اتصل بنا
 

'الخطوة السرية 'التي تُحاك منذ أشهر: كيف تخطط تركيا 'لمعاقبة إسرائيل'

نيسان ـ نشر في 2025-11-10 الساعة 17:17

الخطوة السرية التي تحاك منذ أشهر:
نيسان ـ في تقرير لها، أشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى ما استنتجه باحث إسرائيلي بارز، وأسماه "الخطوة السرية التي تُحاك منذ أشهر"، حيث تحدث عن "كيفية تخطيطتركيالمعاقبة إسرائيل".
وذكرت "معاريف" أنه عندما أصدرتتركيامذكرات توقيف بحق 37 مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى، بمن فيهمرئيسالوزراءبنيامين نتنياهو، تساءل الكثيرون: هل هذا مجرد مسرح سياسي، أم خطوة ذات أهمية حقيقية؟ فيما قدم الدكتور حاي إيتان كوهين ياناروجاك، وهو باحث أول في مركز دايان بجامعة "تل أبيب"، إجابة أكثر تعقيدا مما هو متوقع.
أوضح كوهين ياناروجاك الآتي في مقابلة معه: "طالما أن هؤلاء المسؤولين لا يطأون الأراضي التركية، فليس لهذا القرار في الواقع أي أهمية". لكن الصورة الكاملة أكثر إثارة للقلق بكثير: "من خلال هذا التصريح، تقولتركيالـ "إسرائيل": طالما بقيتالحكومةالحالية في السلطة، فلن نتمكن فعليًا من تطبيع العلاقات، حتى لو وصلنا إلىاليومالتالي للحرب في غزة".
والخطوة التركية ليست عملا انفعاليا، إذ يكشف كوهين ياناروجاك أن الأمر يتعلق بعملية "مخطط لها" جيدا: "مما أستنتجه من الإعلام التركي، لتحضير مثل هذا الملف، قاموا بالتحضيرات هنا بالفعل منذ بضعة أشهر. لديهم جميع أنواع الوثائق التي حصلوا عليها من المستشفيات من أولئك الذين عادوا من القطاع، وأضافوا مختلف الأدلة من مختلف الحوادث التي وقعت في الحرب". هذه الأمور، كما يصفها، "عملية جادة وشاملة إلى حد ما وقد استغرقت عدة أشهر".
وحقيقة أنتركياليست موقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تجعل الأمر أكثر تعقيدًا. فقد حظيت مذكرات التوقيف الصادرة عن محكمة لاهاي بحق نتنياهو ووزيرالدفاعالسابق يوآف غالانت بدعم رمزي من أنقرة، لكن كوهين ياناروجاك اعتبر أن "هذا القرار لا يحمل أي أهمية عملية على الأراضي التركية". لذلك، فإن المذكرات التركية هي "بمثابة إجراء يكمل قرار المحكمة".
وعندما سُئل عن دوافعالرئيسالتركي رجب طيب أردوغان لاتخاذ مثل هذه الخطوة الحادة، كانت الإجابة، وفقا للباحث، "كلاهما.. هذا لا شك فيه، ففي كل مرة يتخذ فيها خطوة حادة ضد "إسرائيل"، يخدم هذا مصالحه في السياسة الداخلية"، ولكن أبعد من ذلك، "في نهاية المطاف، دعني أقول، هذا يحافظ على صورته فيالعالمالإسلامي أيضا. لذا فهو أمر جيد لإرثه أيضا".
وعندما سُئل عما إذا كانت هذه هي نقطة تدهور جديدة في العلاقات الإسرائيلية التركية، أجاب كوهين ياناروجاك بصدق محبط: "في كل مرة نرى تطورات إضافية، وفي كل مرة نقول إنها نقطة تدهور جديدة، إنها بالفعل نقطة تدهور جديدة. أنا ببساطة لا أحب أن أبدو كـ 'أسطوانة مشروخة'، ولكن في كل مرة نرى أن لديهم القدرة على حفز تدهور العلاقات إلى مستوى أدنى فأدنى، وهم ببساطة مبدعون جدا، دعنا نقول، في مسألة دفع العلاقات نحو الأسفل"، وفق وصفه.
لكن هناك بعداً آخر للخطوة التركية، حيث يشير كوهين ياناروجاك إلى الصلة بين مذكرات التوقيف وطموحاتتركيافي أن تكون طرفا مشاركًا في "اليوم التالي" في غزة. "نحن نرى أن المرحلة الأولى من الاتفاق لم تُنفذ بعد، ونتيجة لذلك لم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية. وفي المرحلة الثانية، على الرغم من حقيقة أنه كان من المفترض أن تكونتركياجزءا من تصريحاتالحكومةالإسرائيلية على الورق، فإننا نفهم أن ذلك لن يحدث. ولذلك، يمكن تفسير هذه النقطة أيضا على أنها نوع من العقاب التركي ضد إغلاق الأبواب من جانب "إسرائيل".

وحسب "معاريف"، فالرسالة التركية واضحة: "أنقرة تغلق الباب أمامالحكومةالإسرائيلية الحالية، وتقوم بذلك بطريقة منهجية ومخطط لها. هذه ليست عاصفة عابرة في العلاقات الدبلوماسية، بل هيسياسةمتعمدة ستؤثر على المستقبل الإقليمي حتى بعد نهاية الحرب في غزة".
جدير بالذكر أن المتحدثة باسمالحكومةالإسرائيلية شوش بيدروسيان وأكدتاليومالأحد، رفض تل أبيب لأي وجود عسكري تركي في قطاعغزةضمن أي قوة متعددة الجنسيات ستحل محل الجيش الإسرائيلي.
في حين أعلنت الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان سيتوجه إلى الولايات المتحدة يوم غد الاثنين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، إذ تتزامن مع وصولالرئيسالسوريأحمدالشرع إلى واشنطن صباحاليومالأحد، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى العاصمة الأمريكية منذ عقود.
ووفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، فإنالرئيسالأمريكي دونالدترامبيضع اللمسات الأخيرة على مبادرة دبلوماسية محتملة تتضمن تفاهمات أمنية بينسورياو"إسرائيل"، وانضمام دمشق إلى الإطار العام للاتفاقات الإبراهيمية.
ويُنظر إلى التزامن بين زيارتي فيدان والشرع بوصفه إشارة إلى تشابك المصالح الإقليمية في الملف السوري، حيث تسعى أنقرة إلى تأمين مصالحها في شمال سوريا، في حين تعمل واشنطن على إعادة رسم التوازنات الإقليمية عبر دمج دمشق في منظومة أمنية ودبلوماسية أوسع.
المصدر: "معاريف" + RT

نيسان ـ نشر في 2025-11-10 الساعة 17:17

الكلمات الأكثر بحثاً