اتصل بنا
 

(صلاة استسقاء خاصة) .. نريد حصتنا من المطر .. فمتى تسقي العطاش؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-13 الساعة 09:51

x
نيسان ـ

محمد قبيلات .. لسنا من القانطين، لكنّا نريد حصتنا من المطر، من الريح، من الزمهرير.. أتيناك نروم الوفاء، من دون وسطاء، فمتى تسقي العطاش؟

نريد أن تعود إلينا حقول القمح بكامل هيبتها، والبيادر بكامل أُبهتها، نريد أن نعيش تلك اللحظة من الاستمتاع بتموجها الرزين راقصة، نريد الدحنون .. نريد الخَضَار، لا نريده كلأً، نريده بساطا مزركشا بألوان الحياة، تتكحل به أعين طالما أرهقهتها الألوان الشاحبة المهيمنة على الجرود.

سئمنا الحصانة من البرد الجاف بملابس الشتاء الثقيلة، نريده مطرا كما في الأعاصير.

مطر يغسل النفوس، قبل أن يهذب شعث الأرض، نريده كامل النقاء، يُنظف الأرض بصرامة لا يأتيها لين من صوب.

لا عليكم أيها السادة، سكان المدينة، يا من اكتفيتم بألوان الورود البلاستيكية، انظروا من نوافذكم الحصينة وتحسسوا الدفء المنبعث من الرخام أسفلها، وتحملوا تلك الرشقات على سياراتكم المصفحة، ما هي إلا سويعات، وتتسرب كل هذه المياه الى برك السباحة الخاصة بكم.

وأنتم أيها الزاعقون في الإذاعات المحلية، اصمتوا قليلا، فالغيمات الحاملة إلينا الماء بأجنحتها، يزعجها زعيقكم، تزعجها تحذيراتكم، وتكراركم، ولا أسهل عليها من أن تحرف طريقها، نعم .. هي أسراب القطا، تفرُّ إلى مطارح نائية عن الزعيق... فاصمتوا قليلا، تواطأوا مع رغباتنا باستدراجها.. رجاء.

وأنتم أيها الدعاة الأجلاء، اعفونا من وساطاتكم مع السماء، اتركونا مرة واحدة نفحص حبها لنا من دون شفاعاتكم، ودعونا نمارس التضرع على طريقتنا من دون طقوسكم، نريد أن نخرج من جلابيبكم وأقنعتكم، نريد التحرر من وساطاتكم، فلم نعد نثق بأن السماء تحبكم.

وأنت أيها الأمين، اترك الأمطار وشأنها، فالمياه تصنع مجاريها، وكل تدخلاتك السابقة لم تضف شيئا، فاترك للطبيعة فرصة أن تملأ فراغاتها، واسترح من أضواء الكاميرات.

نريده مطرا يُجيد الصفع، يصفعنا جميعا فنصحوا. إلى متى هذا التغييب والغياب؟ إلى متى هذه القسوة المشفوعة بالقحط؟ إلى متى هذا الانحدار في اليباب؟

نريده غيثا وحَياً، نريده عُباباً ودقا، وأن يمنحنا حَبُ المزن وحَبُ الغمام، نريده بَرَدَاً.

نيسان ـ نشر في 2016-01-13 الساعة 09:51

الكلمات الأكثر بحثاً