اتصل بنا
 

غزة 2025 .. خراب يلتهم المعمار وخسائر اقتصادية تتجاوز 33 مليار دولار

نيسان ـ نشر في 2025-12-31 الساعة 18:01

غزة 2025 .. خراب يلتهم المعمار
نيسان ـ مع لملمة عام 2025 لأوراقه الأخيرة، أزاح المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الستار عن جردة حساب مروعة، تعكس حجم الاستئصال الممنهج الذي كابده نحو مليونين وأربعمائة ألف فلسطيني.

فالقطاع المحشور في زاوية الموت لم يعد مجرد بقعة منكوبة، بل استحال إلى مسرح لأكبر كارثة إنسانية ومادية في القرن الحادي والعشرين، بخسائر تقديرية بلغت نحو 33 مليار دولار أمريكي طالت خمسة عشر قطاعا حيويا.
فاتورة الدم: جنائز لا تعرف الهدوء
لم تتوقف أرقام الشهداء عن التصاعد طيلة مائتين وثمانين يوما من القصف المتواصل؛ إذ سجلت المشافي وصول جثامين 25,717 شهيدا، بينما لا يزال القدر يخفي مصير أكثر من 3,400 مفقود لا يعلم ذووهم إن كانوا تحت الأنقاض أو اختطفتهم المنية في ميادين أخرى.

ويبرز في هذه المحرقة أن الصغار والنساء كانوا القربان الأكبر، حيث ارتقى 5,437 طفلا، ليشكلوا مع النساء وكبار السن نصف الحصيلة النهائية تقريبا. كما سجلت الطواقم الطبية نحو 62,853 جريحا، واعتقال أكثر من ألفين وسبعمائة مدني.

سلاح الأمعاء الخاوية وبرد الخيام
بعيدا عن شظايا القذائف، فتك "الجوع الممنهج" بأجساد المحرومين، حيث ارتقى 475 شهيدا جراء سوء التغذية، بينهم 165 طفلا. وفي مخيمات النزوح القسري، سرق الصقيع أرواح أربعة أشخاص، فيما قضى تسعة عشر آخرون نتيجة انهيارات في المنازل المصدعة أمام المنخفضات الجوية.

وأشار التقرير إلى مأساة صحية تمثلت في وفاة 622 مريض كلى نتيجة غياب الرعاية، فيما تعرضت نحو 4,441 امرأة للإجهاض القسري نتيجة التردي البيئي والنفسي.

إبادة المعمار وسحق الهوية
لم تعد للمدينة معالم؛ بعدما أطيح بـ 90% من البنية العمرانية. وسكبت طائرات الاحتلال ما يزيد على 112 ألف طن من المفرقعات، لتحيل 106,400 وحدة سكنية إلى أثر بعد عين، وتجعل نحو 66,000 منزل بقايا ركام غير صالح للحياة.

وشمل هذا المحو المقابر أيضا، إذ تم تدمير 21 مدفنا وسرقة نحو 1,700 جثمان، فيما طالت الاستهدافات المساجد والكنائس والمواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ.

اقرأ أيضا: 2025.. "عام الإبادة" يطوي صفحته الأقسى في غزة.. مخاوف التهجير و"الوصاية الدولية" ترسم المشهد

مناظر من موت القطاعات الحيوية
القطاع الصحي: خرج 22 مستشفى عن القدرة التشغيلية، وبات 12,500 مريض سرطان يواجهون الفناء بلا كيماوي.

تدمير العقول: حرم 785 ألف طالب من حقهم في التعلم بعد تضرر 95% من المدارس، وارتقاء أكثر من ألف طالب ومائة كادر أكاديمي.

الأرض المحروقة: تلاشت الخضرة بعد جرف 80% من المساحات الزراعية، وتحولت مزارع الدواجن والأبقار إلى أراض قاحلة.

حصار الأنفاس وختام المشهد
ومع إغلاق المعابر لأكثر من مائتين وعشرين يوما، منع دخول نحو 132 ألف شاحنة إغاثة.

وبات كابوس الفناء يطارد 650 ألف طفل مهدودين بالجوع، في حين ينتظر 17 ألف جريح مصيرهم بعد منعهم من السفر للعلاج.

ختم المكتب الإعلامي تقريره السنوي بتحميل الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذه النكبة المتجددة، مناشدا العالم أن يستفيق على صدى هذه الأرقام التي لم تعد مجرد توثيق، بل هي صرخة وجود في وجه الفناء.

نيسان ـ نشر في 2025-12-31 الساعة 18:01

الكلمات الأكثر بحثاً