اتصل بنا
 

الحديث عن الفقاعة في أسواق الأسهم لا يتوقف.. فما العمل؟

نيسان ـ نشر في 2025-10-23 الساعة 12:21

الحديث عن الفقاعة في أسواق الأسهم
نيسان ـ قبل شهرين، كان التحذير من فقاعة في أهم سوق للأسهم في العالم حكراً على غير المتمرسين والساعين لجذب الانتباه. فاستخدام كلمة «فقاعة» في الأسواق المالية يعادل في الأسواق المالية الصراخ بوجود «حريق في سينما مزدحمة».
لكن كما هي الحال مع العديد من جوانب الحياة في عام 2025، اتضح أنه يمكننا الاعتياد على أي شيء تقريباً.
وفجأة، تتهاطل التحذيرات من كل حدب وصوب. الهدف الأساسي من تقارير الاستقرار المالي هو التحذير من أمور قد تسوء في المستقبل، لكنها على الأرجح لن تسوء.
ومع ذلك، كانت آخر رسالة من صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي مبشرة.
فقد قال الصندوق: «تظهر نماذج التقييم أن أسعار الأصول الخطرة أعلى بكثير من الأساسيات، مما يزيد من خطر حدوث تصحيحات حادة».
«تبدو الأسواق راضية عن نفسها مع تغير الوضع».
لذلك، ينبغي على المستثمرين وصانعي السياسات الانتباه لاحتمالية حدوث تصحيحات «فوضوية» واحتمالية نشوء سلسلة كارثية حيث يلحق فقدان الثقة في استدامة الدين الحكومي ضرراً بالغاً بسوق السندات، مما يلحق الضرر بالأصول الخطرة المسعرة لتحقيق حالة من الرخاء، وهذا بدوره يلحق الضرر بالقطاع المصرفي، سواء المقرضين التقليديين أو بنوك الظل التي تعاني من «ترابط متزايد».
وقد تبنى بنك إنجلترا هو الآخر نبرة مماثلة، مشيراً إلى خطر حدوث «تصحيح حاد في السوق».
وهذه العبارات تمت صياغتها بدقة بالغة. فعندما تتحدث هذه المؤسسات العريقة عن تقييمات تتجاوز «بشكل كبير» الواقع الملاحظ، وعن تصحيحات «حادة» أو «فوضوية»، فإنها بذلك تقوم بتشغيل إشارة «اربطوا أحزمة الأمان».
وفي القطاع الخاص، يطالب كبار الشخصيات أيضاً بتوخي الحذر، ومنهم جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، الذي أكد أن «هناك الكثير من الأصول التي يبدو وكأنها على وشك الدخول في منطقة الفقاعة».
باختصار، كسر حديث الفقاعة الحدود. وبدأ المستثمرون يتحدثون بالفعل عما قد يتمكنون من إنقاذه عند انفجار هذه الفقاعة. ومع ذلك، لا تزال الأسواق تعمل بشكل جيد.
وهذا ليس بالمرة نوع من الرضا بالمعنى الحرفي للكلمة، بل يدل على نقص في الوعي بالأهوال الكامنة في الظلام.
إن هذا أقرب ما يكون إلى قرار صريح بتجاهل الجوانب السلبية المحتملة الواضحة والاستمرار بغض النظر عن كل ما يحدث.
وإذا تحدث مدير صندوق ما عن ضرورة الاستمرار في الرقص ما دامت أنغام الموسيقى تتواصل، فأقسم لكم أنني سأصرخ.
في الوقت نفسه، يجدر بنا أن نغوص في أعماق عقل هذا المتفائل الأبدي.
أساس النظرة لدى أمثال هؤلاء هو الإيمان الراسخ بوصول فريق الإنقاذ، ذلك الشعور بأنه إذا ساءت الأسواق بشدة، لأي سبب من الأسباب، فسيصل الفرسان قريباً، على شكل تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة أو حتى برامج شراء أصول من البنوك المركزية.
وقد اعتاد المستثمرون، سواءً كانوا محترفين أو أفرادًا عاديين، على هذا الوضع منذ الأزمة المالية الكبرى عام 2008.
ويحرص صانعو السياسات على التأكيد على أن فرص التدخل الطارئ مرتفعة.
وهذا لا ينطبق على الولايات المتحدة فقط، بالطبع، فأحد أسباب عدم انهيار سندات الحكومة الفرنسية، على الرغم من سلسلة من تخفيضات التصنيف الائتماني من جانب وكالات التصنيف الائتماني رداً على الخلل السياسي في فرنسا، هو آلية الإنقاذ المعقدة التي ابتكرها البنك المركزي الأوروبي خلال أزمة الديون الأوروبية قبل عقد من الزمان، والتي عززها مؤخراً في عام 2022.
وهكذا، فإن المستثمرين يدركون تماماً أن البنك المركزي الأوروبي سيتدخل لإخماد أي حالة طوارئ في الديون الفرنسية، تماماً كما ستمنع السلطات الأمريكية تقلبات القطاع المصرفي الإقليمي من الخروج عن السيطرة، وستعالج أي انخفاض حاد في الأسهم يمكن أن يدمر الثروات. وهذا هو ما يدعم إحدى أنجح الاستراتيجيات في أسواق الأسهم: شراء الانخفاضات.
وفي الواقع، أخبرني بعض المستثمرين والمحللين أنهم سيكونون سعداء بتكرار ذلك، لو حدث المزيد من الانخفاضات.
وقد حدث إحداها في الأيام الأخيرة، بعد أن شرع دونالد ترامب في إحدى محاولاته المتكررة وغير المثمرة لتصعيد التوترات التجارية مع الصين.
فقد ارتفعت مؤشرات قلق السوق، وتلقت الأسهم ضربة، لكن هؤلاء المستثمرين كانوا في غاية السعادة.
«هذا هو نوع الانخفاض الذي كنا ننتظره»: هذا، على سبيل الثمال، ما قاله فريق الأصول المتعددة في بنك إتش إس بي سي بحماس.
وأضاف المحللون «لسنا متهاونين في التعامل مع المخاطر، لكننا في الوقت نفسه لسنا قلقين للغاية».
لقد شكل هذا الموقف المتفائل استراتيجية ناجحة خلال الأشهر الستة الماضية. لذلك، يبدو أن الحظ يحالف المتفائلين، حتى الآن على الأقل، مهما قال صانعو السياسات.

نيسان ـ نشر في 2025-10-23 الساعة 12:21

الكلمات الأكثر بحثاً