اتصل بنا
 

التعليم الطريق الأفضل للتنمية المستدامة

نيسان ـ نشر في 2016-11-09 الساعة 10:32

x
نيسان ـ

تشغل قضية التعليم الهاجس الأكبر لدول العالم، كونها تشكل اساس التنمية بكافة اشكالها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها من الاشكال.. لك في منطقة الشرق الأوسط مازالت هذه القضية معقدة.. كون عملية اصلاح التعليم تتم في بيئة ثقافية تعاني من وئام غير متجانس.
إصلاح التعليم لخلق المزيد من رواد أعمال
أشارت إحدى مدونات البنك دولي، إلى ضرورة اصلاح التعليم لرفد المجمتع برواد الاعمال المتوائمين مع عصرهم، خاصة مع تسارع دقات الساعة على ضفتي البحر المتوسط.
فهناك قوة عاملة تتقدم في العمر على إحدى الضفتين، وعلى الضفة الأخرى هناك فائض في القوة العاملة. ورغم ذلك وأيا كانت الديناميكيات الديموجرافية، فإن منطقة البحر المتوسط تواجه تحدياً هائلاً: توفير مستقبلا آمنا يتسم بالقوة والازدهار لشبابه مما ينعكس بالفائدة على مجتمعاته وعلى تنميتها الاقتصادية وتقدمها.
ولا يمكن للمرء أن يفكر في مستقبل مزدهر للشباب دون مواجهة تحديين رئيسيين: الأول هو التعليم، وكيفية إعداد الشباب لوظائف الغد التي ليس لها وجود اليوم، والثاني هو بناء اقتصاد الغد. ويعدّ الاقتصاد الرقمي، أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وهو المحرك الرئيسي للابتكار والنمو الاقتصادي للخمسين سنة القادمة.
إن التحديين متداخلان في واقع الأمر، وإطار تحدي التعليم الذي نواجهه يُحدَّد بشكل أفضل من جهة علاقته بريادة الأعمال. وتعد مهارات وقيم ريادة الأعمال غاية في الوضوح: حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، وتحمل المخاطر. ولست في حاجة إلى القول بأن هذه الخصائص تختلف اختلافاً كبيراً عن المهارات التي توفرها أنظمة وبرامج التعليم الحالية التي هي في حاجة ماسة إلى الإصلاح. والتحدث عن الإصلاح يكون دائما أسهل من القيام به، ولكن هذا الأمر ليس متعلقا بالإدارة أو بالمناهج: إنه ينطوي على تغيير في التوجه والعقلية، ويشرك معه المجتمع بكامله وليس المؤسسات التعليمية وحدها.
ويعتبر أكثر من 40% من رواد الأعمال في المنطقة أن إيجاد المهارات المناسبة هو التحدي الأول في عملية اختيار العمالة، وأغلب هذه المهارات هي مهارات شخصية مثل تلك التي ذُكرت آنفا- التفكير النقدي، والاستقلالية في عملهم، والتحلي بروح الفريق. وكما يصف الأمر: «العالم مسطح»، ونتيجة لذلك فإن المعرفة لم تعد ميزة نسبية. أما الميزات الحقيقة فهي المثابرة، والفضول، وتحمل المخاطرة. إذن كيف نبني هذه المهارات في المناهج المدرسية وفي العقلية المحلية؟ بمكافأة الشباب الذين يستخدمونها وتوفير مدارس تشرك الشباب في أنشطة بناء المجتمع بما يجعل المدرسة في قلب المجتمع. إن المشاركة الإنسانية والاجتماعية داخل المدرسة وداخل المجتمع هي بالفعل ذات أهمية بالغة ليس فقط من أجل بناء المهارات المتعلقة بريادة الأعمال لدى الشباب ولكن لمنحهم أيضا إحساساً بأهمية الهدف.
ومن الأمثلة التي تعكس المشاركة وجود علاقة أكثر قرباً مع القطاع الخاص ورابطة أقوى مع الشركات، والأعمال الناشئة، وسوق الوظائف، وخصوصاً لطلاب المدارس الثانوية والمدارس الفنية والجامعات. وفي حين أنه ليس هناك وصفه واحدة للنجاح، فإن الكثير من تجارب مشاركة القطاع الخاص في المدارس قادت إلى توافق جيد بين التوقعات التعليمية وحقائق التوظيف.
ويمكن للشباب أن يصبحوا مبتكرين للغاية في تلبية الاحتياجات ما داموا يُمنحون الفرص الحقيقية لاكتشاف مهن جديدة وتفريغ طاقتهم في العمل.
تصبح أهمية وضع الشباب في وظيفة ملائمة أكبر إذا أخذنا في الحسبان حقيقة أن هناك تنافساً على شباب منطقة البحر المتوسط. فمحلياً، حددتهم الصراعات وجماعات التأثير بوصفهم أهدافاً ضعيفة يسهل تجنيدها؛ فقد كشف مسح استقصائي جديد عن أن الشباب يعتبرون نقص الوظائف والفرص هو الدافع الأول الذي يقف وراء استقطاب و تجنيد (داعش) لأقرانهم. ودوليا، قد تَحرم المنافسة على استقطاب الموهوبين منطقة المتوسط من أفضل نماذجها الرائدة، إذ يهرب الكثيرون سعيا وراء فرص أفضل: فأول ثلاثة بلدان يرغب الشباب العربي في العيش فيها إذا أتيحت لهم الفرصة هي الإمارات العربية المتحدة تليها الولايات المتحدة وألمانيا.
