اتصل بنا
 

تغريبة اليسار إلى شرم الشيخ.. الفعل النضالي العنيف

نيسان ـ نشر في 2016-01-08 الساعة 10:31

x
نيسان ـ

محمد قبيلات ... غادر الرفاق _ بيمن من الله ورعاية من لدّنه _ مطار ماركا ظهر الجمعة، متوجهين إلى المدينة الساحلية المصرية المشمسة، شرم الشيخ، في رحلة تضامنية مع الجمهورية العربية المصرية، تحت عنوان (المواجهة المفتوحة مع الدول الغربية الإمبريالية)، التي أوقفت رحلاتها السياحية الى هناك، بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية.

كان يمكن أن يكون لهذه الرحلة معان كثيرة غير النقاهة، لو أن وجهتها كانت غير وجهتها، ولو أن توقيتها غير توقيتها، ولو أن "اليسار" ظل في خندقه كمدافع عن المقهورين في وجه الظَلَمة، ولو أنها كانت باتجاه مضايا - على سبيل المثال - لا للحصر، للتضامن مع المحاصرين هناك، فأنْ تبعث بكسرة خبز إلى هناك خير من أن تُشعل الشمعات كلها على سبيل لعن الظلام في ليلة حمراء.

كان يمكن للرحلة أن تكون مجدية، لولا ما يُحيطها من التباس، فالذين يقاطعون الآن شرم الشيخ مقاطعة فعلية مؤثرة هم الروس، لكن لا ضير من بعض التناقضات التي تتخلل مسيرة النضال، فهم الآن يلعنون الربيع العربي ويؤيدون السفاحين والانقلابيين بدل أن يكونوا في الطرف الآخر.

ربما يزيد التباسات الرفاق هذه الأيام الموقف الروسي من تجربة كوريا للقنبلة الهيدروجينية، وكذلك الموقف الشائك من إيران بعد تطاولها على دول عربية، ناهيك عن التوافقات الروسية الإسرائيلية، وكذلك التوافق الروسي مع الإدارة الأمريكية على الحل "المشّرف" لكل الأطراف في سوريا.

فمن التباس إلى التباس إلى تخبط، وجميعها إقليمية أو دولية، في ظل الغياب التام لاهتماماتهم في القضايا المحلية، فالرفاق يوزعون المهمات الآن فيما بينهم ضمن قوس الفنادق المتشاطئة على البحر الأحمر والمحيط الهادي.

والمهم الآن ما سينعم به الرفاق من شمس، ومن تمتع بميزات الرحلة التشجيعية ومن ضمنها الـ (full board) والأسعار المتدنية التي لا تتجاوز ثمن التذكرة الى القاهرة ذهابا وإيابا، فأي نضال أفخم من هذا النضال!؟ فنعم للاسترخاء هناك، على تلك الشواطئ ذات الرمال الذهبية، وكفى الله الرفاق شر القتال، وشرور الفقراء ومظاهراتهم البائسة التي تجلب مقارعة رجال الأمن المدججين بالهراوات.

وعلى الأغلب لم يسمع الرفاق عن رفاقهم من جماعة علوش "جك" الذين تم زجّهم في "دار خالتهم" البارحة، وليس من داعٍ لتأجيل مهمتهم النضالية التاريخية الداعمة لدولة شقيقة أمام هكذا تفصيلة صغيرة، وإنهم لماضون في مقارعاتهم الخارجية حتى لو اقتضى الأمر الوصول الى رأس الرجاء الصالح وليس الوقوف عند شرم الشيخ فقط.

عاش النضال العنيف.

نيسان ـ نشر في 2016-01-08 الساعة 10:31

الكلمات الأكثر بحثاً