مقاومة غزة.. عامان من الصمود رغم الحصار والتواطؤ الدولي
نيسان ـ السبيل ـ نشر في 2025-10-07 الساعة 08:15
نيسان ـ مع حلول السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2025، تكون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد أتمّت عامين كاملين، حرب لم تهدأ رحاها منذ اليوم الأول، ولم تُوقفها المجازر ولا الدمار ولا الضغوط السياسية.
ورغم اختلال ميزان القوى بشكل صارخ؛ أظهرت المقاومة الفلسطينية ثباتاً استثنائياً، إذ استطاعت الصمود والمناورة في وجه آلة عسكرية تُعد من الأقوى عالمياً، بينما تُحاصرها الأزمات من كل اتجاه، من الحصار الخانق، إلى غياب الإسناد العربي والإسلامي، إلى التواطؤ الدولي الذي شرعن العدوان تحت ذرائع الأمن ومكافحة “الإرهاب”.
صمود أسطوري
في ظل حصار محكم حرمها من أبسط وسائل الدفاع الحديثة؛ واصلت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب المتواصلة الاعتماد على إمكاناتها الذاتية المحدودة، وتمكنت من تطوير أدواتها القتالية محلياً، سواء عبر تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، أو عبر بناء منظومات دفاع ميدانية أربكت الجيش الإسرائيلي في كل اقتحام بري. ولم يكن هذا التطور مجرد إنجاز عسكري، بل تعبير عن إرادة حياة في وجه سياسة التجويع والاقتلاع.
ورغم القصف الكثيف الذي دمّر البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء، لم تفقد المقاومة قدرتها على المبادرة الميدانية. فخلال العامين الماضيين؛ بقيت قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي، وعلى تنفيذ عمليات نوعية أربكت حسابات القيادة العسكرية الإسرائيلية. وقد اعترفت وسائل إعلام عبرية مراراً بأن “المقاومة لم تُهزم”، بل استطاعت الحفاظ على بنيتها الأساسية رغم حجم الدمار.
كما أن استمرار القيادة الميدانية والسياسية للمقاومة في إدارة المعركة بانتظام، وسط بيئة من الفوضى الإنسانية وانقطاع الاتصالات والطاقة، يُعد دليلاً على صلابة التنظيم الداخلي، وعلى استقرار القرار السياسي المقاوم الذي لم يخضع للضغوط أو الإغراءات.
حصار خانق وغياب الإسناد
لم يكن التحدي العسكري وحده ما يواجه المقاومة، بل كان الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً أحد أبرز أدوات الخنق السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومع اشتداد الحرب خلال العامين الماضيين؛ تحوّل الحصار إلى سلاح تجويع شامل استهدف المدنيين قبل المقاتلين، في محاولة لانتزاع الإرادة عبر الألم.
ومع ذلك؛ بقيت المقاومة متماسكة، محافظة على توازن دقيق بين إدارة المعركة العسكرية وتأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود الإنساني في القطاع.
أما الإسناد العربي والإسلامي؛ فقد ظلّ في أدنى مستوياته، حيث اقتصرت المواقف على بيانات تنديد وتصريحات دبلوماسية لا تُترجم إلى أفعال، بينما سارعت بعض الحكومات إلى إعادة تطبيع علاقاتها مع الاحتلال أو إلى تقييد أي دعم شعبي لغزة. وجعل هذا الغياب المقاومة تواجه مصيرها وحدها، لكنها في المقابل عززت خطابها القائل إن “الرهان على الذات هو الطريق الوحيد للحرية”.
وفي السياق ذاته؛ خذلت المنظومة الإقليمية شعوبها التي عبّرت مراراً عن تضامن واسع مع غزة. فقد حوصرت التظاهرات، وتعرض النشطاء للملاحقة، في وقت كانت فيه المقاومة بحاجة إلى غطاء سياسي ودبلوماسي يخفف من الضغط العسكري والإنساني.
ازدواجية المعايير الدولية
وفي مقابل هذه العزلة التي فُرضت على المقاومة؛ حظيت “إسرائيل” بدعم عسكري وسياسي غير مسبوق من قوى غربية كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فقد استُخدمت الفيتوهات في مجلس الأمن مراراً لحماية “تل أبيب” من أي مساءلة، بينما أمدّتها واشنطن بالسلاح والذخائر والغطاء الدبلوماسي الكامل، رغم التقارير الحقوقية التي وثقت جرائم حرب موصوفة بحق المدنيين في غزة.
ورغم تصاعد الأصوات الحقوقية والشعبية في الغرب؛ فإن الموقف الرسمي ظلّ متواطئاً، بل وشجع على استمرار الحرب تحت شعار “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. أما الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، الذي تكفله مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، فقد أُغفل عمداً أو جرى تشويهه إعلامياً.
وكشفت هذه الازدواجية بوضوح أن المنظومة الدولية، كما هي اليوم، لا تحكمها مبادئ العدالة، بل موازين القوة والمصالح. ومع ذلك؛ فإن استمرار المقاومة رغم هذا الانحياز العالمي يؤكد أن مشروع التحرر الفلسطيني لم يعد رهينة لإرادة الخارج، بل أصبح جزءاً من حركة تحرر أوسع ضد الاستعمار والعنصرية في القرن الحادي والعشرين.
وختاماً؛ فإن عامين من الحرب على غزة لم ينجحا في كسر المقاومة، بل عمّقا حضورها السياسي والرمزي في الوعي الفلسطيني والعربي والعالمي. فبينما استُنزفت “إسرائيل” عسكرياً ومعنوياً؛ خرجت المقاومة أكثر تماسكا رغم الخسائر الهائلة، وأثبتت التجربة أن القوة لا تُقاس بعدد الطائرات أو الصواريخ، بل بصلابة الإرادة ووضوح الهدف.
