اتصل بنا
 

جعفر.. زُف مرتين بأقل من شهر

نيسان ـ نشر في 2016-01-29 الساعة 14:49

x
نيسان ـ

قبل أقل من شهر كانت البسمة لا تفارق وجنة الشاب جعفر حمادة (23عامًا) وهو يرتدي بدلة زفافه ليزف إلى عروسه في فرحٍ بهيجٍ علّت فيه الزغاريد، لكنه اليوم كان على موعد مع حفل من نوع آخر بطعم الشهادة.

ولم يمنع حمادة الذي يسكن حي التفاح شرق مدينة غزة، كونه حديث الزواج أن يقضي "شهر العسل" مع عروسه، ويذهب ليكمل دوره في ميادين "الإعداد والتجهيز"، بل وليشارك في تدريبات عسكرية؛ وفق مقربين منه.

وارتقى سبعة من مقاومي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" بينهم حمادة، أثناء ترميهم لنفق قديم لها نتيجة الأحوال الجوية السيئة في قطاع غزة، بعد فقدان الاتصال بهم مساء الأربعاء الماضي.

سرية شديدة

الدموع التي ارتسمت على وجه شقيقه عبيدة (18عامًا) لم تقطعها مواساة المعزين بل فتحت بحرًا من الذكريات، بينما لا يتمالك نفسه بين الفينة والاخرى فيجهش بالبكاء، وحينها خرجت منه كلمات متقطعة لمراسل "صفا" "أخي لم يرحل".

ويقول حمادة: "جعفر لم يرحل ويتركنا إلا لشيء أعظم وأكبر عند الله إلا وهو الجهاد والمقاومة.. لقد كان لوالدي صبرهما الله على فراقه أكثر من أخ وصديق وابن لهما، وطالما كنت أغبطه على الحفاوة التي يلقاها منهم".

ويمتع جعفر بسرية كبيرة خلال عمله في كتائب القسام، وأن استشهاده في إحدى أنفاق المقاومة كان أمرًا صادمًا للعائلة؛ لأن جل عمله كان بصحبة والدي، فهو يعمل نجارًا في الورشة، بعيدًا عن المقاومة. يضيف بدموع حارقة.

ويوضح أن شقيقه تردد كثيرًا قبل زواجه، ولم يكن يرغب بالإقبال على هكذا خطوة مصيرية إلا بإلحاح من والدته وجدته بصفته أكبر إخوانه، وشاءت الأقدار أن يتزوج ويرحل سريعًا.

رحيل صادم

وفي حي التفاح، ثمة صدمة خلفها رحيل حمادة التي اعتادت عليه وحفظت ملامحه عن ظهر قلب، ذلك لأنه كان الحاضر الدائم في جميع أفراحها واتراحها، كما يقول صديقه المقرب.

ويؤكد حمادة أنه نجا من محاولة استهداف حقيقية خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014؛ بعدما خرج من رباطه وأصرّ على تفقد أهله وجيرانه بحي التفاح شرق غزة.

ويؤكد حرصه على حضور الدورات العسكرية والإلمام بها استعدادًا لأي مواجهة، مضيفاً "كان وضعه المعيشي يسيرًا، لكنه يخرج للرماية، ويسدد ذلك بشراء ذخيرته من ماله الشخصي".

وعن أخلاقه، يشير إلى أنه كان محبوبًا لدى من يعرفه ويحظى بعلاقة مميزة معهم، فيما عرف عنه الحياء الشديد، مبينًا أنه يتسم بالسماحة والتواضع عبر حرصه على عدم وقوع أي عداوة مع أحد.

ويلفت ابن عمه علاء لمراسل "صفا" إلى أن حمادة كان مولعًا ومتميزًا برياضة "الجمباز" بعدما اتقنها عن والده، وعرف بممارسته للرياضة في أوقات الفراغ، حيث يتمتع بلياقة بدنية عالية.

ويوضح أنه انشغل قبل عام من زواجه بالبحث عن عمل لمساعدة عائلته نتيجة وضعهم المعيشي وكونه أكبر اخوانه لترتيب حياته الشخصية.

نيسان ـ نشر في 2016-01-29 الساعة 14:49

الكلمات الأكثر بحثاً