اتصل بنا
 

غارة الدوحة بين ترامب ونتنياهو: من يقود من؟

نيسان ـ نشر في 2025-09-13 الساعة 10:37

غارة الدوحة بين ترامب ونتنياهو: من
نيسان ـ أثناء طباعة هذه السطور، يفترض أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى أمس الجمعة، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك لمناقشة العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، و«وضعية محادثات وقف إطلاق النار في غزة»، وذلك بعد لقائه نائب ترامب، جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
حسب وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة «بوليتيكو»، فإن إحباط الإدارة الأمريكية تفاقم تجاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وأن ترامب وكبار مساعديه بدأوا يتساءلون عما إذا كان نتنياهو الذي منح الإذن بشن الهجوم على الدوحة، وهدد بشن هجمات أخرى، يتعمّد تخريب المحادثات، ونقلت عن مصدر مقرب من فريق الأمن القومي قوله: «كل مرة يحقق فيها تقدّم، يقصف (نتنياهو) شخصا ما، ولذلك يشعر الرئيس ومساعدوه بالإحباط الشديد منه».
صحيفة أخرى، «وول ستريت جورنال»، قالت إن ترامب أجرى مكالمة هاتفية «حادة» مع نتنياهو، الثلاثاء الماضي، أبلغه فيها بأن قرار استهداف القادة السياسيين لحركة «حماس» في الدوحة لم يكن «قرارا حكيما»، وأنه عبّر، خلال المكالمة، عن غضبه من إبلاغه بالهجوم عبر الجيش الأمريكي أثناء تنفيذه، لا من إسرائيل مباشرة، ولأن الضربة وقعت على أراضي حليف للولايات المتحدة الأمريكية كان يتوسط لوقف إطلاق النار في غزة.
تتناقض هذه الوقائع مع ما ورد، بداية، عن مصادر إسرائيلية، بأن تل أبيب أبلغت واشنطن بالعملية، وما ذكره مسؤولون إقليميون وأمريكيون أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم، وكذلك ما ورد على لسان ترامب بأنه أبلغ قطر مسبقا بالهجوم، والذي اضطر لتغييره بعدها ليقول إنه وجّه ويتكوف بإبلاغ قطر لكن «بعد فوات الأوان».
تعليقا على الغارة، قام أحد كتاب الأعمدة في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بتقديم تفسير يقول إن «ترامب يميل، كما تعلّمنا، للانضمام إلى ما يبدو نجاحا، مثلما فعل عند مهاجمة إيران، والاستمتاع بثمار خطوة جريئة حققت هدفها».
المنطق يقول إن إسرائيل لم تفشل فقط في تحقيق هدفها المباشر: قتل «قادة حماس»، بل إنها راكمت فشلا على فشل، فالغارة لم تكن هجوما على قادة «حماس»، بل كانت أيضا انتهاكا لسيادة قطر وضربة للمسلسل الطويل جدا لمفاوضات وقف إطلاق النار التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبتي الرئيسين جو بايدن وترامب، ولعبت فيها الدوحة (إضافة إلى القاهرة) دورا رئيسيا.
شكلت الغارة ضربة لمعنى التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة (الذي تمثّله قاعدة العديد، الأكبر في منطقة الخليج العربي) باعتباره ضامنا لسلامة قطر والخليج العربي والإقليم والبحار المحيطة، كما وجّهت هزة كبيرة لمصداقية ترامب نفسه، وإعلانا عن فشل فادح في سياساته التي زعم فيها قدرته على أن ينهي النزاعات العالمية (خلال 24 ساعة) وعلى رأسها ما يحصل في غزة وأوكرانيا.
يثير الحدث برمّته، مجددا، تساؤلا ممضّا حول قدرة ترامب على ضبط نتنياهو، وتساؤلا أكبر حول من الذي يقود سياسات أمريكا، الرئيس الأمريكي أم رئيس وزراء إسرائيل؟

نيسان ـ نشر في 2025-09-13 الساعة 10:37

الكلمات الأكثر بحثاً