اتصل بنا
 

في الوقت الضائع .. عار يلحق عارا

نائب في البرلمان الأردني

نيسان ـ نشر في 2025-07-03 الساعة 09:38

نيسان ـ في الوقت الضائع - بإنتظار وقف اطلاق النار- يقتل يوميا عشرات الفلسطينيين في غزة، ثلاثون! خمسون ! مائة وثلاثون! معظمهم من النساء والأطفال ونسبة يومية منهم من طالبي المساعدات على اسيجة الذل التي تحجز المواد الغذائية ليتحكم بتوزيعها الاحتلال.
استمرار القتل اليومي في غزة لا ينطوي على اي تطورات سياسية او عسكرية تستحق الاهتمام من وسائل الاعلام. فإدامة تشغيل ألة القتل العسكرية الاسرائيلية لا معنى له سوى القول ان الحرب مستمرة حتى تحقق اهدافها. بينما يقول معارضو نتنياهو وحتى قادة عسكريون بأنه لم يعد هناك اي اهداف يجب تحقيقها. ولم يعد هناك حديث عن العثور على الأسرى وتحريرهم بالقوة. اي ان قوات الاحتلال وطائراته ومسيراته تتجول وتقتل دون هدف.
الموقف اليوم هو كالتالي. حماس تمسك اربعين رهينة تحفظ الاحياء منهم برموش العين بإنتظار الصفقة بينما يمسك الاحتلال بمليوني فلسطيني رهينة مقابلة يمعن فيهم تقتيلا وتعذيبا وتجويعا واذلالا ابتزازا لحماس وضغطا عليها. ولا تخجل العصابة المجرمة في تل ابيب من التصريح بان ما تفعله هو وسيلة ضغط على حماس . وبهذه الذريعة المعلنة تقوم اسرائيل بما لا تعترف به أي ممارسة الابادة المادّية والمعنوية للفلسطينيين شعبا وهوية كهدف لذاته.
في الوقت الضائع يشتغل عداد القتل بلا توقف ومن المؤسف ان تقصير هذا الوقت كما يبدو لا يعتمد على اي احد بالعالم غير الرأي العام الاسرائلي وليس تعاطفا مع الفلسطينيين فالاغلبية الساحقة في اسرائيل لا تختلف عن بن غافير وعتاة المتطرفين في عماهم العنصري وايدلوجيتهم الاجرامية، ولكن لأن هناك ادراكا متزايدا ان استمرار الحرب لا يحقق هدف اطلاق الأسرى بل يزيد الخطر عليهم وان نتنياهو يعرّض المزيد من الجنود للموت لحسابات شخصية مثل ابعاد شبح محاكمتة ومنعا لسقوط حكومته. وتخرج اصوات في اسرائيل تساجل في معنى استمرار الحرب اذا كان احتلال غزة ليس مصلحة اسرائيلية وان حماس لن تعود الى السلطة هناك وتقبل وجود إدارة مدنية وفق ترتيبات تتفق عليها الأطراف.
في الوقت الضائع يحتل خبر المجزرة اليومية الجارية بلا توقف اهمية ثانوية في وسائل الاعلام وتتقدم عليها اي تطورات ذات دلالة سياسية على جبهات اخرى وآخرها التحركات الخفية من اجل " توسيع الاتفاقات الابراهيمية " بانظمام سوريا لها ! أي ان علينا توقع نتنياهو يظهر بنصف ابتسامة ساخرة ونعابير وجهه الصفيقة يعلن انجاز العصا الغليظة لمكاسب جديدة لم تدر في الخيال. سوريا تعرضت دون مبرر لعدوان عسكري دمر ما تبقى من مقدراتها العسكرية واحتل المزيد من اراضيها، مع انها باتت ابعد من اي يوم آخر عن تهديد اسرائيل. لكن البجاحة الاسرائلية لا تعرف حدودا امام التهاون العربي.
بدل تجميد الاتفاقات الابراهيمية ردّا على العدوان المجرم فالمسعى هو توسيعها؟! أي عار هذا ؟!

نيسان ـ نشر في 2025-07-03 الساعة 09:38


رأي: جميل النمري نائب في البرلمان الأردني

الكلمات الأكثر بحثاً