تعقيب على مقالة د. وليد عبد الحي- كيف يفكرون
نيسان ـ نشر في 2025-09-30 الساعة 13:32
نيسان ـ تخيلوا وزير دفاع دولة عظمى يجلس في مكتبه الفخم، يفتح كتاباً بعنوان الحملة الصليبية الأمريكية، ويبدأ يشرح للعالم كيف أن الإسلام مؤامرة كونية، وأن المسلمين يتكاثرون مثل الأرانب، وأن لندن لم تعد لندن، بل "الخلافة الكبرى"، وأن نيويورك مهددة بأن تتحول إلى فرع من كابول!
بيـت هيغسيث – وزير الدفاع، رفيق ترامب، وصديق الزوجات الثلاث – قرر أن الحل ليس الدبلوماسية، ولا العدالة، ولا حتى العقل. الحل عنده أن تعود أمريكا إلى أجواء القرن الحادي عشر، حيث "الله يشاء" كان شعار الحرب الصليبية. نعم، الوزير الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين يريدنا أن نصدّق أنه يحمي "الحرية" بتجهيز جيش جديد من الفرسان.
يريد للمسلمين أن يكونوا شبحاً أبدياً: لا مواطنين، ولا شركاء، بل مجرد "قنبلة ديموغرافية". يراقب عدد أطفالهم، يراقب صلواتهم، يراقب حتى مآذنهم التي يراها أبراج حصار. وكأن المسلم إذا قال "السلام عليكم" فإنها كلمة سر لاحتلال البيت الأبيض!
أما العرب، فبالنسبة له مجرد جوقة تصفيق، ودول تدفع الفاتورة. المطلوب منهم باختصار: أن يسلّموا سلاح المقاومة، يموّلوا إعادة إعمار غزة لتصبح "ريفييرا المستقبل"، ثم يجلسوا في الصف الأمامي ليسمعوا خطبته عن "الإسلام الغزاة" و"إسرائيل البريئة".
والمضحك المبكي أن الرجل يرى حتى الديمقراطية مؤامرة يسارية، فإذا فاز خصومه فهي كارثة، وإذا فاز حزبه فهي "معجزة الحرية"! ثم يلوّح بالحرب الأهلية، وكأن أمريكا على وشك أن تتحول إلى نسخة من الصومال لو خسر ترامب الانتخابات.
بالمختصر، هيغسيث لا يريد من المسلمين سوى أن يكونوا "بعبعاً" يبرر وجود إسرائيل كحامية الغرب. ولا يريد لهم سوى أن يظلوا أعداء دائمين، مادة خصبة لكل خطبة انتخابية ولكل ميزانية عسكرية.
لكن السؤال الساخر حقاً: هل يعقل أن يصدّق العرب بعد ثمانين عاماً من عمر جامعتهم – التي لم تنجز إلا بيانات الشجب – أن مثل هذا الوزير سيمنحهم "خطة خلاص"؟ أم أن الحكاية مجرد خدعة قديمة، يبيعونهم الوهم بأغلفة جديدة: سلام مقابل استسلام، إعمار مقابل انتحار، و"حرية" تقودها صواريخ إف-35؟
باختصار: الوزير يرى المسلمين خطراً، والعرب خزنة، وإسرائيل معجزة، وأمريكا سيدة التاريخ. أما الحقيقة؟ فهي مجرد مسرحية هزلية، بطلها رجل يلوّح بسيف صليبي صدئ وهو يظن نفسهمنقذالعالم.
بيـت هيغسيث – وزير الدفاع، رفيق ترامب، وصديق الزوجات الثلاث – قرر أن الحل ليس الدبلوماسية، ولا العدالة، ولا حتى العقل. الحل عنده أن تعود أمريكا إلى أجواء القرن الحادي عشر، حيث "الله يشاء" كان شعار الحرب الصليبية. نعم، الوزير الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين يريدنا أن نصدّق أنه يحمي "الحرية" بتجهيز جيش جديد من الفرسان.
يريد للمسلمين أن يكونوا شبحاً أبدياً: لا مواطنين، ولا شركاء، بل مجرد "قنبلة ديموغرافية". يراقب عدد أطفالهم، يراقب صلواتهم، يراقب حتى مآذنهم التي يراها أبراج حصار. وكأن المسلم إذا قال "السلام عليكم" فإنها كلمة سر لاحتلال البيت الأبيض!
أما العرب، فبالنسبة له مجرد جوقة تصفيق، ودول تدفع الفاتورة. المطلوب منهم باختصار: أن يسلّموا سلاح المقاومة، يموّلوا إعادة إعمار غزة لتصبح "ريفييرا المستقبل"، ثم يجلسوا في الصف الأمامي ليسمعوا خطبته عن "الإسلام الغزاة" و"إسرائيل البريئة".
والمضحك المبكي أن الرجل يرى حتى الديمقراطية مؤامرة يسارية، فإذا فاز خصومه فهي كارثة، وإذا فاز حزبه فهي "معجزة الحرية"! ثم يلوّح بالحرب الأهلية، وكأن أمريكا على وشك أن تتحول إلى نسخة من الصومال لو خسر ترامب الانتخابات.
بالمختصر، هيغسيث لا يريد من المسلمين سوى أن يكونوا "بعبعاً" يبرر وجود إسرائيل كحامية الغرب. ولا يريد لهم سوى أن يظلوا أعداء دائمين، مادة خصبة لكل خطبة انتخابية ولكل ميزانية عسكرية.
لكن السؤال الساخر حقاً: هل يعقل أن يصدّق العرب بعد ثمانين عاماً من عمر جامعتهم – التي لم تنجز إلا بيانات الشجب – أن مثل هذا الوزير سيمنحهم "خطة خلاص"؟ أم أن الحكاية مجرد خدعة قديمة، يبيعونهم الوهم بأغلفة جديدة: سلام مقابل استسلام، إعمار مقابل انتحار، و"حرية" تقودها صواريخ إف-35؟
باختصار: الوزير يرى المسلمين خطراً، والعرب خزنة، وإسرائيل معجزة، وأمريكا سيدة التاريخ. أما الحقيقة؟ فهي مجرد مسرحية هزلية، بطلها رجل يلوّح بسيف صليبي صدئ وهو يظن نفسهمنقذالعالم.
نيسان ـ نشر في 2025-09-30 الساعة 13:32
رأي: د. وليد العريض


