اتصل بنا
 

إلى شبابنا وفتياتنا .. احذروا، فالأمر ليس مزحة

نيسان ـ نشر في 2025-09-17 الساعة 13:57

إلى شبابنا وفتياتنا .. احذروا، فالأمر
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
كلما وُجد اختراعٌ مفيد، خرج شياطين الإنس ليعبثوا به ويحولوه إلى شر مطلق. وقد جاء التحذير الأخير من وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام ليدق ناقوس الخطر بشأن إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم بعضهم بتعديل أو دمج الصور والصوت ومقاطع الفيديو للتلاعب بالمحتوى، مما يسبب التباسا للمتلقي ويؤدي في كثير من الأحيان إلى إلحاق أضرار جسيمة وإساءات تطال الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي.
المسألة أخطر مما يتصور الكثيرون، ومخاطرها لا تُحصى. لدرجة أني أجزم بأن من يرتكب مثل هذه الجرائم إنما يفسد في الأرض، بكل ما تحمله كلمة "إفساد" من معنى.
ولو كان الأمر مقتصرا على المخاطر الأمنية فقط لكان الخطر عظيماً، لكنه يتعداها ليضرب بعمق في النسيج الاجتماعي والنفسي للأفراد والمجتمعات.
وليس الخطر مقصورا على الضحية المباشرة فحسب، بل يمتد ليشمل كل من حولها من أهل وأصدقاء. نحن هنا لا نتحدث عن كلمة "افتراء" عابرة، بل عن جهد مقصود وعمل دؤوب للإساءة إلى شخص ما وتشويه سمعته، وبالتالي الإضرار بكل من يربطهم به علاقة.
وإذا كانت الضحية فتاة، فإن الأمر يقترب من كونه اغتيالا معنويا بمسبق الإصرار والترصد.
لا تقتصر تبعات هذه الجريمة على الصدمة النفسية الحادة التي تنتاب الضحية، أو القلق المستمر على السمعة الشخصية والمهنية، بل تتجاوز ذلك بكثير. فإضافة إلى تعرّض الضحية لاضطرابات نفسية خطيرة مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، فإنها تواجه وصمة عار تدفعها نحو العزلة الاجتماعية وتدمير ذاتها.
فما الحل؟
على الشباب والفتيات الذين ينشرون صورهم على منصات التواصل الاجتماعي أن يدركوا أنهم – اليوم أو بعد سنوات – عرضة لهجمات مفاجئة يشنها شياطين الإنس للفتك بسمعتهم وكيانهم.
أما على صعيد السمعة والعلاقات، فإن هذا المحتوى المزيف قد يؤدي إلى تدمير سمعة الشخص في محيطه الاجتماعي ومكان عمله، مما قد يكلفه وظيفته ويدمر علاقاته الشخصية والمهنية.
حتى إن المخاطر المالية والأمنية لمثل هذه الجرائم تبدو بسيطة أمام مخاطرها الاجتماعية والنفسية المدمرة.

نيسان ـ نشر في 2025-09-17 الساعة 13:57

الكلمات الأكثر بحثاً