وثائق إبستين: الدعارة والفساد في خدمة إسرائيل؟
نيسان ـ نشر في 2025-11-22 الساعة 10:05
نيسان ـ وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون يأمر وزارة العدل بالإفصاح عن جميع ما لديها من ملفات متعلقة بتحقيقها في قضية جيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي على أطفال، وأقر مجلس النواب القرار بأغلبية 427 صوتا مقابل صوت واحد، وعليه فسيتم الإفراج عن الملفات في غضون 30 يوما. حصل ذلك بعد مقاومة طويلة لأشهر، وإثر ضغوط من قبل ضحايا إبستين، الذين اعتصم العديد منهم في مقر الكونغرس، ومطالب من أعضاء من الحزب الجمهوري، مما دفع ترامب للتراجع عن موقفه السابق.
نص مشروع القانون، مع ذلك، على أن وزارة العدل يمكنها حجب أو تنقيح أي وثائق «تعرض تحقيقا فدراليا نشطا أو محاكمة جارية للخطر»، وكذلك على حجب المواد السرية، وهو ما دفع بعض المشرّعين (ومنهم مارغوري تايلور غرين، حليفة ترامب المتحمسة سابقا، والتي تحوّلت إلى ناقدة ساخطة فيما يتعلّق بإبستين، وكذلك بقضايا تمويل وتسليح إسرائيل) للقول إنهم سيذهبون لقراءة أسماء المتورطين الذين لم تنشر وزارة العدل سجلاتهم.
أدت فضيحة إبستين إلى إنتاج ما يشبه السقوط الاضطراري المتدّرج لهرم الدومينو الأمريكي، وحسب الأنباء المتداولة فإن ملفّات هذه الفضيحة تضم آلاف أفلام الفيديو لرجال دولة ورؤساء وأصحاب مليارات، وكذلك الرسائل الإلكترونية والهاتفية والتسجيلات السرية التي استخدمها إبستين لتوسيع هيمنته وتأثيره على هذه الشبكة النخبوية الكبيرة.
تتابعت موجات هذه الفضيحة في بريطانيا بعد انكشاف علاقة أخ الملك تشارلز، أندرو، بإبستين، وبعد محاولة لإسكات الضحيّة عبر دفع مبلغ من المال، اضطرّت العائلة المالكة لتجريد أندرو من ألقابه وراتبه وتم إخراجه من القصر الذي كان يسكنه بإيجار مخفّف.
إضافة إلى المساعي الهائلة لكتم الفضيحة، منذ بداية ظهور الاتهامات ضد إبستين، وبعد انتحاره في السجن، فإن جهدا أكبر بكثير جرى لجعل الموضوع يقتصر على إبستين نفسه، ثم على دائرة صغيرة من السياسيين، ولكنّ الأمر ظل يتوسّع وتتكشّف درجات خطورته، ولتزداد جرأة بعض الصحافيين والناشطين والضحايا على النظر إلى الأمر باعتباره شبكة فساد سياسي واسع، مع اتهامات متزايدة لإبستين بالعلاقة مع إسرائيل، ومخابراتها الخارجية، الموساد.
أحد عناصر هذا الاتهام جاء من أن شريكة إبستين في الجرائم، غيسلين ماكسويل، هي ابنة روبرت ماكسويل، وهو مليونير يهودي بريطاني، وقطب صحافي خطير، قام بسرقة مئات الملايين من صندوق تقاعد شركته، وعُرفت علاقته بالموساد، وقضى مثل إبستين، بعد تكشف فضائحه، بطريقة غامضة، غرقا في البحر.
دفعت هذه الوقائع، والمماطلات، وتمنّع السياسيين في الكشف عن الوثائق، والهجمات المتبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وما أدت إليه من كشوفات وتسريبات، إلى تغيّرات كبيرة، وخصوصا في المعسكر المساند لترامب، وضمن القنوات المستقلة المناصرة له، والتي أخذت تتساءل كيف تمكّن شخص واحد من اختراق ماكينة السياسة الأمريكية، وكبار شخصياتها، وأجهزة مخابراتها، وشركاتها الكبرى؟
لم يكن إبستين مجرد معلم رياضيات انتقل بالصدفة إلى مركز النخبة السياسية والمالية بل كان «واجهة اجتماعية لجهاز استخباري صمم ليفسد ويبتز ويهيمن». مع بدء انتشار فضائح إبستين، والتفاف الدائرة حوله، تحوّل وكر الدبابير الكبير هذا من المستفيدين والضالعين والمتورطين، إلى خطر يجب التخلّص منه.
حسب مقالات عديدة نشرت مؤخرا، فإن العامين الأخيرين شهدا مؤشرات لافتة على تضعضع في سطوة اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، ففي حين شارك 24 نائبا ديمقراطيا في رحلاته عام 2023، لم يشارك هذا العام سوى 11 من أصل 33، وانسحب سبعة في اللحظات الأخيرة، كما قام أحد النواب، هكيم جيفريز، المعروف بمشاركاته المتكررة، بالامتناع عن الذهاب، كما بدأ نواب بإرجاع التبرعات المرتبطة باللوبي، وأعلن آخرون توقفهم عن قبول أموال من «أيباك» (المؤسسة الأكبر ضمن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا).
