تناقضات صارخة
كامل نصيرات
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2025-08-24 الساعة 09:17
نيسان ـ نعلن الحِمية على الفطور ويختمها بحلوى «رفيعة» بطول ذراع. نعلّق بطاقة النادي الرياضي على المرآة ونكتفي بصورة مع الحديد.
مقاهينا: على الطاولة خبير يتنبّأ بـ»أشعر» وآخر يقنعك ببيع الهواء «فاخراً» في علبة أنيقة، والربح يُقاس بالعاطفة. في البيوت صارت مجموعات العائلة برلماناً دائماً: جدّة تُقسم أنّ اللبن اختراع شتوي، وخالة تستدلّ بمقطع قصير مُثقَل بالملصقات. أفراحنا اقتصاد موازٍ: بوابة نصر، طائرة تصوير، وورود صناعية «تدوم» أكثر من وعود الشعراء.
نخاصم بائع الخضار على قروش قليلة، ثم نشتري شراباً مهروساً «منقّياً» بأضعافها ونوصله بسيارة فارهة. نتبع دورات الثراء العاجل فنغتني بتجربة واحدة: ثمن الدورة. الوقت عندنا «سكّر»: نذوب في التأجيل، ونحضر الاجتماعات بمثلٍ شعبي ثم نخرج بقرار التأجيل. للصحة وصفات منزلية تغلب العيادة: قليل من الميرمية، وموسيقى هادئة حتى النوم. مرايانا متَّهمة دائماً: تكبّر حين نريد التصغير وتُصغّر حين نبحث عن المجد. نعظّم التفاصيل: نختلف أسبوعين على لون غلاف الدفتر، ثم نعود لخطّنا المرتبك بعد صفحة.
نبيع بالقصص أكثر من البضاعة، ونربّي أبناءنا بالخوف من الواجب لا بحبّ المعرفة. الخلاصة: في داخل كلّ واحدٍ منّا شرطيُّ مرورٍ يلوّح لكلمة «انتظر»، ووزير مالٍ يبرّر شراباً ثمنه «استثماراً في الصحّة»، وناطقٌ يُعالِج المصائب بحكاية عابرة. الجرأة الحقيقية أن نضحك على أنفسنا أوّلاً، ونجرّب لطفاً حادّاً يزيل الزوائد من دون دم، ويترك الوجه مستعدّاً لابتسامة أطول.
مقاهينا: على الطاولة خبير يتنبّأ بـ»أشعر» وآخر يقنعك ببيع الهواء «فاخراً» في علبة أنيقة، والربح يُقاس بالعاطفة. في البيوت صارت مجموعات العائلة برلماناً دائماً: جدّة تُقسم أنّ اللبن اختراع شتوي، وخالة تستدلّ بمقطع قصير مُثقَل بالملصقات. أفراحنا اقتصاد موازٍ: بوابة نصر، طائرة تصوير، وورود صناعية «تدوم» أكثر من وعود الشعراء.
نخاصم بائع الخضار على قروش قليلة، ثم نشتري شراباً مهروساً «منقّياً» بأضعافها ونوصله بسيارة فارهة. نتبع دورات الثراء العاجل فنغتني بتجربة واحدة: ثمن الدورة. الوقت عندنا «سكّر»: نذوب في التأجيل، ونحضر الاجتماعات بمثلٍ شعبي ثم نخرج بقرار التأجيل. للصحة وصفات منزلية تغلب العيادة: قليل من الميرمية، وموسيقى هادئة حتى النوم. مرايانا متَّهمة دائماً: تكبّر حين نريد التصغير وتُصغّر حين نبحث عن المجد. نعظّم التفاصيل: نختلف أسبوعين على لون غلاف الدفتر، ثم نعود لخطّنا المرتبك بعد صفحة.
نبيع بالقصص أكثر من البضاعة، ونربّي أبناءنا بالخوف من الواجب لا بحبّ المعرفة. الخلاصة: في داخل كلّ واحدٍ منّا شرطيُّ مرورٍ يلوّح لكلمة «انتظر»، ووزير مالٍ يبرّر شراباً ثمنه «استثماراً في الصحّة»، وناطقٌ يُعالِج المصائب بحكاية عابرة. الجرأة الحقيقية أن نضحك على أنفسنا أوّلاً، ونجرّب لطفاً حادّاً يزيل الزوائد من دون دم، ويترك الوجه مستعدّاً لابتسامة أطول.
نيسان ـ نشر في 2025-08-24 الساعة 09:17
رأي: كامل نصيرات كاتب صحافي


