اتصل بنا
 

أبراج ترامب

نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 10:08

نيسان ـ في أيلول «سبتمبر» عام 2001، وعندما انهار برجا التجارة العالميان في نيويورك، وأذكر وقتها كنتُ طالبًا في الجامعة.
وفي محاضرة سألنا المدرّس عن الحادثة، وما هو تعليقكم، وتم إدراج السؤال في مادة الامتحان.
وفي لحظة انهيار برجي نيويورك، شعرتُ بالحزن على المدنيين، والقتلى الأبرياء. ولكن، ثمّة صورة دلالية لحادثة الانهيار. وترمز إلى الانتقام من فائض القوة الأمريكية، ولو حتى بخدشها.
أبراج التجارة تمثّل قوة الرأسمالية الأمريكية. وول ستريت، واستنزاف ثروات العالم، والاقتصاد غير المتكافئ بين دول الشمال والجنوب.
وحرمان دول الجنوب والعالم الثالث
من التنمية المستقرة.
ومصير اقتصادات الدول النامية في مؤشرات البورصة الأمريكية وحركة التداول المالي، ووهم قوة الدولار.
وغرق الدول النامية في الديون.
والحلم الوطني المستحيل في العودة
إلى صفر ديون. فكم أن الأبراج تحمل دلالات رمزية في العقلية الأمريكية!
في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، طرح ترامب مشروع تشييد برج ترامب بأكثر من بلد عربي.
ويبدو أن الأبراج عقيدة ترامبية لأفكار الشرق الأوسط الجديد.
ومن المفردات الإضافية لصفقة القرن والسلام الجديد ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس والجولان وغور الأردن.
وسائل إعلام نقلت دعوة وعرضًا صادرًا عن رجل أعمال سوري لإبرام صفقة تضم بناء برج في دمشق، يحمل اسم ترامب. في سوريا لا توجد أبراج. وفي عهد النظام الراحل تعرّضت سوريا إلى عقوبات وحصار اقتصادي.
ويبدو أن الأبراج نمط وشكل مقرون
في دول من الصنف القريب والصديق لأمريكا. برج ترامب في دمشق لن يكون حدثًا تجاريًا!
ويبدو أن ترامب بات يبحث عن رمزية سيكولوجية، ومفهوم لفائض القوة من وراء تشييد الأبراج.

نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 10:08


رأي: فارس الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً