اتصل بنا
 

أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين

كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

نيسان ـ نشر في 2016-11-02 الساعة 20:50

العلمانية: الحل الوحيد للتوحيد بين فلسطين والأردن والضغط على إسرائيل
نيسان ـ

بالنسبة لي فلسطين والأردن واحد، وفي مخيلتي نحن شعب واحد لا شعبين، حتى لو فرقتنا السياسة والحدود وجوازات السفر. لا أستطيع التمييز بين الأردن وفلسطين. فعمان توأمة القدس ونابلس توأمة السلط والكرك توأمة الخليل. وهناك عائلات أردنية أصلها فلسطيني، وعائلات فلسطينية أصلها أردني، يعني خليط متجانس لا يمكن فصله. ولكني أخص فلسطين بهذه المقالة، لأنها محتلة ولأنها في موقف ضعف وللأسف ولأنها قد تكون الأكثر تضررًا في ظل التحولات المقبلة،
علينا أن نكون يقظين جدًا وأن ننتبه إلى ما يحدث حولنا ونتصرف بحكمة. علينا أن نجتمع جميعًا للمطالبة بتطبيق العلمانية في كل الدول الدينية وأولها إسرائيل ولبنان ولا يكفي أن تقتصر المطالبة بالعلمانية على الدول الإسلامية. فالكل سواسية في تطبيق منهج العلمانية، أو هكذا يجب أن يكون! ثم ما الذي يمنع إسرائيل من تغيير مناهجها الدراسية العدوانية والعدائية. يا جماعة، انتبهوا، علينا أن نتوحد في مطالبنا. هؤلاء الذين يطالبون بتطبيق الإسلام السياسي في الدولة، سيأخذوننا إلى الهاوية، فهم يعدون العدة للحرب والمواجهة، التي سنخسر فيها حتمًا. يعني، إحنا مش قادرين على إسرائيل، فما بالكم في حرب تخوضها بريطانيا والولايات المتحدة، وتستخدم فيها الأسلحة النووية. النفس الجهادي المستشري، سيجلب لنا الوباء. المشكلة كل هؤلاء المستعدين للموت والشهادة، سيكونون ذريعة لاستخدام العنف ضدنا وسوف يموتون ميتات قبيحة. علينا أن نحاول سحب البساط من تحت أقدام هذه الدول الإمبريالية ولنلعبها صح.
علينا أن نضرب عصفورين بحجر واحد، نطبق العلمانية ونفرضها، نعم، نفرضها على إسرائيل. إن مجرد التطرق لهذا الموضوع، فرض العلمانية على اسرائيل، سيثير زوابع، لأنه يعني تفكك الدولة اليهودية، ولهذا نحن ينبغي علينا أن نستخدم ورقة فرض العلمانية للضغط على الدولة اليهودية العنصرية إسرائيل. نحن ما زلنا شعوب حية ولنتذكر غاندي، بملابسه الرثة وقدميه الحافيتين وكيف فرض إرادته، بالسلم لا بالعنف، على الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس. ومع ذلك، فقد غابت عنها الشمس. لا تظنوا لوهلة أن البريطاني لا يرتعب ويرتجف من خصمه العربي، إنه لا يريك نقاط ضعفه ولكنه يقفز من مقعده، حين يسمع كلمة مسجد، مجاهد وإرهابي. أما المسلم،
الذي يزداد توحشًا وبربرية مع الأيام، فإنه مقاتل همجي وشرس وقلبه ميت وهذا يعني ثباته على الأرض، لكنه لن يصمد أمام ضربات النووي.
البريطانيون مثلهم مثل غيرهم من البشر، لهم مشاكلهم وعقدهم ويعتقدون أنهم سادة العالم ومنهم أنا بالطبع! لكن بريطانيا تظل دولة عظمى، لأنها تخطط. أما العرب، فعليهم السلام. ولا أفهم لم كل هذا الخوف من بريطانيا. أوَليست هي دولة القانون والمؤسسات؟ أوَليست هي دولة ديمقراطية تحكم بالمنطق والعدل؟ تعلموا منها عوضًا عن أن تخشوها. حاوروها وناقشوها واسألوها واضغطوا عليها، إذهبوا إلى سفارتها واعتصموا واستفسروا: "لماذا لا تطبق اسرائيل العلمانية معنا؟". أصروا على مواقفكم.
الرجال فيكم يريدون التطرّف والإنتحار، والبقية ماذا تنتظرون؟ تنتظرون أن نصبح جواري وعبيد وسبايا الإمبراطورية الرومانية الحديثة أو المستحدثة؟ من على بعد، تحكموا فينا وشوهوا المناهج الدراسية، التي بالطبع لا بد أن تتغير وتتعلمن لكن بالتنسيق والتفكير مع متعلمينا ومثقفينا نحن ومع احترام تراثنا وإعطائه حجمه الحقيقي دون أن يطغى الدين على مدنية الدولة. نحن أكثر ما نحتاج إلى صحوة فكرية مستعجلة. نحن لا نحتاج لأي سلاح سوى سلاح العقل. ولتعلموا أن المخفي أعظم ولتعلموا أن الدمار سيتسع. ولا تستهينوا أبدًا بقوة وإرادة الشعوب. أنا وأنت وهو وهي علينا أن نحارب من أجل حقنا في الحياة ومن أجل حريتنا وكرامتنا ومساواتنا. ولنطالب بعلاقة شراكة وصداقة حقيقية مع بريطانيا العظمى وحليفاتها، قائمة على الإحترام المتبادل.
والحرب ليست كلها قتال. فالكلمات تكون قاتلة كالرصاص أحيانا. ولتعلموا أيضًا أن كل القوات الحربية التي ستأتي لحربكم، سيكون من دواعي سرورها أن تبيدكم بالنووي عن بكرة أبيكم، وسيكونون متعطشين لدمائكم. وإذا أعطوكم باليمين، سيأخذون أضعافه بالشمال. ومثلما أعطوا فلسطين لليهود على أساس أنها وطن بلا شعب لشعب بلا وطن. هذا بالضبط ما سيفعلونه، سيخلون المنطقة العربية منكم، لكي يرسلوا الأوروبيين إلى فلسطين وما حولها، والتي هي مركز العالم. حما الله ما تبقى من بقايا الوطن العربي.

نيسان ـ نشر في 2016-11-02 الساعة 20:50


رأي: سندس القيسي كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

الكلمات الأكثر بحثاً