اتصل بنا
 

كاسك يا وطن: الأردن في شهر

كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

نيسان ـ نشر في 2016-11-09 الساعة 21:40

يا وطن.. تحديات ومصايب ودعوات للتغيير
نيسان ـ

مع أني لا أتعاطى المشروبات الروحية، إلا أني سأشرب كاسك يا وطن، على عصير عنب وطني طازج وغير محلى! وأشرب على نخبك الحرية والحب والإنتماء. يا وطن، حن علينا، إحنا عيالك، مش أعداءك. يا وطن إكبر لينا وفينا.

يا وطن، ضمنا لصدرك واحتوينا. يا وطن، يا ريت تتركنا نفتح قلوبنا وعقولنا، خلي نور الفكر يسطع، الأفكار لحالها بتسرح، والإنتفاع المتبادل يصبح تحصيل حاصل! يا وطن شو اللي جرى لك.

في شهر واحد، صارت فيه مصايب كثيرة، منها مقتل ناهض حتر على يد رجل من حجاج بيت الله الحرام. أيهما أكثر مصيبة! القاتل وما يحمل من فكر ديني عجيب غريب! أم المقتول، الذي ذهب دمه هدرًا. فعلاً، لا كرامة لنبي في وطنه! يا وطن، جاءك شهيد أردني كركي، راجع لأهله في كفن. وعوضًا عن أن تقطع علاقتك بإسرائيل أو على الأقل تهدد بتقليص حجم التعاون وتبطئ من عملية التطبيع مع إسرائيل يا وطن، إلا أنك مع ذلك تكافئ إسرائيل بحضور جنازة المغضوب عليه شمعون بيريز وبشراء الغاز الفلسطيني، المسروق من قبل إسرائيل. لماذا تتخلى عن فلسطين يا وطن؟ اسرائيل ليست حليفنا الإستراتيجي بل هي تهديد لنا ولكل ما له معنى في حياتنا القصيرة هذه على الأرض. نحن لسنا ضد السلام إنما ضد الظلم يا وطن! وكيف سيكون للفلسطينيون كيان وأنت تحاصرهم في اقتصادهم يا وطن؟ شو قصة تعديل وتغيير المناهج، التي ستقلب الموازين رأسًا على عقب.

يا وطن، معقول هيك؟ المشرفين على التربية والتعليم ما بعملوا شغلهم صح ولا بيراجعوا ولا بيدققوا. كيف ممكن نثق فيهم؟ ناس تحرق المناهج الجديدة وناس تدخل السجن بسبب حرقها للمناهج، وكان من الأصح يا وطن أن تستشير هؤلاء الناس فيما يخصهم وفيما يعنيهم، ألا وهو تعليم أبنائهم. كان ينبغي عليك يا وطن أن تستلم إقتراحاتٍ مسبقة من الشعب وإلى الشعب. كان يجب عليك أن تنشأ لجان مختصة للحوار والجدال والنقاش فيما يخص تعليم أبنائنا. ما هي الآليات التي اتبعتموها يا وطن لتحديث المناهج؟ لا دخان بلا نار. لا بد أن رياح العلمانية هبت علينا من الغرب عوضًا عن أن تهب علينا من الشرق! يا وطن، ما هي قصة الوزير المسيحي، الذي قتل أخته على خلفية زواجها من مسلم. هذه أخطر قضية في الأردن، قتل الشرف، الذي تذبح فيها الفتاة الأردنية، لأنها مستضعفة، لا تقوى على الهرب ولا تقدر على المواجهة! لماذا لا يتم حصر استخدام السلاح؟ لماذا لا تتغير القوانين المجحفة التي تجعل من نسائك وفتياتك يا وطن فريسةً سهلة لأبشع أشكال الذكورية؟ من يحمي الإناث الرقيقات يا وطن من بطش الموت المجاني؟ أمور كثيرة تحدث في الأردن، علمانية مفروضة من فوق علمًا أن الصواب هو أن تندفع الأشياء من تحت إلى فوق، من قاعدة الهرم إلى القمة. العلمانية يجب أن تكون خيار الشعب.

القيادة السياسية هي التي يجب أن تحترم الشعب وإراداته وقراره السياسي وليس العكس! القيادة في أعلى سلم الهرم عليها أن تحدد الرؤية والأهداف على المدى البعيد. أما الديمقراطية، فهي حكم الشعب يا وطن. وكيف يحكم الناس عندما تكون هناك علامات استفهام كثيرة على الإنتخابات، التي تتحول إلى مناسباتٍ لتقديم المناسف والولاء للأقرباء، فتتحول الديمقراطية إلى حفلٍ عشائري، وينتهي الأمر بحكم أبناء العشائر المنتخبين من قبل أقربائهم. إلى متى ستظل هذه عقليتنا يا وطن؟

نيسان ـ نشر في 2016-11-09 الساعة 21:40


رأي: سندس القيسي كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

الكلمات الأكثر بحثاً