أفيخاي أدرعي إذ يستخدَم القرآن سلاحاً وطعماً لاختراق العقل العربي
نيسان ـ نشر في 2025-06-24 الساعة 12:44
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
ليس أفيخاي أدرعي مجرد ضابط إسرائيلي يتحدث العربية، بل هو جزء من آلة دعائية متقنة الصنع. عندما يستشهد هذا الضابط بآيات قرآنية أو يطلق تهاني الأعياد الإسلامية، فهو ينفذ استراتيجية مدروسة ببرودة أعصاب، تهدف إلى اختراق الوعي الجمعي العربي من أوسع أبوابه: البوابة الدينية أقصد.
الحقيقة المرة هي أن أدرعي ليس وحيدا في هذه اللعبة. لقد طور الكيان الصهيوني ما يشبه "جيش الدعاة" المدربين على استخدام الخطاب الديني الإسلامي. في تل أبيب، توجد "كلية الدعاة" التي تخرج متخصصين في الشريعة الإسلامية، مهمتهم نشر فتاوى هدامة تخدم المشروع الصهيوني.
عندما تسمع بفتاوى غريبة مثل "رضاعة الكبير" أو "تحريم السفر إلى المريخ"، فاعلم أنها ليست مجرد سذاجة، بل أسلحة في حرب نفسية تستهدف قدسية الدين في النفوس.
أدرعي يلعب دورا مختلفا بعض الشيء. إنه لا يخفي يهوديته، بل يتباهى بها، لكنه يستخدم القرآن كـ"طُعم" لجذب الانتباه. لماذا؟ لأن الرجل يعرف أن آية قرآنية واحدة، لو أُحسن توظيفها، قد تفتح له قلوب الملايين من العرب. وهو بالضبط ما يفعله حين يستشهد بآيات "السلام" لتبرير جرائم جيشه، أو حين يقدم التهاني في رمضان ليصنع لنفسه صورة "المتسامح.
لكن الأكثر إثارة للقلق هو كيف يحول أدرعي النقاش إلى سجال عاطفي. هو يعلم جيدًا أن كل تعليق غاضب تحت منشوره، كل شتيمة، كل رد فعل انفعالي، هو انتصار له في معادلات السوشيال ميديا. الخوارزميات لا تميز بين غضب مؤيد أو معارض، كل ما تهتم به هو "التفاعل"، وأدرعي خبير في صنعه.
ورغم كل هذا الزخرف الإعلامي، تبقى الحقيقة الصلبة: الشارع العربي لم ينخدع. الأرقام تتحدث عن نفسها: 89% من العرب يرفضون التطبيع وفق آخر استطلاعات الرأي. حتى في دول التطبيع الرسمي، تظل إسرائيل في الوعي الجمعي "عدوًا وجوديًا". المسجد الأقصى بقي خطًا أحمر، وغزة كشفت زيف كل خطابات السلام.
في النهاية، تبقى معركة الوعي هي المعركة الحقيقية. كل آية يحرفها أدرعي، كل فتوى سخيفة تطلقها "كلية الدعاة"، كل هذه محاولات يائسة لكسر إرادة أمة تعرف أن دينها ليس سلعة في سوق النخاسة السياسية. المهم أن نبقى واعين لهذه الألعاب، لأن الوعي هو أول خطوط الدفاع.
ليس أفيخاي أدرعي مجرد ضابط إسرائيلي يتحدث العربية، بل هو جزء من آلة دعائية متقنة الصنع. عندما يستشهد هذا الضابط بآيات قرآنية أو يطلق تهاني الأعياد الإسلامية، فهو ينفذ استراتيجية مدروسة ببرودة أعصاب، تهدف إلى اختراق الوعي الجمعي العربي من أوسع أبوابه: البوابة الدينية أقصد.
الحقيقة المرة هي أن أدرعي ليس وحيدا في هذه اللعبة. لقد طور الكيان الصهيوني ما يشبه "جيش الدعاة" المدربين على استخدام الخطاب الديني الإسلامي. في تل أبيب، توجد "كلية الدعاة" التي تخرج متخصصين في الشريعة الإسلامية، مهمتهم نشر فتاوى هدامة تخدم المشروع الصهيوني.
عندما تسمع بفتاوى غريبة مثل "رضاعة الكبير" أو "تحريم السفر إلى المريخ"، فاعلم أنها ليست مجرد سذاجة، بل أسلحة في حرب نفسية تستهدف قدسية الدين في النفوس.
أدرعي يلعب دورا مختلفا بعض الشيء. إنه لا يخفي يهوديته، بل يتباهى بها، لكنه يستخدم القرآن كـ"طُعم" لجذب الانتباه. لماذا؟ لأن الرجل يعرف أن آية قرآنية واحدة، لو أُحسن توظيفها، قد تفتح له قلوب الملايين من العرب. وهو بالضبط ما يفعله حين يستشهد بآيات "السلام" لتبرير جرائم جيشه، أو حين يقدم التهاني في رمضان ليصنع لنفسه صورة "المتسامح.
لكن الأكثر إثارة للقلق هو كيف يحول أدرعي النقاش إلى سجال عاطفي. هو يعلم جيدًا أن كل تعليق غاضب تحت منشوره، كل شتيمة، كل رد فعل انفعالي، هو انتصار له في معادلات السوشيال ميديا. الخوارزميات لا تميز بين غضب مؤيد أو معارض، كل ما تهتم به هو "التفاعل"، وأدرعي خبير في صنعه.
ورغم كل هذا الزخرف الإعلامي، تبقى الحقيقة الصلبة: الشارع العربي لم ينخدع. الأرقام تتحدث عن نفسها: 89% من العرب يرفضون التطبيع وفق آخر استطلاعات الرأي. حتى في دول التطبيع الرسمي، تظل إسرائيل في الوعي الجمعي "عدوًا وجوديًا". المسجد الأقصى بقي خطًا أحمر، وغزة كشفت زيف كل خطابات السلام.
في النهاية، تبقى معركة الوعي هي المعركة الحقيقية. كل آية يحرفها أدرعي، كل فتوى سخيفة تطلقها "كلية الدعاة"، كل هذه محاولات يائسة لكسر إرادة أمة تعرف أن دينها ليس سلعة في سوق النخاسة السياسية. المهم أن نبقى واعين لهذه الألعاب، لأن الوعي هو أول خطوط الدفاع.