ورغم اختلال ميزان القوى بشكل صارخ؛ أظهرت المقاومة الفلسطينية ثباتاً استثنائياً، إذ استطاعت الصمود والمناورة في وجه آلة عسكرية تُعد من الأقوى عالمياً، بينما تُحاصرها الأزمات من كل اتجاه، من الحصار الخانق، إلى غياب الإسناد العربي والإسلامي، إلى التواطؤ الدولي الذي شرعن العدوان تحت ذرائع الأمن ومكافحة “الإرهاب”.
صمود أسطوري
في ظل حصار محكم حرمها من أبسط وسائل الدفاع الحديثة؛ واصلت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب المتواصلة الاعتماد على إمكاناتها الذاتية المحدودة، وتمكنت من تطوير أدواتها القتالية محلياً، سواء عبر تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، أو عبر بناء منظومات دفاع ميدانية أربكت الجيش الإسرائيلي في كل اقتحام بري. ولم يكن هذا التطور مجرد إنجاز عسكري، بل تعبير عن إرادة حياة في وجه سياسة التجويع والاقتلاع.
ورغم القصف الكثيف الذي دمّر البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء، لم تفقد المقاومة قدرتها على المبادرة الميدانية. فخلال العامين الماضيين؛ بقيت قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي، وعلى تنفيذ عمليات نوعية أربكت حسابات القيادة العسكرية الإسرائيلية. وقد اعترفت وسائل إعلام عبرية مراراً بأن “المقاومة لم تُهزم”، بل استطاعت الحفاظ على بنيتها الأساسية رغم حجم الدمار.
كما أن استمرار القيادة الميدانية والسياسية للمقاومة في إدارة المعركة بانتظام، وسط بيئة من الفوضى الإنسانية وانقطاع الاتصالات والطاقة، يُعد دليلاً على صلابة التنظيم الداخلي، وعلى استقرار القرار السياسي المقاوم الذي لم يخضع للضغوط أو الإغراءات.
حصار خانق وغياب الإسناد
لم يكن التحدي العسكري وحده ما يواجه المقاومة، بل كان الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً أحد أبرز أدوات الخنق السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومع اشتداد الحرب خلال العامين الماضيين؛ تحوّل الحصار إلى سلاح تجويع شامل استهدف المدنيين قبل المقاتلين، في محاولة لانتزاع الإرادة عبر الألم.
ومع ذلك؛ بقيت المقاومة متماسكة، محافظة على توازن دقيق بين إدارة المعركة العسكرية وتأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود الإنساني في القطاع.
أما الإسناد العربي والإسلامي؛ فقد ظلّ في أدنى مستوياته، حيث اقتصرت المواقف على بيانات تنديد وتصريحات دبلوماسية لا تُترجم إلى أفعال، بينما سارعت بعض الحكومات إلى إعادة تطبيع علاقاتها مع الاحتلال أو إلى تقييد أي دعم شعبي لغزة. وجعل هذا الغياب المقاومة تواجه مصيرها وحدها، لكنها في المقابل عززت خطابها القائل إن “الرهان على الذات هو الطريق الوحيد للحرية”.
وفي السياق ذاته؛ خذلت المنظومة الإقليمية شعوبها التي عبّرت مراراً عن تضامن واسع مع غزة. فقد حوصرت التظاهرات، وتعرض النشطاء للملاحقة، في وقت كانت فيه المقاومة بحاجة إلى غطاء سياسي ودبلوماسي يخفف من الضغط العسكري والإنساني.
ازدواجية المعايير الدولية
وفي مقابل هذه العزلة التي فُرضت على المقاومة؛ حظيت “إسرائيل” بدعم عسكري وسياسي غير مسبوق من قوى غربية كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فقد استُخدمت الفيتوهات في مجلس الأمن مراراً لحماية “تل أبيب” من أي مساءلة، بينما أمدّتها واشنطن بالسلاح والذخائر والغطاء الدبلوماسي الكامل، رغم التقارير الحقوقية التي وثقت جرائم حرب موصوفة بحق المدنيين في غزة.
ورغم تصاعد الأصوات الحقوقية والشعبية في الغرب؛ فإن الموقف الرسمي ظلّ متواطئاً، بل وشجع على استمرار الحرب تحت شعار “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. أما الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، الذي تكفله مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، فقد أُغفل عمداً أو جرى تشويهه إعلامياً.
وكشفت هذه الازدواجية بوضوح أن المنظومة الدولية، كما هي اليوم، لا تحكمها مبادئ العدالة، بل موازين القوة والمصالح. ومع ذلك؛ فإن استمرار المقاومة رغم هذا الانحياز العالمي يؤكد أن مشروع التحرر الفلسطيني لم يعد رهينة لإرادة الخارج، بل أصبح جزءاً من حركة تحرر أوسع ضد الاستعمار والعنصرية في القرن الحادي والعشرين.
وختاماً؛ فإن عامين من الحرب على غزة لم ينجحا في كسر المقاومة، بل عمّقا حضورها السياسي والرمزي في الوعي الفلسطيني والعربي والعالمي. فبينما استُنزفت “إسرائيل” عسكرياً ومعنوياً؛ خرجت المقاومة أكثر تماسكا رغم الخسائر الهائلة، وأثبتت التجربة أن القوة لا تُقاس بعدد الطائرات أو الصواريخ، بل بصلابة الإرادة ووضوح الهدف.


