رايحة عليك

نيسان ـ إذا أردتَ أن تبقى «تتذمر» و «تتشكون» و «تجوح و تنوح» ..فستبقى غارقًا في مأساتك ..ومأساتك ليست بحاجة إلى اللطم و الحسرة ..أحزانك بحاجة إلى تنفّس..إلى خروج من تسلطها ..بحاجة إلى نطنطة و شطشطة ..وأشياء تشبه «الدنميك»..!!
هيّا ..هيّا ..البس أي شيءٍ يستر طولك وعرضك ..واخرج من البيت و مارس فرحك..اقنع نفسك بأنك تستطيع ممارسة الفرح ..بل صناعة الفرح ..بل خلق الفرح ..! أنت جدير بالفرح ..
لا عليك من الناس ولا من تصرّفاتهم ..هؤلاء لهم أوقات يفرحون فيها وأنت الوحيد «إللي رايحة عليك»..أتعلم لماذا ..؟ لأنك «ماسكها جد « وتعتقد بأن الحزن و الألم يولدان الابداع و أنت تريد أن تظلّ مبدعًا على مدار الساعة ..لذا فأنت حزين ومتألم على مدار الساعة ..!!
ما بينفع هيك ..! اخرجْ من الهالة اللي حاطها حوالين حالك ..انسَ انك لازم تكون «مكشر» و «جاعص» وعاقد الحاجبين ..مثلما الكتابة «ما بتطعمي خبز « فإن الكشرة أيضًا «ما بتطعمي خبز»..و أنت لا تريد سوى أمرين فقط في حالتك الآن : الخبز و الفرح ..!
اجعل الفرح خبزك ..اضغط على نفسك بأوّلها ..وإن لم تستطع فاضحك عليها ..خاتلها ..خنها ..لأنه ليس من المعقول أن تبقى مستسلمًا إلى هذا الوضع وكل أدواتك هي التذمّر و الشكوى ..!
الحياة أخذ و عطاء ..خذ و اعطِ..! اعتذر ؛ هذه الجملة فيها تقديم و تأخير ..فلأعد ترتيبها ..الحياة عطاء و أخذ ..اعطِ و بعدها خذْ..أنت لم تعطِ بما فيه الكفاية بعد لكي تأخذ..أو أنك أخذتَ و أنت تنكر أو أنك تحصر الأخذ بالمصاري فقط ..أعد ترتيب مفاهيمك من جديد ..الفرح طريقك ..
هيّا هيّا ..بلا كثرة حكي ..الفرح حصان عربي أصيل ..وهو يقف على باب بيتك ..هيّا اخرج إليه ..اسرجه.. وامتطِ لذّة الفرح ..!!