(شوية معزة وتيس) خير من مركز شبابي بربع مليون دينار بلا طريق
نيسان ـ نشر في 2025-12-24 الساعة 11:52
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
في أيام مضت، وعندما يشتد البرد، كان أهلنا يدخلون ماشيتهم إلى غرفة الطين التي ينامون فيها، حماية لحلالهم من الهلاك.
وأنا أقرأ تقرير ديوان المحاسبة عن مبنى مركز شباب بدر، تمنيت لو أن المبنى غرفة طين تحوي (شوية معزة وتيس)، يتقدمهم حمار تزين رقبته أجراس صفراء، فاقع لونها .
لم أستغرق كثيرا في تفاصيل تقرير ديوان المحاسبة (رقم 73 لسنة 2024)، الذي أشار إلى إنشاء مبنى مركز شباب بدر في منطقة بدر بتكلفة بلغت 256,574 دينارا، وأن هذا المبنى لم يشغل حتى الآن رغم مرور سنتين على استلامه.
لكن ما أثار انتباهي حقا هو أمران؛ الأول أن المبنى – لعدم توفير الحماية اللازمة – تعرض للعبث والسرقة أكثر من مرة، والثاني أن الشارع المؤدي إليه لم يفتح بعد، فلا طريق نافذا يربط بين الشارع الرئيسي والمبنى؛ ما يعيق الحصول على التراخيص اللازمة لتشغيله.
قرأت أن هذا المبنى بلا طريق يوصله، فتذكرت أن السياسات الرسمية الاقتصادية قد تسمع بها من بعيد، أو حتى تشتم غبار العجقة حولها، لكنك كمواطن لا تصل إليها أبدا.
مثل مبنى مركز شباب بدر، ترى السياسات من بعيد، وتسمع عنها، لكنك تصطدم بعقبة رئيسة: لا تلمس أثرها عليك. طريق لا يقيك حر الصيف ولا برد الشتاء – تراه من بعيد فقط.
وكما تُنفق الحكومة الملايين على سياساتها الاقتصادية، أنفقت من جيوبنا على مبنى مركز شباب بدر مبلغ 256,574 دينارا، وعلينا أن نشكرها ونرفع أكف الضراعة إلى السماء أن يطيل الله عمرها ويبيض وجهها .
تخيلوا معي: كم فارقا ستحدثه هذه المبالغ لو وزعت كمنح لخمسين شابا مزارعا لبدء مشاريعهم، أو لطبيب عاطل عن العمل لينطلق بمشروعه، أو لمهندس، أو غيرهم... أليس أجدى؟
مشكلتنا، مثل هذا المبنى، ليست مع السياسات الرسمية في حد ذاتها، بل مع أثرها (أو انعدامه) علينا. فما نسمعه على لسان المسؤولين شيء، وما نراه على الأرض شيء آخر تماما. بل أزعم أن أثر السياسات الرسمية، ولا سيما الاقتصادية منها، سلبي إلى درجة تدعونا للقول: لو أنهم صمتوا، لكان خيرا لنا ولهم.
في أيام مضت، وعندما يشتد البرد، كان أهلنا يدخلون ماشيتهم إلى غرفة الطين التي ينامون فيها، حماية لحلالهم من الهلاك.
وأنا أقرأ تقرير ديوان المحاسبة عن مبنى مركز شباب بدر، تمنيت لو أن المبنى غرفة طين تحوي (شوية معزة وتيس)، يتقدمهم حمار تزين رقبته أجراس صفراء، فاقع لونها .
لم أستغرق كثيرا في تفاصيل تقرير ديوان المحاسبة (رقم 73 لسنة 2024)، الذي أشار إلى إنشاء مبنى مركز شباب بدر في منطقة بدر بتكلفة بلغت 256,574 دينارا، وأن هذا المبنى لم يشغل حتى الآن رغم مرور سنتين على استلامه.
لكن ما أثار انتباهي حقا هو أمران؛ الأول أن المبنى – لعدم توفير الحماية اللازمة – تعرض للعبث والسرقة أكثر من مرة، والثاني أن الشارع المؤدي إليه لم يفتح بعد، فلا طريق نافذا يربط بين الشارع الرئيسي والمبنى؛ ما يعيق الحصول على التراخيص اللازمة لتشغيله.
قرأت أن هذا المبنى بلا طريق يوصله، فتذكرت أن السياسات الرسمية الاقتصادية قد تسمع بها من بعيد، أو حتى تشتم غبار العجقة حولها، لكنك كمواطن لا تصل إليها أبدا.
مثل مبنى مركز شباب بدر، ترى السياسات من بعيد، وتسمع عنها، لكنك تصطدم بعقبة رئيسة: لا تلمس أثرها عليك. طريق لا يقيك حر الصيف ولا برد الشتاء – تراه من بعيد فقط.
وكما تُنفق الحكومة الملايين على سياساتها الاقتصادية، أنفقت من جيوبنا على مبنى مركز شباب بدر مبلغ 256,574 دينارا، وعلينا أن نشكرها ونرفع أكف الضراعة إلى السماء أن يطيل الله عمرها ويبيض وجهها .
تخيلوا معي: كم فارقا ستحدثه هذه المبالغ لو وزعت كمنح لخمسين شابا مزارعا لبدء مشاريعهم، أو لطبيب عاطل عن العمل لينطلق بمشروعه، أو لمهندس، أو غيرهم... أليس أجدى؟
مشكلتنا، مثل هذا المبنى، ليست مع السياسات الرسمية في حد ذاتها، بل مع أثرها (أو انعدامه) علينا. فما نسمعه على لسان المسؤولين شيء، وما نراه على الأرض شيء آخر تماما. بل أزعم أن أثر السياسات الرسمية، ولا سيما الاقتصادية منها، سلبي إلى درجة تدعونا للقول: لو أنهم صمتوا، لكان خيرا لنا ولهم.
