وليمة الضباع: حين أكل الضبع الأمريكي والكلب البري الصهيوني فلسطين وصفّق النعام
نيسان ـ نشر في 2025-06-28 الساعة 21:50
نيسان ـ في ليلٍ خانع وبينما النعام العربي يغوص رأسه في رمال العجز والتواطؤ جلس الضبع الأمريكي والكلب البري الصهيوني على أطراف مائدة الشرق الأوسط يشحذان أنيابهما استعدادًا للوليمة الكبرى: فلسطين.
لم يكن ما دار في الساعات الأخيرة محض صدفة، بل كان طبخة معدّة بعناية، طبخة من تلك التي لا رائحة لها، لكنها تقضي على التاريخ في قضمة واحدة. الضبع الأمريكي اتصل بصديقه القديم الكلب البري الصهيوني وجمع معهما حاشية من السماسرة وملوك الدهاء. لم يكن بينهم أي طير حرّ، فقط أنظمة نعامية تهز رقبتها طربًا كلما نبح الكلب أو قهقه الضبع.
في الخفاء تم طبخ "تفاهم" لا يشبه السلام إلا في الكلمات المنمّقة. النمور الصامدة في غزة، المحاصَرة في أقفاص الموت منذ سنوات، عُرض عليها وقف القتال مقابل الإفراج عن أسراها وتسليم جلود قادتها لمنفى آمن. والجزاء؟ أن تُسلّم غزة إلى تحالف من النعام يخضع لمراقبة مباشرة من الكلب البري والضبع الأمريكي كي لا يفلت أي زئير ولا حتى مواء.
أما الضفة الغربية فقد حان وقت تقسيمها أيضًا. الضبع الأمريكي عبّر عن "تفهمه" لرغبة الكلب البري الصهيوني في توسيع قفصه، فوافق على أن يلتهم هذا الأخير أجزاءً منها، بشرط أن يتم التهامها على مهل، وبملعقة دبلوماسية، لا بسكين جارحة، لأن العالم لا يحب المشاهد الدموية، بل يفضّل المجازر المغلفة بورق السلام.
الضبع والكلب أعادا تلميع اتفاقيات قديمة، تُعرف بين من تبقّى من العقلاء باتفاقيات العار. لكنّهما اليوم يريدان توسيعها لتضم أنظمة نعامية جديدة: سوريا الجريحة، لبنان الغارق وباقي المترددين الذين قالوا يومًا إنها لن تفتح باب الحظيرة للكلب إلا بعد أن تعود الأرض إلى النمور. لكن يبدو أن الباب قد بدأ يُطرَق من جديد، وقد تُغرى الحظيرة بالبقاء في دفء الأمريكي وبرامج إغاثة الضباع، بدلاً من برد الكرامة.
بل وتُبنى سفارات... لا على أرض الصمود، بل في بيروت التي كانت يومًا تصدح بمجدٍ آخر. الضبع يقيم هناك عرينًا فخمًا ليكون مركزًا جديدًا لمراقبة ما تبقى من الغابة.
في مقابل كل هذا، قيل للنعام إن دولةً ستُمنح للنمور. لكنها ستكون دولةً بلا مخالب، ولا صراخ، ولا حتى خرائط. دولة تسبح في هواء الوهم، وتعيش على فُتات الكلاب والضباع. دولة على الورق، تضحك منها حتى أوراق الشجر.
كل ذلك، ولا تزال بعض رؤوس النعام تغوص أعمق في الرمل. تنكر الواقع، وتدّعي الحياد، وتُشيّع القضية إلى مقبرة التاريخ بابتسامةٍ بلهاء.
فهل ما يجري هو "سلام"؟ أم نهاية لفلسطين مغلّفة بختم دولي؟
هل ما نشهده إعادة تشكيل للمنطقة؟ أم مجرد ولائم يتقاسمها الضباع والكلاب، بينما تنعق غربان الصمت من فوق رؤوسنا؟
لقد تحوّلت فلسطين التي كانت قضية إلى مائدة. وتحول النمر الذي كان رمزًا للمقاومة إلى فريسة تُقدَّم بإخراج ناعم على شاشة العالم، تحت لافتة "حل الدولتين".
