الرسالة الإسرائيلية لفرنسا ....نكران الجميل
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 11:26
فرنسا تدعم مستدمرة إسرائيل وتساهم في تدمير الدول العربية، ومستدمرة إسرائيل لا تريد السلام وتتبنى تعاليم التلمود التي تحث على الكراهية للآخر، وتنفذ عمليات إرهابية في فرنسا باسم داعش.
يزخر الملف الفرنسي- الإسرائيلي بمواقف فرنسية جمة داعمة لمستدمرة إسرائيل الخزرية،بدءا من تزويدها باليورانيوم في خمسينيات القرن المنصرم وسكوتها عن قيام وكلاء الموساد بسرقة كميات كبيرة من اليورانيوم الفرنسي المخصب لزوم تشغيل مفاعل ديمونة النووي وقيام عملاء الموساد بتخريب معدات المفاعل النووي العراقي تموز التي كانت معدة للشحن إلى العراق عام 1979،ولا ننسى أن فرنسا سمحت لمستدمرة إسرائيل بالإشتراك معها ومع بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر ومهاجمة السويس عام 1956،ناهيك عن دعم فرنسا لمستدمرة إسرائيل حتى إبان ما يحلو للبعض وصفها بالعملية السلمية وضغطت على الفلسطينيين من أجل تقديم تنازلات لمستمدرة إسرائيل ،ولكن قادة هذه المستدمرة الإسبارطية رفضوا الإستمرار بالعملية السلمية رغم ان الفلسطينيين على وجه الخصوص إعترفوا لمستدمرة إسرائيل بشرعية وجودها بتوقيعهم إتفاقيات أوسلو أواخر العام 1993.
مستدمرة إسرائيل لا تريد سلاما ولا تقبل تعايشا مع أحد ،وفقا لتعاليم التلمود وخاصة تلمود بابل الذي صاغه أحبار يهود إبان السبي البابلي على يد القائد العراقي نبوخذ نصر،ويقطر هذا التلمود في كل تعاليمه حقدا وكراهية للآخر مهما كان لونه او عرقه اودينه.
ومن هذا المنطلق لا تقبل مستدمرة إسرائيل من أي جهة كانت الضغط عليها للتوصل إلى حل يرضي الفلسطينيين ولو بالحد الأدنى ،حتى لو كانت هذه الجهة مربوطة مع مستدمرة إسرائيل بالحبل السري،وهذا ما حصل مع بريطانيا اولا بطردها من فلسطين بعد أن إشتد عود العصابات الصهيونية الإرهابية منتصف العام 1948 ،وإتهامها بانها دولة محتلة، ومع امريكا بتنفيذ العملية الإرهابية في الحادى عشر من أيلول عام 2001،وقامت بتوريطها في حروب خاسرة في أفغانستان والعراق وضد ما يطلقون عليه الإرهاب ، وما تزال أمريكا تنزف دما حتى يومنا هذا ، وها نحن نشهد نكران الجميل الإسرائيلي مع فرنسا.
رأينا ذلك مؤخرا بتنفيذ عمليات إرهابية بإسم 'فرع خدمات المخابرات السرية الإسرائيلية 'ISIS' الملقب بداعش ،في باريس بدءا بمسرحية مجلة شارل أبيدو الساخرة التي نشرت رسوما مسيئة وإنتهاء بهجمات متكررة ومدروسة على اهداف فرنسية منها محل يهودي ، تبعتها دعوة النتن ياهو يهود فرنسا بمغادرة وطنهم الأم بمعيته للعيش في مستدمرة إسرائيل، كي ينعموا بالأمن الذي إفتقدوه في بلدهم على حد هرطقته.
وآخر رسالة إسرائيلية وقحة لفرنسا عنوانها نكران الجميل كانت قبل أيام برفض دعوة باريس لهم بالمشاركة في مؤتمر الشرق الوسط بباريس للسلام،رغم أن هذا المؤتمر يمثل خطوة فرنسية كبيرة في دعم مستدمرة إسرائيل على الأرض ،بهدف حل القضية الفلسطينية وشرعنة وجود مستدمرة إسرائيل في فلسطين.
كان هذا المؤتمر تحديا فرنسيا لقادة مستدمرة إسرائيل ووضعهم في الزاوية ،لكن العقلية الإسرائيلية التي تحاكي نهج إسبارطة البائدة بفعل تعنتها ،تعدت كل حدود المنطق والعقل ، بإبلاغها باريس رسميا انها لن تشارك في مثل هكذا مؤتمر ،ويقيني أن لدى قادة مستدمرة إسرائيل معلومات إستخبارية بأن باريس جادة في الموضوع وأنها مصممة على تنفيذ خطوة عملية في المشوار الطويل الذي يطلقون عليه زورا وبهتانا العملية السلمية.
يبدو أن قادة مستدمرة إسرائيل الذين يتقمصون شخصيات قادة إسبارطة البائدة ،مسيّرون وليسوا مخيّرين،أي أنهم يسرعون في نهاية مستدمرتهم بتعنتهم وعنجهيتهم وتكبرهم وتعاليهم على الغير رغم ما قدموه لهم من دعم متعدد الأشكال.
نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 11:26
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية