اتصل بنا
 

شروط إسرائيل تعرقل هدنة غزة وتتحدى الوسطاء

نيسان ـ نشر في 2025-08-23 الساعة 08:07

شروط إسرائيل تعرقل هدنة غزة وتتحدى
نيسان ـ تواجه جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة عقبات كبيرة بسبب الشروط الإسرائيلية الصارمة التي وضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب، والتي تشمل نزع سلاح حركة "حماس" وإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة. تأتي هذه الشروط في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة رسمياً عن حدوث مجاعة في غزة، وهو الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط، مما يزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل، لكن دون ضغط أمريكي حقيقي، وفقاً لخبراء تحدثوا لصحيفة "الشرق الأوسط".
تفاصيل مقترح الهدنة
وافقت حركة "حماس"، الإثنين الماضي، على مقترح هدنة لمدة 60 يوماً يتضمن الإفراج عن 10 رهائن و18 جثماناً في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مع بدء مفاوضات لتسوية أشمل في المرحلة الثانية. ويشمل المقترح ضمانات من الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) لاستمرار وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات، وإدخال مساعدات إنسانية فورية، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقع محددة مسبقاً.
لكن إسرائيل لم ترسل رداً رسمياً بعد، وتُصر على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مع تهديدات باستكمال العمليات العسكرية. ونقل موقع "واي نت" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله إن "أبواب الجحيم" ستُفتح على "حماس" إذا لم تُنفذ الشروط الإسرائيلية، بما في ذلك نزع سلاح الحركة. كما أعلن نتنياهو عن خطط للسيطرة على مدينة غزة، مما أثار استهجان الخارجية المصرية التي اعتبرت هذه السياسات "تصعيدية" و"تجاهلاً لجهود الوسطاء".
الفوارق بين مقترح الهدنة الجديد ومقترح ويتكوف الأصلي

الضمانات: المقترح الجديد يتضمن ضمانات من الوسطاء لاستمرار وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات، بينما لم يتضمن المقترح الأصلي أي ضمانات واضحة.

الرهائن: ينص المقترح الجديد على إطلاق سراح الرهائن على دفعات (10 أحياء و18 جثماناً) خلال 60 يوماً، بينما طالب المقترح الأصلي بإطلاق سراحهم دفعة واحدة في اليوم الأول.

المساعدات: كلا المقترحين يؤكدان على إدخال المساعدات فوراً وبكميات وفيرة.

الانسحاب الإسرائيلي: يتفق المقترحان على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقع محددة، مع بقاء إسرائيلي في مناطق معينة مثل محور موراغ في رفح.
تحديات الوسطاء
يرى خبراء، مثل الدكتور أحمد فؤاد أنور من المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الشروط الإسرائيلية "تعجيزية" وتضع الوسطاء المصري والقطري في موقف حرج، خاصة بعد نجاحهما في إقناع "حماس" بالمقترح. وأشار المحلل الفلسطيني أيمن الرقب إلى أن إصرار إسرائيل على التفاوض "تحت النار" وفرض شروط مثل نزع سلاح "حماس" يهدف إلى إفشال المحادثات واستمرار الحرب بدعم أمريكي ضمني.
الأزمة الإنسانية
أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة في غزة، حيث يعاني 500 ألف شخص من وضع "كارثي" بسبب عرقلة إسرائيل لدخول المساعدات، وفق تقرير أممي. ورفضت إسرائيل التقرير، معتبرةً إياه "مستنداً على أكاذيب حماس"، بينما شكك السفير الأمريكي في إسرائيل في النتائج. في المقابل، طالبت "حماس" بفتح المعابر ووقف "حرب الإبادة"، بينما سجلت منظمة الصحة العالمية وفاة 148 شخصاً بسبب سوء التغذية منذ يناير 2025.
توقعات المستقبل
يتوقع المحللون أن إعلان المجاعة قد يزيد الضغط الدولي على إسرائيل لقبول الهدنة، لكن غياب ضغط أمريكي حقيقي قد يعرقل الجهود. ويرى البعض أن نتنياهو قد يلجأ إلى خطوات استعراضية، مثل تصعيد عسكري أو استهداف قيادات مقاومة، ليظهر كمنتصر قبل قبول أي اتفاق.
المصادر: صحيفة "الشرق الأوسط"، موقع "واي نت"، وكالات.

نيسان ـ نشر في 2025-08-23 الساعة 08:07

الكلمات الأكثر بحثاً