اتصل بنا
 

أطفال مرضى السرطان وذوو إعاقة يلونون لوحاتهم بالأمل

نيسان ـ نشر في 2016-10-04 الساعة 23:50

x
نيسان ـ

رسومات لأطفال من مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة احتضنها معرض “لونها بالأمل”؛ عبر تسعة وعشرين لوحة تبث في روحها الأمل والإشراق والحلم بمستقبل أجمل.
المعرض الذي جاء كمبادرة من الفنانة غدير حدادين، افتتح أول من أمس برعاية رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، وبحضور مدير عام بنك القاهرة عمان كمال البكري، وجمهور غفير في جاليري بنك القاهرة عمان.
وبألوانهم المفعمة بالحياة عبر عدد من الأطفال المصابين بمرض السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة عن آمالهم ورؤيتهم المستقبلية والمجتمع المحيط بهم، ووقف كل منهم أمام لوحته يشرح للزائرين عن فكرته.
الطفل فراس جميل الجنيدي الذي رسم فتاة ترتدي نظارة، والألوان تحيطها من هنا وهناك.. إلى جانب السيارة الحمراء التي مثلها بخطوطه وألوانه لعله يطمح باقتنائها في المستقبل.
أما الطفل محمد جهاد أبو دية فمثل بألوانه مشهدا من الطبيعة والشمس، والأشجار الخضراء، الغيوم، لكنها جميعا ملوثة وداكنة.. متأثرا بما يدور من حوله من أحداث في الوطن العربي.
وبدت ملامح الأنوثة على لوحة الطفلة أميمة الراعي، التي برعت في رسم الزهور الجميلة والمنزل بألوان فاتحة تشير للسكينة والهدوء، كما رسمت لوحة أخرى نقلت حبها الشديد للطيور بأنواعها.
وزينت الطفلتان رنا ومنى اسميهما بوسط اللوحات، وأحاطتهما بالزهور والقلوب رمزا للجمال والمحبة.
ووجدت الطفلة شروق أنور بلوحتها وسيلة للتعبير عن حبها للفنانة غدير، فرسمتها في الوسط وكتبت (المس غدير) وهي تمسك بيدها، وبجوارها طفل يجلس على كرسي متحرك.
ودمج الطفل عبدالرحمن الجنيدي ألوان الأخضر والبني والأحمر في لوحته، وكأنه أراد التعبير عن آلامه وفرحه بذات الوقت.
مشهد من الطبيعة آخر مثلته الطفلة خديجة أبو صيام من خلال الجبال والنهر والسماء الصافية، خطوط بسيطة لكنها متقنة تعكس شخصية الفتاة المهذبة.
ورسم الطفل هاشم وحيد الكيلاني مشهدا لإشارة المرور والسيارات، يوضح من خلالها اهتمامه ومعرفته بضرورة الالتزام بقواعد المرور للسلامة العامة.
الطفلة مروى أنور قامت برسم العلم الأردني والفلسطيني ودمجتهما بقلب واحد بألوانها الجميلة المفعمة بالمحبة.
مدير الجاليري محمد الجالوس يقول، “في هذا المعرض تم التنسيق مع الفنانة والشاعرة غدير حدادين التي تدعم وتقدم مبادرة “لونها بالأمل”، ونحن في جاليري بنك القاهرة يشكل لنا هذا المعرض للأطفال جزءا من اهتمامنا وفلسفتنا في دعم مواهب الأطفال، حيث نقيم سنويا مسابقة الأطفال التي تشمل كافة المدن والمخيمات بالتنسيق مع وزارة الثقافة وبرنامج التعليم في وكالة الغوث”.
يضيف، “أسعدنا إقامة هذا المعرض، الأمر الذي أدخل البهجة على قلوب الأطفال المرضى وأوليائهم، وقد لفت انتباهنا الجمهور الكبير الذي حضر الافتتاح، علما بأن بنك القاهرة عمان من الداعمين لمركز الحسين للسرطان، حيث قام وفد من الفنانين المشاركين في سمبوزيوم بنك القاهرة عمان بزيارة مركز الحسين للسرطان والرسم مع الأطفال”.
الفنانة غدير حدادين تقول، “هذا المعرض هدف من أهداف مبادرة (لونها بالأمل) وهو يجسد كيف نرتقي بعالم الطفل المصاب من خلال اللون”.
وتبين أن هناك العديد من ورشات الرسم للأطفال في مركز التأهيل المجتمعي في مخيم سوف بمدينة جرش، وشعرت بأن هناك تغييرا في رسم الأطفال، حيث كان الطفل غير متقبل لعالم اللون، لا يعرف شيئا عن الفن وأهميته، كذلك حال أولياء أمورهم.. لا يدركون كيف يمكن للون أن يساعد الطفل المصاب، كانت الفكرة غير واضحة”.
لكن ومن خلال الورشات، أصبح اللون يشكل لهم حالة من الشغف والانتظار والطاقة والأمل، وأصبحوا يستخدمون أيديهم في الرسم بديلا عن الريشة، ليبدعوا ويندمجوا أكثر بألوانهم وأصابعهم.
تقول حدادين الفضاء اللوني جعل الأطفال يحلقون بخيالهم وبعالمهم، ففي كل مرة نروي قصة تحفزهم، ثم يبدأ الأطفال بالرسم، لذا تحولت لوحات بيضاء للوحات تحمل حلم وآمال طفل، وتحولت الألوان الداكنة والقانية لألوان بها فرح (القلوب.. الزهور.. الطيور)، باختصار أصبحت (لونها بالأمل) هاجس كل طفل.
تضيف، مبادرة “لونها بالأمل” تسعى بأن تصبح جمعية وأن يكون ارتباطها بالمؤسسات الحكومية والخاصة حتى تنتشر المبادرة وتصبح بمجال أوسع.
تقول الفنانة، “في ظل الظروف الراهنة وما يحيطنا من أحداث، فبلا شك أن الفن ينير هذا الطريق لجيل نسعى أن يؤمن برسالة الفن في المجتمع، فالطفل يستمد الأمل ويستطيع تغييره، وبذات الوقت المبادرة رسالة للأهل بأن طفلهم قادر على إقامة معرض للوحاته يتحدث عنها”.
توضح حدادين أن هذا المعرض عملية تشاركية بين الأطفال المرضى والجمهور حيث استمد الطرفان (الطاقة.. الإصرار.. العزيمة) من الآخر.
يذكر أن الفنانة الأردنية غدير حدادين وصلت للمرحلة النهائية في برنامج (الملكة) من خلال مشاركتها بمبادرة (لونها بالأمل) التي مثلت بها المملكة الأردنية الهاشمية.

الغد - منى ابو صبح

نيسان ـ نشر في 2016-10-04 الساعة 23:50

الكلمات الأكثر بحثاً