اتصل بنا
 

الأردن.. صحافيون يفرّون من لهيب أخبار المنطقة إلى سحر أوسلو.. صور

نيسان ـ عدسة يوسف شكارنة ـ نشر في 2016-05-17 الساعة 22:14

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

تنفلت قهقهات الكوميديان شريف الزعبي، وصديقه الصحافي أسامة الرواجفة على شواطئ نهر قولما، في العاصمة النرويجية، أوسلو، فيغدو معها التوقف عن الضحك ضرباً من الخيال.

لا شك أن جنة المكان وتعرجات الزمان ستغريان الصديق رمزي الغزوي على ابتداع عمل أدبي ناضج، يستند في رؤيته إلى إطار روائي غني بتفاصيله ومحطاته، ولن ينسى كيف تحلقن الصبايا حول الحياة؛ تعطشاً للضحك من دون تأويلات أو كلف.

منذ اللحظة الأخيرة التي اتكأت بها شذى الشمايلة على شنطة سفرها في بهو مطار الملكة علياء الدولي، بعد أن أعدتها بهدوء، كانت تدرك جيداً أن "رنات" ضحكات الزملاء ستتكفل برسم تجربة عصية على النسيان، ولن تطويها أيام العمر. هي رحلة مختلفة أذاً.

حسنا، كان نصيب الزعبي من كراسي الطائرة المتناثرة في الوسط، ولأن الوسط حالة لم يألفها الفتى، الذي طالما فضل البهجة بوصفها طريقاً ليناً للسعادة، فاعتاد غواية نفسه ومجاوريه بها بدلاً عن مقارعة قسوة الحياة وتفاصيل بؤسها.

البهجة بالنسبة للزعبي محطة آمنة، يتزود بها بأسباب البقاء، كما أنها توفر له سياقا مختلفاً في مضمونه ومآلاته، رغم اكتفائه بالغمز والتلميح بدلاً من الاسترسال والتصريح، لينصب شباك "المتعة المجانية" لمريدي الجمال من مرافقيه.

(كرش الزعبي)

مدّ الكويديان جسده على الكرسي، مفسحا المجال أمام "كرشه"، بعد أن قذف به بعضا مما تيسر من "ساندويشات" أعدت على عجل في المطار، ثم تناول "سماعات الهيدفون" في استعداد لبدء وصلة موسيقية يخلو بها مع نفسه.

"خلوة" لم يأذن لها كابتن الطائرة الذي طلب من المسافرين النزول أرضاً؛ لخلل ألم بطائرته على حين غرة؛ لكن الزعبي لم يفوّت الفرصة على زملائه في استثمار اللحظة، وتحويلها إلى مسرح طريف، شارك به كل من وجد في قلبه مثقال حبة من فرح.

وكأن الناس على موعد لقطاف وصلة فكاهية ندية، فكان أن رزقوا بفاكهة "زعبية" المنشأ، "طفيلية" الهوى، ولدت ساعات الفجر الأولى، على كراسي طائرة تركية فعبرت عن نفسها بتعليقات ساخرة، مشفوعة بـ"رنات" ضاحكة، نسجها طلاب متعطشون للفرح والمسرة.

على أية حال، اعتكف الزعبي والرواجفة وعمر الشوشاني وهاني عدس وإيهاب الزواتي، (رفيق المساءات الباردة)، في المقاعد الخلفية من وسائل النقل، في أوسلو، تاركين المجال فسيحاً أمام عدسة المصور، يوسف شكارنة الذي طوّع أدواته وإمكانياته، لترجمة كل ما وقعت عليه عين الكاميرا، في إصرار منه على إبقاء قلب رحلتنا أخضر.

الرواجفة لا يشبه أحداً

لم نكن على موعد حتى تلك اللحظة مع الكشف عن إمكانيات الشباب الغنائية، إلا أن خضرة المكان وأشجاره الباسقة وأنهاره الدافقة وروعة المكان؛ فجّرت طاقات ظلت أسيرة صدور أصحابها، حتى وصولنا أوسلو.

من كان منا يظن أن داخل الرواجفة يختبئ مغنٍ وموسيقار في آن؟. في الحقيقة الرواجفة لا يشبه أحداً.

نعم، أبهجنا الرجل بزراعة أسباب الفرح في كل مكان، حتى في الأرض اليباب، صحيح أنه لم يترك أبوته مع زملائه لحظة، إلا أنه مدّهم بـ"عناوين" و"محاور" لم تكن صحافية هذه المرة، بل مفرطة في إنسانيتها ودعابتها.

للرواجفة طريقته الساحرة في تأثيث المكان بإنسانية هادئة، من دون ضجيج، وهو أيضاً القادر على إتباع مفردات الأغنية بآداء حركي، يتماهى وأجواء فيروز الفرحة؛ ما جعل من الكرسي الخلفي مزدحماً بأصوات الفرحين.

ووسط انسجام الجميع واسترخائهم بين يدي الرواجفة، خاصة بعد أن تملكته اللحظة الغنائية الجادة، وأطلق العنان لصوته الفيروزي متسائلاً : مين اللي فتــح الردة ليشارك البعض بالجواب، "أنا اللي فتـــحت الردة"، فيما اكتفى كاتب هذه السطور بترديد جملة "رح روح" كلما غنى الرواجفة (ما بيصير تروح) مع صبغة هزلية، انتهت بمطاردة داخل الحافلة؛ تسببت بحالة من الذعر لسائق لم يسبق له معرفة أردنيين قرروا الفرح على طريقتهم.

تعاليل ناجح

فرح كثّفه الصديق ناجح الصوالحة بتعاليله ومناكفاته البسيطة، حتى غدت (الياه) محاكاة للهجة الأجنبية في لفظ (yes) علامة جودة، ميزت رحلتنا عن سواها، وبللت محطاتها بالدعابة.

"دعابة" حرص أحمد العودات وتيسير البطاينة وحمزة الوريكات، (أصحاب المقاعد الأمامية) على توسيع رقعة انتشارها وتكثيفها، سيما وأنهم يدركون جيداً أن ذاكرتنا مهترئة ومثقلة بأوجاع الدراسة واختباراتها.

عايد عيسى، وطارق بكري، اللذان تأبطا همنا في الذهاب والإياب، من دون كلل أو ملل، كانا يشعلان شمعة كلما لاح في الأفق نفق، في تحصين للرحلة من أي سوء طالع، فغدت "الطشة" بهما متعة لن تتكرر.

معزبنا

معزبنا، النرويجي فرودة، بدوره حفر في القلب مكانه الأعجمي؛ بعد أن كرّس جل وقته في إكرامنا، وتذليل كافة المعوقات من أجل تعميق الاستفادة وتأطيرها، سواء في الزيارت الرسمية أو الترفيهية.

أما راية يعقوب ووفاء حرب وساندرا زوايدة ورولا أبو الروس وشذى شمايلة ونور أبو زيد وإيمان عابدي فقد شكلن على مدى أيام الرحلة السبعة لونا خاصا ما كانت الرحلة الرمادية ستتلون لولاهن، فكن منطلقاً لبهجة كل من رافقهن في رحلة الطلاب، التي نظمها معهد الإعلام الأردني إلى النرويج، غرة الأسبوع الفائت. كان أسبوعا خارج الجغرافيا وليس الزمان فقط.

نيسان ـ عدسة يوسف شكارنة ـ نشر في 2016-05-17 الساعة 22:14

الكلمات الأكثر بحثاً