عندما يتجمّل الحزن المكنون

نيسان ـ وحده الحزن يُترك على مائدته المثقلة
يسقى كؤوسًا مترعة بالمآسي والمرارات
حزن يتأنق كي يخفي بؤسه العميق
حواجز تكتم أنفاس القلب المتجمّل
أحزان حبيسة الصدور تجيء تترى
أرواح مثخنة بالجراح تأبى الشكوى
بلايا وخيبات تتوارى خلف جدران الصمت
وهن يتستر ووجع يكابر
مأساة دواخل تتجدد ومرايا تجمّل الوجع
ظلال أهوال مكنونات صامتة ومظاهر تتصنع الهدوء
ابتسامة تخفي دموعًا تحرق المحاجر
أسوار مغلفة بالسكون تحيط نيرانًا مستعرة وخرائب
كلمات بليغة ومنافذ على شفير الهاوية...
كمائن تفترش طريق السلام والأمان
ألغام تتربص دروب التوازن
صياد يترقب في حمأة أحوال مترامية
ديجور حزن يحيط الأماكن والنفوس
غصّة في الحلق وكلمات لا تبرح الحناجر المكلومة
خيارات مؤلمة والاختيار عقبة كؤود
نقطة الانتظار أنهكها طول الانتظار
تتزين طرق المعابر ومنافذ العبور مغلقة!
يتفطّر الجوّانيّ مكلومًا حزينًا
يتنكّر البرّانيّ بأقنعة الفرح
من يطرق باب الحزن المتجمّل؟
من يستدعي الفرح البعيد؟
أيها الحزن العتيق تجمّل
وأنت تعرف كيف تتسربل بألوان الفضاءات البهيجة
أيها الفرح البعيد اقترب وأنت المثقل بالوجع
كي يحلق طائر الشؤون والفضاءات
يختصر بجناحيه المسافات
يستوقف الزمن ويرتاد مسارات التحول الفارقة واليقين
كي تولد بسمة وتُفتح أبواب حياة جديدة في وجه الألم والحزن