اتصل بنا
 

المعلمة الجزائرية صباح مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم بن غبريط فهي غير مبهرة

كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

نيسان ـ نشر في 2016-12-03 الساعة 21:10

الأطفال من الاعتداءات والتصوير دون موافقة الأهل.
نيسان ـ

لعلي أؤيد ابتكار المعلمة الجزائرية صباح أساليب تدريسٍ جديدة في غرفة الصف، فهذا من حقها ومن ضمن حرية الإبداع. لكن ما لا يحق لها أن تفعل هو أن تصور صباح هؤلاء الأطفال القُصَّر وتستخدم صورهم دون أخذ موافقاتٍ خطية من قبل ذويهم، كما أن تصوير الأطفال دون السادسة عشرة ممنوع منعًا باتًا في أوروبا لذا، فقد أخطأت المعلمة الجزائرية صباح في حق تلاميذها، وفي حق الأهالي وفي حق المهنيين الصحفيين، الذين استخدموا الصور دون أي تحفظ. ومن يعيش في أوروبا، يدرك مدى جدية القوانين القائمة لحماية الأطفال، حيث لا يستطيع أحد الإقتراب أو العمل مع أي طفل، قبل أن تبحث الشرطة في ملفات حسن السيرة والسلوك، لتكتشف الغث من السمين ومن عنده سجلاتٍ إجرامية ومن تخلو سجلاته من الإجرام بكافة أشكاله.

وعندما يتبين أن سجل المعلم أو سائق الباص أو أي شخص يعمل بالقرب من الأطفال نظيف تمامًا، عندها يمكن أن يعين الأشخاص في المدرسة والنادي وأي تجمع يضم أطفالاً. وأنا أعتقد أن هذا هو الصحيح، إذ أني أذكر حينما كنت في الرابعة من العمر، كان شفير الباص يأتيني إلى باب البيت، وكان كلما طلعت إلى الباص، يتوقف لكي يضع يديه بين رجليه في إيحاءاتٍ وحركاتٍ استعصت علي ولم أفهمها حينها ولم أعرف حتى كيف أجد المفردات المناسبة لكي أنقل ما كان يحدث لوالديّ في ذلك العمر، لكني ما زلت أذكر هذه الحادثة بتقزز. ولحسن الحظ، لم يتسنى لهذا السائق البغيض فرصة الإعتداء علي، لكني أذكر هذه القصة الآن للتوعية! وأحيانًا كثيرة، أجلس مع أطفال وطفلات، أحذرهم من الذئاب، وأعلمهم كيف يتصرفوا إذا وقعوا في أي خطر، أو إذا اختطفهم أو حاول أن يعتدي عليهم أحد. فالأطفال هم مستقبلنا، وعلينا أن نحافظ عليهم.

ولذلك، فإن سلوك المعلمة الجزائرية صباح غير سوي من هذه الناحية، لأنه لا يحق لها أن تعرض صور الأطفال للجماهير. ومسؤولية حماية الأطفال من الخطر هي مسؤوليتنا جميعًا وليست مسؤولية المعلمة فقط. ويجب أن تسن قوانين واضحة وحاسمة لحماية الأطفال من أقرب الناس لهم. وبالتأكيد، يجب البحث في سجلات حسن السير والسلوك والسجلات الإجرامية أو خلوها تجاه كافة العاملين في قطاع التربية، من الفرّاش وحتى الوزيرة نفسها، إذا لزم الأمر.

وكان الأجدى بالجميع أن يفكروا جديًّا قبل أن يتخذوا مواقفهم، فوزيرة التربية والتعليم الجزائرية، المصونة نورية بن غبريط كانت كارثية في طريقة ردها، ولم تستطع أن تضع جملتين عربيتين مع بعضهما البعض، ولا أن تركب حتى جملة مفيدة يتيمة. رغم أن الشعار الذي يتردد في الجزائر هو أنه؛ 'شعب الجزائر مسلم، وإلى العروبة ينتسب'. بمعنى أن الجزائريين ليسوا عربًا أقحاح، بل عربًا مستعربة، كما نقولها في الشرق. أما كيف انهالت الوزيرة بالهرطقة بالفرنسية دون حتى أن تعطي أدنى اعتبار للدارجة الجزائرية أو للغة الأمازيغية على الأقل. فإنه لأمر مشين وحتى اعتراضها كان في غير محله، لأنها لم تضع مسألة حماية الأطفال نصب عينيها. بل بدت وكأنها مشغولة بفكرة الإنتقام من هذه المعلمة التي تجرأت أن تقول إن: هذا العام سيكون لساني عربيًا واللغة العربية هي لغة أهل الجنة، وما إلى ذلك. وقد انتقدت الوزيرة الجزائرية المعلمة صباح ووعدت بمعاقبتها إداريًا بسبب أسلوبها في التدريس، وبسبب إدارة المعلمة صباح ظهرها للطلاب، أثناء إعطائها للدرس المصور على الفيديو، الذي انتشر بصورة كبيرة.

نيسان ـ نشر في 2016-12-03 الساعة 21:10


رأي: سندس القيسي كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

الكلمات الأكثر بحثاً