إضراب عن (قضاء الحاجة والاستحمام) !!
ماجد شاهين
أديب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-06 الساعة 20:25
أن تنهض من نومك ، و تسرع لكي تتغوّط أو تقضي حاجتك ، فذلك أمر طبيعيّ تقتضيه الحاجة البيولوجيّة والجسديّة وربّما النفسيّة !
ذاك أمر معقول و فيه نفع للبدن وللنفس .
لكن أن تنتهي من قضاء حاجتك و تفتح صنبور الماء و تجد أن " المياه مقطوعة " ولا مياه في داركم و لا ما يحزنون ، فالأمر جد ّ
مربك و مثير للحنق .
.. تحاول أن تستكشف الأمر ، فترى خزّان المياه ، الخاص ببيتك المُستـَأجـَر الصغير ، فارغا ً .
كل ّ ما في الأمر أن مشهدا ً فانتازيـّا ً يتشكّل أمامك .
الجهات الموزعة للمياه تقول أن العكورة لا تزال قائمة وأن الضخ الجديد بعد تأخير عن الموعد قد لا يعود في أيام قريبة .
كل ّ ما في الأمر أن ّ الغيم حين يسّاقط منه المطر ، تُصاب آبار المياه المجاورة بالتلوّث ، فتنداح و تنجرف ، بفعل المطر والسيول ، إلى الآبار أتربة و أعشاب و حيوانات نافقة و ربّما غائط و مياه مختلطة بنفايات و أوساخ من الجوار ، كما تزعم الجهات المسؤولة عن الضخ .
لا يصيبكم الذهول ولا تدهمكم الدهشة ، نعم .. في مدينتنا تُصاب آبار المياه المغذية لنا بالتلوث و العكورة ، كلما هطل الغيم ماء و كلما عمّت أمطار الخير .
..
وردّات الأفعال التي سمعناها عبر سنوات من هذه المعاناة كانت من المترفين و جاءت في السياقات والعناوين التالية :
__ ارحل من المدينة إلى مدينة أخرى ! .. هذه دعوة كريهة .
__ ضع خزان ماء إضافي فوق سطح البناية ! .. لا توجد مساحة لذلك لأن البناية مكونة من مجموعة من الشقق في طوابق عديدة .
__ احفر بئرا ً في ساحة منزلك !.. بئر في شقّة سكنية ؟
..
لا أحد أحال الأمر إلى ضرورة أن تنهض المؤسّسة الرسميّة بدورها في معالجة المشكلة .
لا أحد ألقى باللائمة على المجاورين للآبار و دعاهم إلى التوقف عن دفع أوساخهم مع مياه الشتاء ، إذا كان صحيحا ً ما يُقال عن تسببهم في تلويث المياه وتعكيرها .
لا أحد يدري عن أحد .
..
أنا سأقترح حلا ّ ً واحدا ً ، قد ينفع في تقنين استهلاك واستخدام المياه في المنازل وبالتالي تجنب المشكلات الناجمة عن تأخير ضخ المياه .
الحل عندي هو : أن يجري تقنين التغوّط والتبوّل و الاكتفاء بوضوء واحد لكل الصلوات و محاولة جلب وشراء الطعام الجاهز لكي لا تتسخ الأواني والأدوات المنزلية .. النساء مطالبات بتقليل أعمال الجلي و تقليص عدد مرات الغسيل و الشطف .
..
ربّما يكون مفيدا ً لو حددت الحكومات عدد أكواب المياه المسموح شربها للفرد الواحد .
والحكاية حكاية
والرواية لا تنقصها سوى أن يعلن الناس إضرابهم عن الاستحمام وغسل الوجه والجسد و التوقف عن تبديل الملابس .
يبدو أنه صار مطلوباً أن نعلن يوما ً وطنيا ً " لرفض الماء وعدم استخدامه " ، يشبه " يوم الوساخة العالميّ " .
كيف ستغدو رائحة الأمكنة والشوارع فيما لو امتنعنا عن تناول وتداول واستخدام الماء لفترة أسبوع مثلا ً ؟
..
هل سنموت من شدّة العفونة والرائحة المنتنة ؟
هل ستغدو البلاد برائحة موحدة ؟