اتصل بنا
 

السفير الأمريكي والناطور الاردني ..دبلوماسية اللحى في زمن الصخب

نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 21:43

السفير الأمريكي والناطور الاردني .. دبلوماسية
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
تقوم جولات مثيرة بالسفير فوق العادة والمفوض لدى البلاط الملكي الهاشمي، السفير جيمس هولتسنايدر.
جولات لا تخرج عن سياق ما اعتاد عليه السفراء، لكن عدسة الكاميرا الأردنية مسلطة عليه بصورة أكثر تركيزا، وهذا أمر مفهوم.
أن يقوم سفير دولة لها ثقل استراتيجي كالولايات المتحدة بجولات مكثفة واجتماعات مع مختلف الأطراف في المملكة، هو أمر اعتدنا عليه.
تتعلق هذه الجولات بمحاولة شخصية من السفير نفسه لفهم الأوضاع المحلية، أو قراءة اللوحة الأردنية الاقتصادية والاجتماعية، والتطورات السياسية من مصادرها المباشرة الرسمية وغير الرسمية.
الرجل ذو الخلفية الأمنية العسكرية، يسعى – كما يسعى أقرانه الآخرون – إلى إقامة شبكة علاقات قوية لا تقتصر على الدوائر الحكومية والسياسية الرسمية، بل تمتد لتشمل القطاع الخاص، والمجتمع المدني، وقادة الرأي، وشرائح مختلفة من المجتمع.
وهو إذ يقوم بذلك شخصيا، فالأدوات الأمريكية ليست بحاجة إلى أن يقوم السفير بنفسه بهذه المهمة، لكنه يريد – وهو يرسم سياسات بلاده تجاهنا – أن تكون لديه صورة شاملة واضحة، من دون الاكتفاء بما يُقال له، سواء من مصادر أمريكية أو رسمية محلية.
ربما يحق للبعض وصف السفير الأمريكي بأنه، في الحقيقة، سفير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديدا، وليس حتى الإدارة الأمريكية.
فالأداء السياسي المؤسسي الذي ينتهجه ترامب يجعل الحديث عن "الأداء المؤسسي الأمريكي" غير دقيق. لدينا هنا رئيس يقدم نفسه بشكل غير معتاد، أعيا الكرة الأرضية حتى حارت به أشد الحيرة.
ندرك أنه يراد من السفير هولتسنايدر أن يكون استثنائيا، وهذه الاستثنائية تموضع بها الأردنيون في الدقيقة الأولى التي أُعلن فيها عن تعيينه. اللوحة العامة لأعضاء إدارة ترامب تهتم بالشكل كما بالجوهر. وبرغم أن السفير الأمريكي في الأردن حتى الآن لم يتحدث بما يذكرنا بترامب، كما يفعل مثلا مبعوث ترامب إلى سوريا توماس باراك، فإن الأمر ربما يعود إلى سر الساحة الأردنية التي يدرك الأمريكيون حساسيتها.
حتى اللحظة، فإن الظن أن السفير جيمس هولتسنايدر لن يتحدث بما يشكل إحراجا رسميا أردنيا أمام الشارع الأردني. فالرجل يعرف جيداً أنه إذا أراد الحصول على العنب، فإن عليه الحرص على عدم مجادلة الناطور. لكن من يدري؟ لعل شبح ترامب، أو ملامح أسلوب توماس باراك، يغلبان ذات سهو.

نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 21:43

الكلمات الأكثر بحثاً