هناك وقائع عديدة أخرى تشير إلى تحوّلات في الرأي العام الأمريكي، منها انتصارات يسار الحزب الديمقراطي في عدة ولايات، التي كان أبرزها انتخاب زهران ممداني، وكذلك وجود تيّار متزايد من أنصار ترامب يشارك في انتقاد إسرائيل، والحقيقة أن هذا واحد من عوامل عديدة، بينها جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وتصاعد توجّه عالميّ ضدها، وهو ما أدى لتراكمات شاركت فضيحة إبستين في إظهارها.
نص مشروع القانون، مع ذلك، على أن وزارة العدل يمكنها حجب أو تنقيح أي وثائق «تعرض تحقيقا فدراليا نشطا أو محاكمة جارية للخطر»، وكذلك على حجب المواد السرية، وهو ما دفع بعض المشرّعين (ومنهم مارغوري تايلور غرين، حليفة ترامب المتحمسة سابقا، والتي تحوّلت إلى ناقدة ساخطة فيما يتعلّق بإبستين، وكذلك بقضايا تمويل وتسليح إسرائيل) للقول إنهم سيذهبون لقراءة أسماء المتورطين الذين لم تنشر وزارة العدل سجلاتهم.
أدت فضيحة إبستين إلى إنتاج ما يشبه السقوط الاضطراري المتدّرج لهرم الدومينو الأمريكي، وحسب الأنباء المتداولة فإن ملفّات هذه الفضيحة تضم آلاف أفلام الفيديو لرجال دولة ورؤساء وأصحاب مليارات، وكذلك الرسائل الإلكترونية والهاتفية والتسجيلات السرية التي استخدمها إبستين لتوسيع هيمنته وتأثيره على هذه الشبكة النخبوية الكبيرة.
تتابعت موجات هذه الفضيحة في بريطانيا بعد انكشاف علاقة أخ الملك تشارلز، أندرو، بإبستين، وبعد محاولة لإسكات الضحيّة عبر دفع مبلغ من المال، اضطرّت العائلة المالكة لتجريد أندرو من ألقابه وراتبه وتم إخراجه من القصر الذي كان يسكنه بإيجار مخفّف.
إضافة إلى المساعي الهائلة لكتم الفضيحة، منذ بداية ظهور الاتهامات ضد إبستين، وبعد انتحاره في السجن، فإن جهدا أكبر بكثير جرى لجعل الموضوع يقتصر على إبستين نفسه، ثم على دائرة صغيرة من السياسيين، ولكنّ الأمر ظل يتوسّع وتتكشّف درجات خطورته، ولتزداد جرأة بعض الصحافيين والناشطين والضحايا على النظر إلى الأمر باعتباره شبكة فساد سياسي واسع، مع اتهامات متزايدة لإبستين بالعلاقة مع إسرائيل، ومخابراتها الخارجية، الموساد.
أحد عناصر هذا الاتهام جاء من أن شريكة إبستين في الجرائم، غيسلين ماكسويل، هي ابنة روبرت ماكسويل، وهو مليونير يهودي بريطاني، وقطب صحافي خطير، قام بسرقة مئات الملايين من صندوق تقاعد شركته، وعُرفت علاقته بالموساد، وقضى مثل إبستين، بعد تكشف فضائحه، بطريقة غامضة، غرقا في البحر.
دفعت هذه الوقائع، والمماطلات، وتمنّع السياسيين في الكشف عن الوثائق، والهجمات المتبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وما أدت إليه من كشوفات وتسريبات، إلى تغيّرات كبيرة، وخصوصا في المعسكر المساند لترامب، وضمن القنوات المستقلة المناصرة له، والتي أخذت تتساءل كيف تمكّن شخص واحد من اختراق ماكينة السياسة الأمريكية، وكبار شخصياتها، وأجهزة مخابراتها، وشركاتها الكبرى؟
لم يكن إبستين مجرد معلم رياضيات انتقل بالصدفة إلى مركز النخبة السياسية والمالية بل كان «واجهة اجتماعية لجهاز استخباري صمم ليفسد ويبتز ويهيمن». مع بدء انتشار فضائح إبستين، والتفاف الدائرة حوله، تحوّل وكر الدبابير الكبير هذا من المستفيدين والضالعين والمتورطين، إلى خطر يجب التخلّص منه.
حسب مقالات عديدة نشرت مؤخرا، فإن العامين الأخيرين شهدا مؤشرات لافتة على تضعضع في سطوة اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، ففي حين شارك 24 نائبا ديمقراطيا في رحلاته عام 2023، لم يشارك هذا العام سوى 11 من أصل 33، وانسحب سبعة في اللحظات الأخيرة، كما قام أحد النواب، هكيم جيفريز، المعروف بمشاركاته المتكررة، بالامتناع عن الذهاب، كما بدأ نواب بإرجاع التبرعات المرتبطة باللوبي، وأعلن آخرون توقفهم عن قبول أموال من «أيباك» (المؤسسة الأكبر ضمن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا).
هناك وقائع عديدة أخرى تشير إلى تحوّلات في الرأي العام الأمريكي، منها انتصارات يسار الحزب الديمقراطي في عدة ولايات، التي كان أبرزها انتخاب زهران ممداني، وكذلك وجود تيّار متزايد من أنصار ترامب يشارك في انتقاد إسرائيل، والحقيقة أن هذا واحد من عوامل عديدة، بينها جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وتصاعد توجّه عالميّ ضدها، وهو ما أدى لتراكمات شاركت فضيحة إبستين في إظهارها.


