أزواجٌ في مطبخ رمضان.. تسلية أم مشاركة؟
نيسان ـ نشر في 2016-06-07 الساعة 12:35
في مجتمعاتنا العربية نردّد باستمرار عبارة “المرأة تشكل نصف المجتمع“، فهل ياتُرى يشكّل الرّجل نصف البيت؟
في الأدبيات الغربية ومعطيات المجتمعات الصناعية خُلعت الحواجب الملقاةُ على كاهل المرأة، فهي لم تبقَ راعية منزلٍ فقط بعد الآن، بل تجاوزت ما عُهد لديها من تقاليد وعاداتٍ موروثة دينياً وثقافياً، لتنطلق كما الرجل في صناعة المجتمعات، تاركةً وراءها مجتمعها الصغير (منزلها)، هذا في المجتمع الغربي، ولكن أين الشرق من ذلك؟
بنظرةٍ بسيطة لمجتمعنا الشرقي نلاحظ أن المرأة تقوم بالعملين، ونخص عمل البيت وهو مكثف بعمل المطبخ، وخاصّةً في رمضان، حيثُ تُضطرُّ إلى تحضير عددٍ كبير ومتنوّع من الأطباق الصّعبة والتي يتطلّبُ تحضيرها وقتاً طويلاً، على الرّغم من كونها “صائمة” كما الرّجل وتعاني من نفس الصّعوبات التي يعانيها من مشقّة الجوع والعطش.
ولو أجرينا استبياناً لآراء الرّجال الشرقيين فيما يخصّ اضطرار المرأة للعمل داخل وخارج المنزل، نلاحظ أن هناك تطوراً فكرياً هاماً ظهر حديثاً في المجتمعات العربيّة، فالذكر أصبح يعرف ويقرّ بصعوبة الأعمال في البيت وهو قادر في نفس الوقت أن يكون محاضراً مهماً بهذا الموضوع في أحد المراكز الثقافية هنا أو هناك، ولكن يبقى “التطبيق”، فهل تجاوز أولئك الرّجال النّزعة الشرقيّة لديهم، حتى يدخلوا المطابخ مع نسائهم، ويساعدوهم في الأعمال المنزلية اليومية، ليكونوا قدوةً لأطفالهم من الذكور، ويعلّموهم تلك الثّقافة “الإنسانيّة” في الدّرجة الأولى؟
وفي المقابل هناك حتى الآن نسبةٌ كبيرة من الرّجال الذين نوجّه إليهم السؤال التالي: لماذا لا تساعد (زوجتك أو أختك أو أمك) في تحضير الأطباق أو الطبخ أو غسل الأطباق؟ فيكون الجواب ببساطة “إنها أعمالٌ تخص المرأة وليست للرجال”! فهي اذاً كُتبت منذ الأزل على ألواح البردة بالخط المسماري!!


