اتصل بنا
 

'اقلب يا صاج'

نيسان ـ نشر في 2025-04-16 الساعة 15:16

نيسان ـ منذ أيام، كنت أفكّر في كتابة شيء يتعلق بالتراث، حيث انقطعتُ منذ أكثر من عام عن سرد ما شاهدته أو سمعته من حكايات أو عادات وتقاليد شعبية.
سألتُ صديقات لي عن مدى معرفتهن بلعبة شعبية كنا نلعبها في طفولتنا، بعضهن بالكاد تذكّرنها، وبعضهن لا يعرفنها أصلًا.
تقوم اللعبة على لاعبين فقط، يقفان متعامدين، كل لاعب يعطي ظهره للآخر، ويُشَنكلان أيديهما من وراء ظهريهما، ثم يميل أحدهما بصورة تشبه الركوع، فيرتفع الثاني، فتُرفع قدماه عن الأرض ويصبح وجهه للأعلى، فتأخذ الصورة شكل "حامل ومحمول".
قواعد اللعبة تبدأ بأن يوجه الحامل الأسئلة إلى المحمول:
– "شو فوقك؟"
– "ربي يريبيني."
– "شو بثمك؟"
– "حمص مقلي."
– "شو بيدك؟"
– "خاتم ذهب."
– "شو برجلك؟"
– "جزمة حمرا."
– "شو تحتك؟"
– "أرض تلقيني."
هنا يقول الحامل للمحمول بعد إجابته على كل الأسئلة: "اقلب يا صاج"، فيأتي دور المحمول ليرتفع على ظهر شريكه في اللعب، وتبدأ نفس الأسئلة، وذات الإجابات. ويدخل لاعبون آخرون، مع اشتراط مراعاة أوزان وحجم اللاعبين، كي لا يتأذى أحدهم من ثقل الآخر. وهكذا دواليك، يمرّ الوقت حتى يسأم الجميع، فينصرفون إلى شأن آخر.
نتمنى ممن مرت عليه هذه اللحظات البريئة في الأزمنة الجميلة أن لا يبخل علينا بما يُنعش ذاكرتنا، بغية التوثيق والمقارنة بين الأمس البعيد وما طرأ اليوم من تغييرات، خاصة بعد أن حلّت الألعاب التكنولوجية والكهربائية، وصار الصغار يقضون جلّ وقتهم في متابعة الفيديوهات على هواتفهم الخاصة.
وفي نهاية المطاف، لعبة "اقلب يا صاج" ليست ببعيدة عن الاستخدام في المفهوم السياسي، وحتى في العلاقات بين الدول أو مراكز القوى داخل الدول ايضًا، حيث تعكس كيفية التوازن والتحكم في القوة والأدوار المتبادلة بينجميعالأطراف.

نيسان ـ نشر في 2025-04-16 الساعة 15:16


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً