اتصل بنا
 

تجاوز مشكلات الطفولة بطرق إيجابية

نيسان ـ نشر في 2016-10-08

x
نيسان ـ

لم تنفك عرين عن لوم أهلها في تفاقم مشكلاتها، ودخولها بحالة اكتئاب شديدة، والسبب برأيها أن أهلها لم يكونوا يوما قريبين منها أو يسمعون ما يزعجها ، ولم يحاولوا يوما فهمها والتقرب منها أو حتى مساعدتها في تخطي مشكلاتها البسيطة وهي صغيرة.
وترى عرين أن تلك ذلك اثر سلبيا عليها حينما كبرت، لأنها كانت بحاجة يوما ما أن يسمعها احد والديها، لا ان يكونوا صارمين في طريقة التعامل معها، دون اخذ اية اعتبار لمشاعرها.
في حين تلعب سحر الدور المختلف مع ابنها الصغير وتحرص ان تتحاور معه باستمرار وأخذ رأيه ومعرفة الامور التي تزعجه من البيت او المدرسة محاولة أن يتخطاها صغيرها بطريقة حضارية.
تقول “أتحدث دوما مع طفلي واسمع ما يزعجه بالمدرسة، اتحاور معه، انصحه بطريقة ايجابية دون أن يكون كلامي بطريقة (فجة)، واحيانا اشاركه نشاطاته واجعله يتحدث معي اثناء لعبه، وأستمع له حتى النهاية وأعطيه بعض النصائح ويكون مستمع لي بشكل إيجابي”.
ويجد علاء وزوجته أن التحدث المستمر مع معلمة طفله ومعرفة ما يدور معه في المدرسة أمرا ضروريا، فتكون لديهم المعلومة قبل أن يعرفوا منه، ويحاولان تشجيع طفلهما والاستماع اليه إن حدث معه أمر ما.
ويستذكر علاء، بأن ابنه صهيب عاد إلى المنزل يوما وكان كئيبا رافضا الحديث مع أحد، وطوال الوقت يريد البكاء، وتصرفاته عنيفة جدا على غير المعتاد، وبعد الحديث الدائم معه ومحاولة معرفة السبب إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وعرف عن طريق معلمة ابنه أنه تعرض لاعتداء من قبل صديق له في المدرسة.
علاء وبعد أن تقدم بشكوى للمدرسة، قام بالتحدث مع ابنه وكيف ينبغي التعامل بمثل تلك الحالات، وأن الطالب بالمدرسة يختبر عالم جديد، وتجارب جديدة، وكيف عليه أن يتصرف بمواقف معينة، والأهم ان لا تؤثر عليه سلبا.
التربوي د. محمد أبو السعود يبين بأن على الاهل ان يكونوا قريبين من ابنائهم، وكسب ثقتهم والحديث معهم براحة تامة، وابعادهم عن ما يزعجهم ويؤثر سلبيا عليهم، ومساعدتهم على إيجاد الحلول والتخلص مما يكدرهم بطريقة إيجابية ومريحة كاللعب أو ممارسة الرياضة أو الفنون الأخرى.
ويؤكد أن على الأهالي أن يكونوا مستمعين جيدين، ويصغون من دون مقاطعة لأبنائهم، وأن يكون الهدف من الاستماع هو زرع الثقة الكبيرة بين الأطراف، وليس فقط قول الحقيقية، فهذه ممارسات بحاجة إلى تدريب كبير لتصبح موجودة بين الأبناء والأهل.
ويشير إلى أن الكثير من الأطفال يحتفظون بمشاكلهم حتى الكبر مما تسبب لهم عقدا كبيرا وكآبة غير مسبوقة، كان من الممكن تجاوزها في الصغر من خلال الحديث مع ذويهم وجعلهم يفضفضون ويعتادون على ذلك في مراحل حياتهم كلها، وبطريقة مثالية من خلال العزف الموسيقي أو لعب الرياضة أو القيام باي نشاط يفرغ الطاقاة السلبية ويمد الجسم بالراحة والصحة النفسية والجسدية.
وليكسبوا ثقة الأطفال على الأهالي وفق أبو السعود، الاقتراب من أولادهم واستيعاب تفكير الأطفال، والاستماع لما يشعرون به، وسرعة البديهة بما يجب أن يتصرف به الطفل.
وعلى الأهل أن يكونوا دقيقي الملاحظة بأي تغير على حياة ابنهم والتواصل معه ومع معلميه في المدرسة لرصد أي شيء مع طفلهم ومعالجته قبل تراكمه والدخول بحالات كآبة.
ويؤكد بذلك التصرف يكون الطفل ذي شخصية متماسكة وقوية ولديها القدرة على وضع البدائل بعد فهم المشاكل، وتجاوزها بنجاح.
ويتحدث اختصاصي الطب النفسي د. موسى مطارنة بأن الأطفال عبارة عن نتاج لاسرهم، وعلى الاطفال التعبير عن ذاتهم وعما يزعجهم ويؤثر سلبيا عليهم، بما يساهم بتطوير نموهم العقلي، مؤكدا أن فكرة التعبير عن افكارهم ومشاعرهم أمام ذويهم والمقربون يجعل منهم أطفال أصحاء.

الغد - ديمة محبوبة

نيسان ـ نشر في 2016-10-08

الكلمات الأكثر بحثاً