إن تنوع الموارد والمواهب في منطقة البحر المتوسط وموقعها الجغرافي يجعلها مكانا مثالياً للابتكار وريادة الأعمال. إن توقيت التغيير المطلوب هو الآن، فالاقتصاد الرقمي يعد قوة هائلة بإمكانها إمداد منطقة البحر المتوسط بفرص نمو اقتصادي غير مسبوقة إذا ما تم توظيف الاستثمارات المناسبة في التعليم وريادة الأعمال.
نحو وئام متجانس
التعددية الثقافية في الشرق الأوسط فيها وئام لكنها تعاني من عدم التجانس.. مما يشكل عقبة أمام اصلاح التعليم والتنمية الشاملة.
يقول الباحث فالك بنجل في تقريره « دليل اليونسكو للبحوث المتعلقة بالكتب المدرسية»، أنه في الوقت الذي بدأ فيه تنظيم مشاريع الكتب المدرسية بين الدول في مراحل تكوينها بعد الحرب العالمية الأولى، لم يكن يجري عادة التعرض في المشاورات المتعلقة بالكتب المدرسية للفصائل الداخلية الصغيرة من المجتمع. فلقد كانت المجتمعات في الدول القومية تنظر إلى نفسها باعتبارها كيانات يغلب عليها التجانس.
وعمدت كتب التاريخ والجغرافيا إلى تجاهل أو إهمال الأقليات؛ وفي الأحوال التي تؤخذ فيها هذه الأقليات في الاعتبار في سياق كتب التربية الوطنية، كان يجري تصويرها أساسا باعتبارها مشكلة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية.
من الواضح حتى الآن أن غالبية السكان هم الذين يشكلون محط تركيز الطروحات المقدمة
في الكتب المدرسية. وبالنظر إلى تدفق موجات المهاجرين في جميع أنحاء العالم، لم يعد من
الممكن النظر إلى هذا النهج باعتباره نهجاً ملائماً.
لذلك، ينبغي أن تدرج في الكتب المدرسية والمشاريع المتعلقة بها القضايا التي تتناول المهاجرين ووضع الأقليات في مجال التعليم. بيد أنه لا يوجد حتى الآن، نموذج معترف به بشأن كيفية معالجة مسألة الأقليات. وعلى وجه العموم، فإن هناك نهجين يفرضان نفسيهما، وهما: الأول، إدراج الأقليات في الكتب المدرسية النظامية، بيد أن هذا النهج لا يتيح حيزاً كافياً لمعالجة هذه المسألة بالتفصيل وبصورة ملائمة، وغالباً ما يؤدي هذا النهج إلى اثارة الخلافات بدلاً من ابراز سبل وطيدة لتحقيق التفاعل المتعدد الثقافات. ويمثل النهج الثاني في قيام بعض الحكومات بمنح الأقليات الحق في أن تضع بنفسها الكتب المدرسية الخاصة بها واستخدام هذه الكتب بالإضافة إلى الكتاب المدرسي المستخدم عموماً. والميزة التي يحققها هذا النهج هو أنه يتيح الآن للأقليات فرصة استخدام وجهة نظرهم، ولكن من دون أن يتمكنوا من إدماج أنفسهم في المسرد التاريخي الرئيسي. وقد تسبب هذا النموذج في إثارة المزيد من المشاكل،لأن كثيراً من الكتب المدرسية المتعلقة بالأقليات تعتمد اعتماداً كثيراً على كتب التاريخ والجغرافيا في البلد الأصلي وعلى ثقافة هذا البلد، وتميل إلى التقليل في أدنى حد، من شعورهم بالانتماء إلى الدولة التي يعيشون فيها بالفعل ويشكلون جزءًا من مواطنيه.
كما أنه لن يكون من المفيد أيضاً، أن نضيف إلى الرواية التاريخية الأساسية التي تتناول غالبية السكان معلومات مقتضبة عن تاريخ وجغرافيا البلدان الأصلية للأقليات والمهاجرين ومعلومات عن مجتمعاتهم في تلك البلدان. ففي بلدان كثيرة من البلدان التي تعيش فيها تلك الأقليات أو هؤلاء المهاجرون سيؤدي هذا النهج المتعلق بإدراج إضافة سردية إلى خروج عن السياق على نحو غير دقيق، كما سيؤدي إلى نسف محتوى الكتاب المدرسي وإلى صعوبة استيعابه من قبَل التلاميذ. وحيثما تنجح إحدى الأقليات في إدماج نفسها في السرد التاريخي الرئيسي، فإن الأقليات الأخرى تسعى إلى أن تحذو حذوها.و بدلاً من أن يتحقق الإدماج، تبرز السرود التاريخية المتضاربة، والمطالبات الثقافية، ما يؤدي إلى اشتعال «حرب ثقافية» بين الكتب المدرسية حول ما ينبغي أن يكون عليه المكان الملائم لجماعة معينة في المنهاج الدراسي

نيسان ـ نشر في 2016-11-09 الساعة 10:32

الكلمات الأكثر بحثاً