تعقيبا على مقالة وليد عبد الحي'دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية' المهمة الروحية والمهمة الترفيهية!
نيسان ـ نشر في 2025-08-14 الساعة 16:53
نيسان ـ ها هو نيتنياهو، وقد صعد المنبر لا كسياسي يلهث وراء الأصوات، بل كنبيٍّ يوزع صكوك الغفران على خرائط الشرق الأوسط. قالها بملء الفم: مهمة تاريخية وروحية.
نعم، الرجل في مهمة مقدسة، ونحن – العرب – في مهمة “تسخين الميكروفونات” لإلقاء بيانات الإدانة، حتى باتت بياناتنا مثل أغاني الأعراس: تحفظها الذاكرة، وتُقال بلا شعور.
من وعد بلفور إلى صفقة القرن والمشهد نفسه: هم يلتهمون الأرض لقمةً لقمة ونحن نمضغ كلمات الشجب بهدوء، ثم نتجشأ أمام شاشات الأخبار.
الفرق الوحيد أن الصهاينة يرسمون حدودهم بالدم والجرافات،ونحن نرسم حدودنا بالقصائد والمبادرات.
نيتنياهو يحلم بإسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات ونحن نحلم بمؤتمر طارئ، ثم مؤتمر طارئ للمؤتمر الطارئ، ثم صورة جماعية نبتسم فيها بحذر.
أما السلام الأبراهيمي فصار مثل البخور في المجالس؛ رائحته طيبة لكنه لا يغير شيئًا في جدران البيت.
ننفق على الجيوش أكثر مما تنفقه بعض الإمبراطوريات، لكن مهمتها الأساسية – فيما يبدو – هي تقديم عروض عسكرية في الأعياد الوطنية وربما حماية النظام من المواطنين، لا حماية الأرض من الطامعين.
إنه اختراع عربي خالص: جيش بلا معركة وسلام بلا سيادة.
فيما نحن مشغولون بعدّ المقاعد في المؤتمرات نيتنياهو يوزع المقاعد على خرائط جديدة. وفيما نتجادل حول بيان الإدانة رقم 1001، هو يكتب الفصل الأخير من الحلم الصهيوني، أو لنقل الكابوس العربي.
فلتستمر المهمة الروحية له، ولتستمر المهمة الترفيهية لنا، حتى نكتشف متأخرين أن التاريخ لا يقرأ بياناتنا، بل يقرأ خرائطهم.
نعم، الرجل في مهمة مقدسة، ونحن – العرب – في مهمة “تسخين الميكروفونات” لإلقاء بيانات الإدانة، حتى باتت بياناتنا مثل أغاني الأعراس: تحفظها الذاكرة، وتُقال بلا شعور.
من وعد بلفور إلى صفقة القرن والمشهد نفسه: هم يلتهمون الأرض لقمةً لقمة ونحن نمضغ كلمات الشجب بهدوء، ثم نتجشأ أمام شاشات الأخبار.
الفرق الوحيد أن الصهاينة يرسمون حدودهم بالدم والجرافات،ونحن نرسم حدودنا بالقصائد والمبادرات.
نيتنياهو يحلم بإسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات ونحن نحلم بمؤتمر طارئ، ثم مؤتمر طارئ للمؤتمر الطارئ، ثم صورة جماعية نبتسم فيها بحذر.
أما السلام الأبراهيمي فصار مثل البخور في المجالس؛ رائحته طيبة لكنه لا يغير شيئًا في جدران البيت.
ننفق على الجيوش أكثر مما تنفقه بعض الإمبراطوريات، لكن مهمتها الأساسية – فيما يبدو – هي تقديم عروض عسكرية في الأعياد الوطنية وربما حماية النظام من المواطنين، لا حماية الأرض من الطامعين.
إنه اختراع عربي خالص: جيش بلا معركة وسلام بلا سيادة.
فيما نحن مشغولون بعدّ المقاعد في المؤتمرات نيتنياهو يوزع المقاعد على خرائط جديدة. وفيما نتجادل حول بيان الإدانة رقم 1001، هو يكتب الفصل الأخير من الحلم الصهيوني، أو لنقل الكابوس العربي.
فلتستمر المهمة الروحية له، ولتستمر المهمة الترفيهية لنا، حتى نكتشف متأخرين أن التاريخ لا يقرأ بياناتنا، بل يقرأ خرائطهم.
نيسان ـ نشر في 2025-08-14 الساعة 16:53
رأي: د. وليد العريض


