اتصل بنا
 

بنكيران وشباط .. العداوة ثابتة والتحالف قبل الانتخابات

نيسان ـ هسبريس ـ نشر في 2016-04-11 الساعة 13:59

x
نيسان ـ

لا يمر أي نشاط حزبي لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، دون أن يتحدث فيه عن حزب الاستقلال، وعلاقته الجيدة معه، واشتراكهما في المرجعية نفسها، دون أن يغفل عتابه الحاد لأمينه العام حميد شباط، بسبب انسحابه من حكومته التي قاد نسختها الأولى بستة وزراء يحملون شعار الميزان.

واختار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية نشاطا داخليا لحزبه بسلا، يوم السبت، ليعود إلى انسحاب شباط من الحكومة، مؤكدا أنه "انتبه إلى الخطأ التاريخي الذي وقع فيه"، ومضيفا: "لم نخاصم حزب الاستقلال لأننا مثل الإخوة"، حسب تعبيره.

وقال بنكيران في هذا الصد: "لا يمكن معاداة حزب يضم علماء وأعلام الوطن، ولأننا نحمل المرجعية نفسها"، مبديا أسفه تجاه أمينه العام الحالي حميد شباط، "لأنه اتبع ما قيل له؛ لكنه انتبه إلى أنه كان في الوهم فعاد إلى الصدق"، ليضيف: "قام بمصالحة داخلية، وبذل مجهودا، ونحن لم نؤاخذه، وقلنا عفا الله عما سلف، وتصالحنا معه".

كلام رئيس الحكومة الذي يتكرر في كل مرة عن "حزب الميزان" سبق لشباط أن أعلن رفضه له، مخاطبا بنكيران بالقول: "ليس من حقك التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب"، ومطالبا إياه بأن "يَخْطي عليه حزب الاستقلال" بالقول: "هذا ماشي شغلك..نحن رفعنا شعارا ضد التحكم".

ولم يتأخر رد "حزب الميزان" على تصريحات بنكيران، إذ استغرب ناطقه الرسمي، عادل بنحمزة، كون رئيس الحكومة "وفي كل مرة يتحدث فيها عن حزب الاستقلال وقيادته يستعمل عبارات غير لائقة ولا تساعد على بناء الثقة"، داعيا إياه إلى "أن ينتقي عباراته جيدا في المستقبل".

وقال بنحمزة في "تدوينة" له على "فيسبوك": "حزب الاستقلال لم يخطئ عندما غادر الحكومة.. الذي أخطأ هو الذي أساء تدبير التحالف الحكومي ولم يقدر وجود حزب الاستقلال في حكومته، وصدق من كان يقول له إنه يمكن أن يستمر داخل الحكومة رغم رفض الاستماع إلى وجهة نظره"، وزاد موضحا: "بخصوص المصالحة الداخلية لحزب الاستقلال فهي شأن الأسرة الاستقلالية، والسعي إلى الصلح كان مباشرة بعد نهاية المؤتمر الوطني للحزب".

الدكتور جواد الرباع، باحث في العلوم السياسية، ومهتم بقضايا التنمية والسياسات العامة الترابية، سجل أن "التحركات والتقارب الأخير وتصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، تأتي في إطار الاستعدادات الجارية لانتخابات 07 أكتوبر 2016"، مذكرا بمخرجات انتخابات 04 شتنبر 2015، من خلال انتخاب رؤساء الجهات ومجالس المدن، خصوصا انتخاب رئيس مجلس المستشارين الذي يعتبره بنكيران "جاء ضمن سياق تحكمي".

وقال الرباع، في تصريح لهسبريس: "التقارب والتصريحات الأخيرة يروم من خلالهما أمين حزب العدالة والتنمية التأسيس القبلي للتحالفات المقبلة، والخريطة السياسية للانتخابات المقبلة لمواجهة حزب الأصالة والأصالة، الذي يعتبره لم يأت في سياق طبيعي"، مشددا على أن ذلك يأتي للإعداد القبلي للانتخابات المقبلة والتحكم في مخرجاتها.

الرباع قال إن "نقاش المؤتمرات والتجمعات الحزبية والتحالفات لا يمكن اعتباره شأنا داخليا، بل هو شأن عام من حق الرأي العام نقاشه والتداول فيه، وكذا التأثير في قراراته واختياراته ومساراته"، مبرزا أن "النقاش حول الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية يعتبر مدخلا أساسيا نحو تكريس ديمقراطية داخلية، واعتماد آليات شفافة وواضحة في الممارسة الحزبية".

من جهة ثانية، يرى الدكتور في العلوم السياسية بجامعة مراكش أن "التحالفات المقبلة ستهيمن عليها القرارات الأخيرة، لكن بما سيؤثر على أحزاب الأغلبية الحكومية، لكونها فتحت مجموعة من الملفات التي تمس الطبقة الوسطى"، منبها إلى أنه "سوف يكون لها انعكاس على اختيارات وتوجهات هذه الطبقة التي عانت من هذه الاختيارات، بالإضافة إلى ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية التي تهم بعض الفئات المهنية".

في هذا الصدد، يرى الرباع أن توفر أي حزب على الأغلبية لن يكون ممكنا، مشيرا في هذا الصدد إلى "طبيعة التقطيع الانتخابي الذي لا يفرز أغلبية منسجمة ويتجه إلى بلقنة المشهد السياسي والتحكم في صناعة الخريطة الانتخابية المقبلة".

نيسان ـ هسبريس ـ نشر في 2016-04-11 الساعة 13:59

الكلمات الأكثر بحثاً