اتصل بنا
 

'الاقتصاد يتحسن.. لكن أين نحن؟ أسئلة مُلِحَّة عن النمو الذي لا نرى ظله

نيسان ـ نشر في 2025-07-06 الساعة 23:17

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
لست خبيرا اقتصاديا، لكن لدي سؤال بسيط يلح علي: لماذا نسمع منذ سنوات أن الاقتصاد "يُحسِّن وضعه"، بينما لا نجد لهذا الكلام أثرا في جيوب الفقراء، أو في فرص العاطلين، أو حتى في حركة الأسواق التي نرتادها يوميًا؟
إذا كانت الأرقام الرسمية صادقة — وهي في الأصل لا تعرف الكذب — فهل الخلل في معادلات القياس ذاتها؟ تلك التي قد تُحيل الرقم العادي إلى "إنجاز"؟ أنا هنا لا أشكك، بل أبحث عن إجابة تقنع عقلي وقلبي معًا.
في الولايات المتحدة — على سبيل المثال — عندما تعلن الحكومة عن "طفرة اقتصادية"، ترى الأثرياء يزدادون ثراءً، بينما يظل الفقراء عند خط الفقر نفسه.
هذا هو النموذج الرأسمالي المتوحش الذي أفلس في عدالته، وأفلس في إدارته، وأفلس حتى في إقناع الناس بأن "التحسن" شامل.
نحن لسنا بحاجة إلى تقليد هذا النموذج الذي حوَّل الاقتصاد إلى سلعة تخصُّ فئةً وتُقصي أخرى.
هناك من يقول إن السياحة هي الحل السحري.
يُخبروننا أن عام 2025 سيشهد تعافيا اقتصاديا، يعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة الذي "ينتعش"! لكن ثق بي: لا يوجد اقتصاد في العالم يُبنى على سياحة في منطقة تشهد حربًا كل بضعة أشهر.
الأمان يا سادة شرط أساسي لصناعة السياحة، ونحن نعيش في جوارٍ ملتهب. لماذا لا نستثمر في قطاعات أكثر استقرارًا؟
احد الاصدقاء الاقتصاديين يتمسك بالاقتصاد الرقمي، كبوابة للحب، ثم يسأل التالي: لماذا لا نكون مركزًا للتكنولوجيا في المنطقة؟ التدريب موجود، والعقول موجودة.
ايضا والحديث له "الطاقة المتجددة"، يشرح فكرته بقوله : لدينا شمس تغطي السماء 300 يوم في السنة.. أليس هذا كنزًا؟
ثم يذهب نحو الزراعة التكنولوجية، باعتبار ان الأردن بلد زراعي في أصله. فلماذا لا نعيد إحياء هذه الهوية بأدوات العصر؟
الأرقام — كما نقرأها في التقارير — قد تكون "صحيحة" رياضيا، لكنها أصبحت كالطبق الفاخر الذي يُقدم بلا طعام.
هي لا تشبع جائعًا، ولا تشفي مريضًا. السؤال الأهم: متى سنبدأ في قياس الاقتصاد من خلال حياة الناس، لا من خلال أوراقٍ تتراكم على المكاتب؟

نيسان ـ نشر في 2025-07-06 الساعة 23:17

الكلمات الأكثر بحثاً