اتصل بنا
 

حتى لا يبرد الكلام الملكي.. قراءة لخطاب يعزز مكانة الدين وينبذ خطاب الكراهية

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2016-10-07 الساعة 10:20

الملك الأردني يواجه التيارات السلفية والتكفيرية الجهادية بزيارة بيت عزاء ناهض حتر وتحذيرهم من العبث بأمن الوطن
نيسان ـ

فيما يحتل الدين وتلويثة بالعنف ومن كل الاطراف اهتماما واسعا في الاردن وعلى كل المستويات سيما وهناك سعي حثيث من التيارات السلفية والتكفيرية الجهادية تحويل الاردن الى ساحة خصبة من ساحاته الدموية بدلالة اغتيال اشد المعادين له "ناهض حتر "الذي اغتيل بدم بارد على درج قصر العدل الاردني قبل اسبوعين وربما ازيد وبما للحدث من مخاطرة صادمة .
فيما اعتبر مراقبون ان هذا العمل الاجرامي ردا صاعقا على الاستراتجية الاردنية لمقارعة العنف والتطرف والتى يتولاها الملك مباشرة وتبنى التحشيد لها محليا ودوليا واقليميا وتحمل مسوؤلية التصدي ومسوؤلية تحمل اكلافة المادية والروحية والتي لم ولن يكن مقتل ناهض حتر اخر فواتيرها الباهضة .
الاردن في هذا السياق لم يتريث في الرد ولا هو التقاط انفاسة فبادر ومن اعلى المستويات بالاستجابة لحادثة الاغتيال لاحد المع الخلافيين السياسين معه داخليا واقليميا , فبمباشرية لافته وبلا مقدمات دخل الملك في مواجهة جديدة مع تجار الدين ووكلاء الله على الارض "ومن اي طرف"بزيارة بيت عزاء حتراولا بما تنطوي عليه من رسائل للداخل الاردني وللجماعات الارهابية اينما توجدت وللمكون المسيحي برمته رغم ان "ناهض "بالصدفة مسيحي بينما هوبالاصل قومي الهوى والنزعة والتفكيروالاشواق .
وبتحذيرة لهؤلاء في اليوم التالي "اننا لن نسمح لكم بالعبث سواء انطلقتم من الخارج او كنتم خلايا نائمة تتحينون الفرصة للانقضاض على مقدرات الوطن والمواطن والنسيج الاجتماعي فتعبثون بهذا الكل الاردني فتزعزون استقراره وتهددون امنه الوطني وتيعيثون فسادا وفوضى .
فالكلام في حضرة الملك ,وفي حضرة ضيوفة من ابناء ووجهاء وشخصيات محافظة البلقاء وفي بيت الاردنيين جميعهم ,حمل جدية لافتة واكثر من رسالة وهو بحد ذاته كلام جاد في ظروف وطنية اكثر جدية ,لا تحتمل التأويل ولا المواربة ولا القفز البهلوني ولا للاستغلالات البشعة والتحطيب في مواقد اردنية كانت غايتها ولا تزال بث الدفء الوطني وتعميمه على الجميع .
وخصوصية الكلام الملكي ,بكل ما فيه من حنكة وحكمة , اننا في الايام الماضيةكنا بامس الحاجة لهذا الكلام وهذا الحسم والجزم ..لاننا كنا جميعا وعلى اثر جريمة سياسية بامتياز, قد تعرضنا لوابل من التحريض والشحن والتحشيد ,كادت لولا الوعي المتواتر والناضج , ولولا صدق المواطنة والانتماء لاردن واحد ان تقسمنا افقيا وعاموديا شر تقسيم وبالتالي نكون عرضة للشماته والتندروالمألاات المجهولة !.
بالمجمل وبكل الوضوح الذي خبرناه , من الملك كان الكلام الملكي ,كلام سياسي من رجل دولة من الطراز الارفع ,وهو بالضرورة كلام من مؤسسة حكم تدرك ان الاردن بكل مؤسساتة في عين الخطردائما , وفي ذات الوقت في عين التبجيل والاحترام والتقدير والنظرة الايجابية من العالم اجمع وحتى من الاعداء !
فهو سريعا يوقف نزفا داخليا موجعا وطارئا ويلملم الجراحات وفي ذات الوقت ينطلق في مبادرات سياسية محلية كالانتخابات النيابية الاخيرة التى انجزت باقتدار ونجاح غير قابل للتشكيك. لتتواصل عملية تجذير الديمقراطية ومأسسة العمل الشعبي ومواصلة عمليات الاصلاح في كل المجالات .
باختصار لامكان في الاردن لاي تجاذبات ضيقة ولا لاصطفافات اضيق مادمنا تاريخيا ارضا للرسالات السماوية واكتسبت قيادتة الشرعية السياسية والشرعية الدستورية والشرعية التاريخية والدينية والشرعية الثقافية بامتيازومن خلال جودة منتجة التعليمي وبكل تدرجاته .
وعلى هذا النهج المتوارث ينتج الاردن للبشرية جمعا رسالة عمان التسامحية وسط صراع الهويات الدينية ! , وتقود قيادتة ومؤسساته حوارات الاديان, ويستقبل الجمع الاردني بكل ابهة وحفاوة كل بابوات الفاتيكان ويرمم الاقصى وقبر المسيح عليه السلام ويحتضن مؤتمرات كنائس العالم والمشرق وهو ملاذ للمقهورين والمضطهدين وابنائه كلهم صباحا ومساء يرددون ويصلون من اجل السلام في العالم وانطلاقا من بلدهم ,..بلد المحبة والسلام .
اما القيمة المضافة لمثل هذه اللقاءات الملكية كونها مباشرة وعفوية وتعيد التأكيد ان الحكم "اي حكم" في العالم من الشعب والى الشعب وان اقتضت ظروف الحكم بعضا من التباعد ولكن لا غنى عن اللقاء وان طال الزمن وفي حضرة الوطن وفي حضرة المحبة والالفة والولاء

نيسان ـ نشر في 2016-10-07 الساعة 10:20


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً