جَحِيمٌ بِلا رَسَّام
لوحة المهندس الفنان محمد الدغليس
نيسان ـ نشر في 2025-07-22 الساعة 09:24
نيسان ـ ارحموا من في الأرض
لكن لا ترفعوا الصوت
فالدم يعكّرُ صفوَ العشاء.
هذه ليست ألوانًا
بل لعناتٌ تتشكّل على هيئة أجساد.
أصواتٌ ترتجف
ولا تجد أذنًا تسمعها
إلا مَكروفوناتُ الكذب.
نساءٌ
وجوهٌ منكسرة كزجاجٍ مداس
رجالٌ
يجرّون تاريخهم المسحوق على الإسفلت
وأطفالٌ
لا يعرفون ما الموت
لكنهم وُلدوا فيه.
لو لم أكن أعرف أنها لوحة
لقُلتُ:
هذا مشهدٌ من جحيم دانتي
لكنه دانتي الحقيقي
في نسخةٍ عربية.
نحن؟
نُغيّر القناة إذا علا صوت النحيب.
نقول: الله يرحمه
ثم ننتقل لوصفة الكبسة
ونقول للصغار:
اخفضوا الصوت، الدم ليس لائقًا بالعشاء.
نحن؟
نُتابع بقلق بالغ
ثم ننام.
نُغلق الأبواب على الصمت
ونفتح الشاشات على الخذلان.
نحن؟
نرفع الأذان
فوق أنقاض طفل
ثم نقرأ: "ارحموا من في الأرض..."
لكننا لا نرحم
ولا نخجل
ولا نستيقظ.
العالم؟
العالم أرسل طائرات لأجل نفط
ولم يرسل بطانية لطفلٍ يرتجف
العالم تباكى على أوكرانيا
وأدار ظهره لغزّة
لجنين
لدمشق
لخيمةٍ لا تعرف معنى الوطن.
أنتم؟
يا مَن تُغلقون التعليقات
حتى لا يزعجكم الدم
أنتم الصمتُ الذي يقتل.
أنتم الجرح الذي لا يكتب بيانًا.
لكن هناك شُعاع.
كلُّ يدٍ امتدّتْ لا لتصفّق بل لتضمّد
كلُّ قلبٍ قال:
"أنا مسؤول.. وإن بشقّ تمرة."
كل فنانٍ يرسم بالحزن
ويصرخ بالألوان
كل طبيبٍ حمل سماعته إلى الخنادق
كل أمٍّ ضمّت يتيمًا وقالت: هذا ابني.
هذه اللوحة
ليست لوحة
بل وثيقةُ إدانةٍ مُعلّقةٌ على جدران أرواحنا.
الرسّام لم يستخدم الفرشاة
بل نزف الحقيقة.
أما نحن
فنكتب القصيدة
لعلّ أحدكم ينهض.
لكن لا ترفعوا الصوت
فالدم يعكّرُ صفوَ العشاء.
هذه ليست ألوانًا
بل لعناتٌ تتشكّل على هيئة أجساد.
أصواتٌ ترتجف
ولا تجد أذنًا تسمعها
إلا مَكروفوناتُ الكذب.
نساءٌ
وجوهٌ منكسرة كزجاجٍ مداس
رجالٌ
يجرّون تاريخهم المسحوق على الإسفلت
وأطفالٌ
لا يعرفون ما الموت
لكنهم وُلدوا فيه.
لو لم أكن أعرف أنها لوحة
لقُلتُ:
هذا مشهدٌ من جحيم دانتي
لكنه دانتي الحقيقي
في نسخةٍ عربية.
نحن؟
نُغيّر القناة إذا علا صوت النحيب.
نقول: الله يرحمه
ثم ننتقل لوصفة الكبسة
ونقول للصغار:
اخفضوا الصوت، الدم ليس لائقًا بالعشاء.
نحن؟
نُتابع بقلق بالغ
ثم ننام.
نُغلق الأبواب على الصمت
ونفتح الشاشات على الخذلان.
نحن؟
نرفع الأذان
فوق أنقاض طفل
ثم نقرأ: "ارحموا من في الأرض..."
لكننا لا نرحم
ولا نخجل
ولا نستيقظ.
العالم؟
العالم أرسل طائرات لأجل نفط
ولم يرسل بطانية لطفلٍ يرتجف
العالم تباكى على أوكرانيا
وأدار ظهره لغزّة
لجنين
لدمشق
لخيمةٍ لا تعرف معنى الوطن.
أنتم؟
يا مَن تُغلقون التعليقات
حتى لا يزعجكم الدم
أنتم الصمتُ الذي يقتل.
أنتم الجرح الذي لا يكتب بيانًا.
لكن هناك شُعاع.
كلُّ يدٍ امتدّتْ لا لتصفّق بل لتضمّد
كلُّ قلبٍ قال:
"أنا مسؤول.. وإن بشقّ تمرة."
كل فنانٍ يرسم بالحزن
ويصرخ بالألوان
كل طبيبٍ حمل سماعته إلى الخنادق
كل أمٍّ ضمّت يتيمًا وقالت: هذا ابني.
هذه اللوحة
ليست لوحة
بل وثيقةُ إدانةٍ مُعلّقةٌ على جدران أرواحنا.
الرسّام لم يستخدم الفرشاة
بل نزف الحقيقة.
أما نحن
فنكتب القصيدة
لعلّ أحدكم ينهض.
نيسان ـ نشر في 2025-07-22 الساعة 09:24
رأي: د. وليد العريض


