اتصل بنا
 

تنظيم (بكم الديانة) والهتاف الذي حرف البوصلة.. اسرائيل تقول: شكرا

نيسان ـ نشر في 2025-04-06

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
نجح بجدارة من هتف ضد الجيش العربي قواتنا المسلحة الاردنية وجهاز المخابرات بحرف البوصلة. هو يدرك ان الهتاف مرفوض عند المواطنين الذين يعتبرون وبحسب الاستطلاعات ومنذ عشرات السنين ان جهازنا العسكري ينال ثقتهم اعلى بمراحل من الجهاز المدني.
إذا كان من هتف ضد هاتين المؤسستين يريد ان يحرف البوصلة فقد نجح.
صار الجدل منصبا على من هتف وهتافه. ونسي الناس ان في غزة ما زالوا يقتلون. ما زال الاطفال يحرقون احياء. ما زال المسعفون يدفنون احياء. ما زالت الامهات تبكي على ابنائهن.
يدرك من هتف ان العلاقة بين (بكم الديانة) وحركة حماس، منذ أشهر طويلة في أسوأ حالاتها. اسألوا حركة حماس عن رأيهم في جماعة الاخوان المسلمين اليوم. ستسمعون العجب.
لا اعلم إن كان الهدف مقصودا من إن يحرف تنظيم (بكم الديانة) الانظار عن الدم المسلم نفسه، أو أن يسلب وعي الشارع من جديد، في لعب دور الضحية التي يتقن لعبها "البكم". لكني أعرف هذا: من هتف يدرك قبل ان يهتف ان هتافه مرفوض شعبيا، وأنه سيكون له تبعات سلبية ليس عليه – هذا ليس مهما – بل على القضية التي يدعي انه يناصرها، بانه سيحرف البوصلة عنها وقد فعل.
اليوم انشغل الناس عن غزة بمن وبما هتف. هذه جريمة أخرى لن تعاقب عليها الدولة، لكن التاريخ سيذكرها بكثير من الغيظ .
أما إذا كان من هتف جاهلا لما يقوم به فإن تلك مصيبة أكبر ايلاما، من أن تنظيما ذا عمر طويل وخبرات متراكمة في استخدام (بكم الديانة) اصعدت فوق سطحه من لا يعرف تبعات هتافاته.
الهتاف ليس لحظة غضب تندلع نيرانها على الالسن. الهتاف لملخّص الحكاية التي يريد صاحبه الجالس هناك إبلاغه . ثم اني اعلم ان الفلسفة المحلية للهتاف والهاتف معا لا تكترث لذلك.
أقل ما يمكن ان يوصف به من هتف: ليس هكذا تورد الابل إن كان الامر جهلا بالتبعات وغباء بالمعنى. أما إذا سحبنا الأمر على القصد، فنقول إن الامر يتعلق بمحاولة لعب تنظيم (بكم الديانة) دور الضحية من جديد. وقد نجح في خطف المشهد عن غزة... فشكرا لبكم الديانة. اسرائيل نفسها تود أن تشكره.

نيسان ـ نشر في 2025-04-06

الكلمات الأكثر بحثاً