همسات خافتة على قارعة الطريق نص لـ (سهى عبد الهادي)

نيسان ـ

أحيانا أحب أن اتأمل وجوه الناس من حولي ، عندما أقف على الإشارة الحمراء أتفرس في وجوه السائقين والمارة ، احاول أن أستنطق ملامح وجوههم ، أفكارهم ، مشاعرهم ، وهمومهم الصغيرة.. قسط الجامعة ، مصروف البيت ، جرة الغاز ، أقساط المدرسة ، فاتورة الكهرباء ............

يطاردني وجه عامل النظافة الذي يحوم حول سيارتي بكل هدوء وأدب ولسان حاله يقول أشياء كثيرة دون أن ينطق بحرف .

احاول اكثر وأكثر فاصطدم بعيون قلقة ناطقة رغم التردد والصمت ، احاول ترجمة النظرات الممتدة بعيدا إلى كلمات فأجدني أكتب بلسانهم هموم أوطان صغيرة تقف كل صباح على الإشارة الحمراء .

أسمعهم يهمسون :

نصمت ...... عندما نفقد الأمل

نصمت ...... عندما يترقرق الدمع في العيون

وعندما يحاصر الحزن قلوبنا

تمسي نظراتنا خاوية

لا مرفأ يأويها ولا شاطئ

تنبض قلوبنا ببطء

بلا روح فيها ولا حياة

حين تجافينا الكلمات

وتخنقنا العبرات

نغرق في مرارة الحيرة

نستنجد بالصمت

فيأتي مثقلا كما نحن .