اتصل بنا
 

دراسة حديثة تكشف مفاجأة صحية حول أسباب هزيمة نابليون في روسيا

نيسان ـ نشر في 2025-08-06 الساعة 13:43

دراسة حديثة تكشف مفاجأة صحية حول
نيسان ـ في خضم تراجع جيش نابليون من روسيا عام 1812، وسط الجوع القاتل، وقسوة الشتاء، والمقاومة الروسية العنيفة، لم يكن الجنود يعلمون أن تهديدًا غير مرئي — من داخل أجسادهم — سيحصد أرواح عشرات الآلاف منهم.
من أصل 600 ألف جندي — جاؤوا من جنسيات أوروبية متعددة — لم ينجُ سوى جزء ضئيل، حيث اجتمعت عليهم قسوة المناخ، ونقص المؤن، ووباء قاتل. والآن، وبعد أكثر من قرنين من الزمان، يكشف الحمض النووي عن مفاجآت تقلب الفرضيات الطبية والتاريخية التي فسّرت هذه الكارثة العسكرية.
ونشر موقع "ساينس أليرت" دراسة حديثة قادها عالم الأحياء الدقيقة ريمي باربييري من جامعة باريس سيتي، تم تحليل الحمض النووي المستخرج من أسنان 13 جنديًا دُفنوا في مقابر جماعية تم اكتشافها في فيلنيوس، ليتوانيا عام 2001. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن مرض التيفوس هو السبب الرئيسي للوفيات، لم يعثر الفريق على أي أثر لبكتيريا ريكتسيا بروازيكي، وهي العامل المسبب للتيفوس.
بدلاً من ذلك، كشفت التحاليل عن وجود بكتيريا السالمونيلا المعوية المسببة لحمى نظيرة التيفوئيد، بالإضافة إلى بكتيريا بوريليا ريكيرينتس، التي تسبب الحمى المتكررة والتي ينقلها قمل الجسم. وأوضح الباحثون أن الحمى المتكررة، رغم أنها ليست قاتلة مباشرة، يمكن أن تضعف الجنود إلى درجة تصبح فيها مقاومة البرد أو العدوى الأخرى شبه مستحيلة.
وأشار باربييري وزملاؤه إلى أن غياب آثار التيفوس في هذه العينة الصغيرة لا يعني بالضرورة غيابه عن بقية الجيش، حيث تم فحص رفات 13 فقط من أصل أكثر من 3000 جندي دفنوا في تلك المقابر الجماعية. لذلك، لا يزال من المحتمل أن يكون التيفوس من ضمن المسببات، خصوصًا أن أعراض العديد من الأمراض في ذلك الوقت تتشابه وتتماهى مع الوصف التاريخي.
الدراسة لفتت أيضًا إلى أن العديد من الجنود دُفنوا بزيهم الرسمي، بل وبخيولهم أيضًا، مما يرجّح أنهم لم يموتوا في ساحة المعركة، بل سقطوا بسبب المرض والإرهاق.
وخلص الفريق العلمي إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحًا لوفاة هؤلاء الجنود هو "مزيج مرعب" من البرد القارس، والإجهاد الجسدي، ووباء قاتل متعدد المسببات، يتصدره حمى نظيرة التيفوئيد، والحمى المتكررة التي ينقلها القمل، وربما التيفوس أيضًا.
وقد تم تحميل نتائج هذه الدراسة على منصة متخصصة في الأبحاث العلمية الأولية، وهي تفتح الباب أمام مزيد من التحليلات الجينية التي قد تعيد كتابة فهمنا لأحد أكثر الانسحابات العسكرية مأساوية في التاريخ.

نيسان ـ نشر في 2025-08-06 الساعة 13:43

الكلمات الأكثر بحثاً