لارتباطه أشد الارتباط بالمشهد السياسي والاقتصادي، حيث المصالح الاقتصادية تطغى على العلاقات بين الجزائر وشركائها، وهو مشهد منتهاه السؤال: الجزائر إلى أين؟ وسؤال بهذه الصيغة، رغم أن الرئيس الراحل، محمد بوضياف، أفرد له، قبل 23 سنة، كتابا، ومع ما تحمله الإجابة عنه من غموض، أكثر تهذيبا، لدى شركاء الجزائر، بعد أكثر من عقدين من الزمن، من سؤال بصيغة “ماذا بعد مرحلة الرئيس بوتفليقة؟ وواحد من الإجراءات الاحترازية إزاء الواقع الاقتصادي المرتبط بالحال السياسي، لجوء شركتي “بريتش بتروليوم” و”ستاتويل” النفطيتين إلى خفض أجور العمال بالجنوب. ويطرح هذا الإجراء مسألة الثقة في الآتي من الأيام، وسعر البترول، عصب الريع بالجزائر، دنا إلى أقل من 40 دولارا للبرميل. اجتهاد سفراء الدول الكبرى في إخطار قياداتهم، من وراء البحار، بحال الجزائر، لا يستثني، ربما، دعوة عمار سعداني الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، التلفظ بالبسملة، مقابل استقالته من الحزب الذي يحكم البلاد منذ استقلالها، وبدل إعلان استقالته، كما وعد، التزم مع نفسه بالتوقف عن الحديث عن حنون بدءا من اليوم (أمس الأول). كذلك، لا يمكن أن يسقط طلب “النجدة” الذي أطلقه الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول تجاه الوزير الأول ومدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، طالبا إمساك وزير المالية، عبد الرحمن بن خالفة، عنه، من “بارافير” تقارير الممثليات الدبلوماسية الأجنبية بالجزائر، طالما أن مستوى سياسيا واقتصاديا وما يلتصق به من خطاب مثيل، بالجزائر، واحد من مؤشرات تبني عليها الدول الكبرى نمط تعامل معين مع شركائها، حتى وإن كان الغرب لا يعرف عبد الحليم حافظ، ولم يستمتع بأغنيته الشهيرة “إني أغرق”.
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/96309/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%81%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/#sthash.jgVHS8V5.dpuf

نيسان ـ نشر في 2015-12-12 الساعة 14:07

الكلمات الأكثر بحثاً