لكنّ الدولة، إن جاءت فلن تكون سوى ظلًا في حضن الوحش.لكن تبقى هذه ارضنا.
لم يكن ما دار في الساعات الأخيرة محض صدفة، بل كان طبخة معدّة بعناية، طبخة من تلك التي لا رائحة لها، لكنها تقضي على التاريخ في قضمة واحدة. الضبع الأمريكي اتصل بصديقه القديم الكلب البري الصهيوني وجمع معهما حاشية من السماسرة وملوك الدهاء. لم يكن بينهم أي طير حرّ، فقط أنظمة نعامية تهز رقبتها طربًا كلما نبح الكلب أو قهقه الضبع.
في الخفاء تم طبخ "تفاهم" لا يشبه السلام إلا في الكلمات المنمّقة. النمور الصامدة في غزة، المحاصَرة في أقفاص الموت منذ سنوات، عُرض عليها وقف القتال مقابل الإفراج عن أسراها وتسليم جلود قادتها لمنفى آمن. والجزاء؟ أن تُسلّم غزة إلى تحالف من النعام يخضع لمراقبة مباشرة من الكلب البري والضبع الأمريكي كي لا يفلت أي زئير ولا حتى مواء.
أما الضفة الغربية فقد حان وقت تقسيمها أيضًا. الضبع الأمريكي عبّر عن "تفهمه" لرغبة الكلب البري الصهيوني في توسيع قفصه، فوافق على أن يلتهم هذا الأخير أجزاءً منها، بشرط أن يتم التهامها على مهل، وبملعقة دبلوماسية، لا بسكين جارحة، لأن العالم لا يحب المشاهد الدموية، بل يفضّل المجازر المغلفة بورق السلام.
الضبع والكلب أعادا تلميع اتفاقيات قديمة، تُعرف بين من تبقّى من العقلاء باتفاقيات العار. لكنّهما اليوم يريدان توسيعها لتضم أنظمة نعامية جديدة: سوريا الجريحة، لبنان الغارق وباقي المترددين الذين قالوا يومًا إنها لن تفتح باب الحظيرة للكلب إلا بعد أن تعود الأرض إلى النمور. لكن يبدو أن الباب قد بدأ يُطرَق من جديد، وقد تُغرى الحظيرة بالبقاء في دفء الأمريكي وبرامج إغاثة الضباع، بدلاً من برد الكرامة.
بل وتُبنى سفارات... لا على أرض الصمود، بل في بيروت التي كانت يومًا تصدح بمجدٍ آخر. الضبع يقيم هناك عرينًا فخمًا ليكون مركزًا جديدًا لمراقبة ما تبقى من الغابة.
في مقابل كل هذا، قيل للنعام إن دولةً ستُمنح للنمور. لكنها ستكون دولةً بلا مخالب، ولا صراخ، ولا حتى خرائط. دولة تسبح في هواء الوهم، وتعيش على فُتات الكلاب والضباع. دولة على الورق، تضحك منها حتى أوراق الشجر.
كل ذلك، ولا تزال بعض رؤوس النعام تغوص أعمق في الرمل. تنكر الواقع، وتدّعي الحياد، وتُشيّع القضية إلى مقبرة التاريخ بابتسامةٍ بلهاء.
فهل ما يجري هو "سلام"؟ أم نهاية لفلسطين مغلّفة بختم دولي؟
هل ما نشهده إعادة تشكيل للمنطقة؟ أم مجرد ولائم يتقاسمها الضباع والكلاب، بينما تنعق غربان الصمت من فوق رؤوسنا؟
لقد تحوّلت فلسطين التي كانت قضية إلى مائدة. وتحول النمر الذي كان رمزًا للمقاومة إلى فريسة تُقدَّم بإخراج ناعم على شاشة العالم، تحت لافتة "حل الدولتين".
لكنّ الدولة، إن جاءت فلن تكون سوى ظلًا في حضن الوحش.لكن تبقى هذه ارضنا.
نيسان ـ نشر في 2025-06-28 الساعة 21:50
رأي: د. وليد العريض


